بغداد اليوم – تقرير
عجائب كثيرة أودعها الله تعالى في عالم الحشرات الضعيف، لنأخذ العبرة ونتعلم منها الدروس، ولو قارنا أنفسنا بأي حشرة فسنجد أن هذه الحشرة تتفوق على الإنسان من حيث القوة والقدرة على البقاء، وهذه حقائق تدل على قدرة الخالق العظيم، ومن ثم فإنها تؤدي إلى الإيمان... فهل تتواضع أيها الإنسان قليلاً؟
لقد قام العلماء حديثاً بدراسة هذا الذباب وكان دافعهم لهذه الدراسة أنهم وجدوا أن الذباب يحمل على جسمه كميات ضخمة من الفيروسات والبكتيريا القاتلة، وعلى الرغم من ذلك لا يتأثر بها، فقالوا: كيف يمكن لهذا الذباب أن يحمل الأمراض الكثيرة والبكتريا والفيروسات على سطح جسده ولا يتأثر بها.
ولدى البحث والتدقيق وجدوا أن هنالك مناطق خاصة في سطح الذباب تحتوي على كميات من المضادات الحيوية يقولون إنها من أكفأ المضادات الحيوية.
ولذلك فإن هنالك باحثة استرالية قامت بتجربة، وجاءت بالذباب وغمسته بسائل ووجدت بمجرد غمس هذا الذباب تتحرر منه المواد المضادة للبكتريا والفيروسات، مضادات حيوية تتحرر بمجرد غمس هذا الذباب في السائل، وقالت بالحرف الواحد:
يجري فريق من العلماء الأستراليين أبحاثا من أجل إنتاج مضادات حيوية جديدة من الذباب, كونه يتغذى على الروث والقاذورات ويكتسب من هذا الطريق قدرة فائقة على مقاومة العدوى وقتل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وقال البروفيسور أندي بيتي من جامعة ماكواري "لقد سألنا أنفسنا هذا السؤال: أين تتطور مضادات الجراثيم طبيعيا.. إننا نبحث عن شيء مختلف تماما".
وأضاف بيتي أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الذباب تحديدا في منتجات الصيدلة. واستخراج مضادات حيوية من الذباب واحد من بين احتمالات كثيرة اقترحها بحث بيتي الذي يعتقد أن الحشرات التي تعيش في مجتمعات عالية التنظيم مثل البشر قد تمتلك آليات دفاع أقوى.
وأثبتت بعض الأبحاث أن بيتي على صواب إذ حصل على براءة اختراع مضادات حيوية من النمل.
وقال إنه لنفس الأسباب فإن نسيج العنكبوت قد يحتوي على دفاعات غير عادية، وكذلك الرحيق الذي تستخدمه النباتات للدفاع عن نفسها من التلوث حتى يمكنها جذب حبوب اللقاح.
ولايزال بيتي ينتظر الترخيص بإنتاج مضاد حيوي من النمل بصورة تجارية، وقال إن مسألة استخدامه في علاج أمراض معينة أو كمطهر سيعتمد على شركات الأدوية.
وأشار إلى أن أحد أهم مواطن القوى في الأبحاث على الذباب تركز على جزيئات جديدة تماما، مضيفا أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان فريق البحث الذي تدعمه شركة غلاكسو سميث كلاين العملاقة للأدوية سيتمكن من الحصول على ترخيص بإنتاج مضادات حيوية مستخلصة من الذباب.
وأردف أن إنتاج مضادات من الذباب تجاريا قد يحدث بعد عشر سنوات بسبب الإجراءات الطويلة التي تتبعها شركات الأدوية. ولكن النتائج الأولية أظهرت أن مركبات أنتجت من الذباب ذات فاعلية في مقاومة أنواع من البكتيريا.