بغداد اليوم - متابعة
وعلى الرغم من تصميمها لتوفير إسقاط مفصل ومتماسك للأرض، إلا أن الخرائط المسطحة للعالم بعيدة عن الدقة، حيث أن بعض المناطق تبدو أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع، والبعض الآخر يبدو أصغر بكثير، والمسافات بين الكتل الأرضية المختلفة يتم تمثيلها بشكل خاطئ.
نشأت أجيال من الأطفال لتتعلم أن الخريطة المستطيلة المسطحة للعالم، هي فعلا ما تبدو عليه الأرض، ولكن هل تعكس هذه الخريطة حقا شكل كوكبنا؟.
وعلى الرغم من تصميمها لتوفير إسقاط مفصل ومتماسك للأرض، إلا أن الخرائط المسطحة للعالم بعيدة عن الدقة، حيث أن بعض المناطق تبدو أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع، والبعض الآخر يبدو أصغر بكثير.
وقال ماثيو إدني، أستاذ الجغرافيا وتاريخ رسم الخرائط في جامعة ساوثرن ماين، لموقع "لايف ساينس" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "كل خريطة للعالم مشوهة من بعض النواحي".
ورغم اعتراضات أصحاب نظرية الأرض المسطحة، فإن كوكبنا ليس مسطحا، إنه من الناحية الفنية كروي ذو قمة وقاع مسطحين وانتفاخ على طول خط الاستواء.
ولقد قدم هذا، منذ فجر رسم الخرائط، مشكلة كبيرة لرسامي الخرائط: كيف يمكن تمثيل جسم ثلاثي الأبعاد دون عيب في بعدين؟
وإذا كان لديك كرة أرضية احتياطية، أو كرة تنس قديمة، فحاول قصها وإعادة ترتيبها في شكل مستطيل مثالي، سيعطيك هذا التحدي غير العملي فكرة جيدة عن مدى عدم توافق الشكل الكروي والمستطيل المسطح.
وكان "إسقاط مركاتور"، الذي أنشأه الجغرافي ورسام الخرائط جيراردوس مركاتور في عام 1569، طريقة الإسقاط الإسطواني المستعملة في رسم الخرائط الأكثر شيوعا في العالم، ولا يزال يمثل الرسم المسطح الأكثر استخداما للأرض، ووفقا لـ MapHover. كان الملاحون يفضلون هذه الخريطة لعدة قرون لأنها مكنتهم من رسم الدورات في خط مستقيم.
ويعطي عرض "مركاتور" الأشكال الصحيحة من كتل الأراضي، ولكن مع تشوهات واضحة.
وقال إيدني: "بعض الإسقاطات تشوه أكثر من غيرها. إسقاط مركاتور هو المثال الكلاسيكي. الإسقاط مطابق وله أيضا خاصية خاصة تتمثل في أن الدوائر الكبيرة هي خطوط مستقيمة".