الصفحة الرئيسية / قد تكون جيناتك السبب أو ربما شخصيتك.. لماذا يحب بعض الناس الأطعمة المالحة أكثر من غيرها؟

قد تكون جيناتك السبب أو ربما شخصيتك.. لماذا يحب بعض الناس الأطعمة المالحة أكثر من غيرها؟

بغداد اليوم-متابعة

 

 

نسمع مراراً وتكراراً عبارة "سنّه حلو" لتفسير حب الشخص للحلويات والسكريات، ولكن ماذا عن الأشخاص الذين يحبون الأطعمة المالحة؟
قد لا تقل نسبة الأشخاص الذين يحبون رقائق البطاطس والمكسرات المملحة والمخللات وغيرها الكثير من الأطعمة المالحة عن نسبة الأشخاص المحبين للنكهات الحلوة، بل حتى قد تتجاوزها!
 لكن لماذا يحب الناس تناول الطعام المالح؟ الجواب، وفقاً للعلم، أكثر تعقيداً مما تعتقد؛ إذ إن حبك ورغبتك في تناول الأطعمة المالحة بشدة قد يكون سببه شخصيتك أو نوعاً من البروتين الموجود في لعابك، أو حتى قد تكون جيناتك هي السبب!
كما أنه من المحتمل أن يكون هناك سبب صحي أو نفسي للرغبة الشديدة والمستمرة في تناول الأطعمة المالحة، إليك التفاصيل في هذا التقرير.

الملح صديق التطور البشري منذ آلاف السنين
لعب الملح دوراً حاسماً في مسيرة التطور البشري ويعود تاريخ استخدامه إلى حوالي 2700 قبل الميلاد كما تشير أدلة لاستخدامه وتصنيعه في الصين ومصر.
كما يُعتقد أن أنماط الصيد البشري ربما تكون قد تأثرت بلعق الملح؛ عندما انجذبت الحيوانات نحو المناطق المالحة للحصول على جرعتها من كلوريد الصوديوم ، تبعها البشر، وأضافوا الملح في لحومهم.
وعبر التاريخ كان الملح جزءاً كبيراً من الثقافة الإنسانية منذ العالم القديم، وشكل أساس بعض التحالفات التجارية وبناء إمبراطوريات ضخمة لدرجة أنه كان موضوعاً للعديد من القصص والخرافات والحكايات الشعبية والحكايات الخيالية.
وهنا يراودنا سؤال، ما التفاسير العلمية المحتملة لحب الإنسان للملح ورغبته في تناوله منذ الأزل؟

إذا كنت تحب الملح، فقد يكون السبب لعابك
كشفت دراسة نشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية في عام 2017، أنه إذا كنت تميل إلى الإفراط في استخدام الملح في طعامك، أو يبدو أن لديك تحملاً أعلى بكثير من الآخرين للملح، وأنه لا يجعلك تشعر بالعطش الشديد، فقد يكون تفسير ذلك تركيب البروتينات في اللعاب. 
صنَّف العلماء الذين أجروا الدراسة الأشخاص إلى مجموعات حساسة وأقل حساسية لتذوق الملح بناءً على مدى ملوحة مادة الاختبار التي يعتقدون أنها كانت مالحة، ثم اختبروا لعاب المجموعتين.
كان لدى الأشخاص في المجموعة الأقل حساسية كميات أقل من إنزيمات endopeptidase، وهي إنزيمات تكسر البروتينات وتوجد أيضاً في الأمعاء والتي قد تكون جزءاً أساسياً من قدرة اللسان على تذوق الملح واكتشافه.

لكن حب الأطعمة المالحة قد يكون وراثياً أيضاً
إن كنت تشعر أن حبك للأطعمة شيء لا يمكنك التحكم به أو أنه كما يقال "يسري في دمك" فقد تكون محقاً. في الحقيقة، قد يتأثر تفضيلك للأطعمة المالحة أيضاً بجيناتك!
في عام 2016، اكتشف العلماء في دراسة أجريت على 1580 شخصاً كورياً أن الأشخاص الذين لديهم اختلاف معين في جين مستقبلات التذوق TAS2R38 هم أكثر حساسية للأطعمة ذات المذاق المر، ولكنهم لا يحبون الأطعمة ذات المذاق الحلو لتجنب المر، بل على العكس يرغبون اكثر بالأطعمة المالحة، ربما لإخفاء المذاق المر أو جعل الطعام أكثر استساغة.
قد يكون أيضاً مرتبطاً بشخصيتك
أفادت دراسة غريبة للغاية نُشرت في مجلة Sciencedirect في عام 2007 بأنه يبدو أن هناك رابطاً بين أنواع السمات الشخصية التي لديك وأنواع الطعام التي تحبها.
كتب العلماء في الدراسة: "على سبيل المثال، أظهر المشاركون ذوو الشخصية المحبة للبحث عما هو جديد تفضيلاً قوياً للمذاق المالح، في حين أظهر المشاركون الذين يعتمدون بدرجة عالية على المكافآت في حياتهم تفضيلاً قوياً للمذاقات الحلوة".
كما أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا عام 1990 عن تفضيلات المذاق الحلو والمالح لدى البالغين وارتباطه بأنماط الشخصية أن "الأفراد الأكثر انفتاحاً يحبون عصير الليمون أكثر حلاوة من الأشخاص الأكثر تحفظاً، والأشخاص الذين شعروا بأنهم يستطيعون التحكم بصحتهم كانوا يفضلون مستويات أقل من الملح في المرق، بينما أولئك الذين شعروا بأن صحتهم ليست أمراً يستطيعون التحكم به كانوا يحبون مستويات أعلى منه".

حالات صحية ونفسية قد تفسر رغبتك في تناول الملح
قد تكون رغبتك في تناول الملح أحد أعراض حالة طبية تتطلب العلاج. لهذا السبب يجب ألا تتجاهل الرغبة المفاجئة في تناول كميات كبيرة من الاطعمة المالحة.
فيما يلي بعض الحالات التي قد تجعلك تتوق إلى تناول الملح، كما يشير موقع Cleveland clinic، المختص بالمواضيع الطبية:
1. الإجهاد
عندما يكون جسمك تحت الضغط، فإنه يفرز الكورتيزول والهرمونات الأخرى المرتبطة بالإرهاق بكمية أكبر. وقد ربطت الدراسات ومنها بحث نشر في مجلة علم الأعصاب عام 2011 إلى أن زيادة نسبة الكورتيزول بالرغبة الشديدة في تناول الطعام.
ووجد البحث أنه عند تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم تنخفض نسب الكورتيزول، قد يكون اشتهاء الملح إحدى الطرق التي يحاول بها جسمك التعامل مع الإجهاد غير العادي.
2. قلة النوم
تؤثر قلة النوم على هرموناتك، وتزيد من نسب التوتر والرغبة الشديدة في تناول الملح.
تؤدي قلة النوم إلى تقليل هرمون اللبتين الذي يخبر الدماغ بالتوقف عن الأكل عندما تكون ممتلئاً مما يقلل ضبط النفس حول الأطعمة التي تتوق إليها.
كما أن قلة النوم تزيد من هرمون الجريلين المسؤول عن الشهية وإشارات الجوع وتخفض مستويات السيروتونين في المخ المسؤول عن الشعور بالسعادة. نتيجة لذلك، قد تبحث عن كيس رقائق البطاطس ليجعلك تشعر بالراحة.

3. متلازمة ما قبل الحيض
يشير موقع Healthline المختص بالمواضيع الطبية إلى أن النساء المصابات بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية يعانين من تغيرات هرمونية. نتيجة لذلك، فإنهم يتوقون إلى المزيد من الأطعمة الحلوة أو المالحة، خاصة خلال دورتهم الشهرية.
4. التمارين الرياضية
كلما مارست الرياضة، زاد تعرقك مما يؤدي إلى تقليل مستويات الصوديوم في الجسم وزيادة رغبتك في تناول الملح.
5. مرض أديسون
مرض أديسون، أو قصور الغدة الكظرية، هو حالة نادرة لا ينتج الجسم فيها ما يكفي من هرمونات معينة، بما في ذلك الكورتيزول. تتحكم هذه الهرمونات في توازن الملح والسوائل في الجسم. وقد ينتهي الأمر بالجسم إلى اشتهاء الملح، لأنه لا يستطيع الاحتفاظ به أيضاً.
6. الملل
في كثير من الأحيان، يكون تناول الطعام مجرد شيء يجب القيام به لتمضية الوقت. علاوة على ذلك، تعتبر الأطعمة المالحة الخيار الأفضل في هذه الحالات، لأنها عادة ما تكون معدة مسبقاً ولا داعي لطهيها.
7. الجفاف والعطش
يحتاج جسمك إلى الحفاظ على مستوى معين من السوائل، ليعمل بشكل صحيح. إذا كانت هذه المستويات أقل من المستوى الصحي، فقد تبدأ في اشتهاء الملح. هذه هي طريقة جسمك في تشجيعك على الشرب أو تناول المزيد من الطعام.
تشمل علامات الجفاف الأخرى بالإضافة إلى اشتهاء الملح برودة الجلد ودوخة والشعور بالعطش الشديد وصداع الرأس وانخفاض إنتاج البول وسرعة دقات القلب.

31-12-2021, 18:52
العودة للخلف