بغداد اليوم-متابعة
سجلت روسيا أكبر تفاوت في درجات الحرارة في العالم منذ عام 1954، حيث بلغ الفارق بين درجات الحرارة في مدينتين روسيتين في اليوم نفسه 85 درجة مئوية!
روسيا التي توصف عادة بكونها متطرفة بالتفاوت في توزيع الثروات بين سكانها، لكن ذلك الوصف يمكن أن يكون دقيقاً بالقدر نفسه إذا أُطلق على طقس روسيا الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2021، حسبما ذكرت مجلة Newsweek الأمريكية الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول.
في هذا اليوم انخفض مستوى الزئبق في مقاييس الحرارة في مدينة ديليانكيرك بجمهورية روسيا الاتحادية ساعات ليُشير إلى 61.1 درجة مئوية تحت الصفر.
عالم الأرصاد الجوية تيري غوس غرد قائلاً إن تلك كانت واحدة من أقل درجات الحرارة المسجلة في تاريخ روسيا، كما أشار إلى أن هذه المرة الأولى التي تنخفض فيها درجة الحرارة تحت مستوى -60 درجة مئوية منذ عام 2008.
على الجهة الأخرى وفي اليوم نفسه شهد المواطنون الروس المقيمون على بعد نحو 6 آلاف كيلومتر من ديليانكيرك، في شاتوي في جمهورية الشيشان الواقعة في الجنوب درجة حرارة بلغت 24.5 مئوية.
الفارق بين درجتي الحرارة 85.6 درجة مئوية يُعد الأكبر في أي دولة منذ 20 يناير/كانون الثاني عام 1954 وفقاً لبيانات منصة Climate Reanalyzer للمناخ.
في ذلك اليوم من عام 1954 بلغ الفارق بين درجات الحرارة في الولايات المتحدة 88.7 درجة مئوية (32.2 و -56.5).
وغرد عالم الأرصاد سكوت دونكان قائلاً: "تفاوت مجنون في درجات الحرارة في روسيا اليوم. واحد من أكبر التفاوتات المسجلة في دولة واحدة. فارق شاسع بلغ 85 درجة مئوية".
وأضاف أن ناقص 60 درجة مئوية هو أمر "نادر" ولم يُرصد خارج هضبة غرين لاند في النصف الشمالي من الكرة الأرضية منذ 10 سنوات.
تفاوت جنوني
فيما قال العالم البارز في مركز فوبوس للطقس إيفغني تيشكوفيتس لوكالة أنباء TASS إن مستوى التفاوت المعتاد في درجات الحرارة بين الأجزاء الشمالية وتلك الجنوبية من البلاد كان بين 10 و15 درجة مئوية.
وقال إن التفاوت الذي وقع الأربعاء كان "شذوذاً متطرفاً" وإنه في المناطق الأوروبية من روسيا يومها كان التفاوت يبلغ نحو 50 درجة مئوية.
كما قال أليكسي كوكورين، رئيس أبحاث المناخ والطاقة في الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، لصحيفة Moscow Times إنه في العقد المقبل، سيتعين على روسيا التعامل مع طقس أكثر قسوة.
حيث سيتضمن ذلك موجات حر وجفاف في جنوب البلاد والمزيد من الظروف المتطرفة في مناطق أخرى.
وفي أغسطس/آب الماضي حذَّر تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن التغير المناخي سيجلب تطرفاً في درجات الحرارة.
ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد غيَّر هذا العام موقفه المتشكك بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري ووضع هدفاً للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، يُعتبر هذا نقلة كبيرة لموقف زعيم بلد يعتمد بشدة على الوقود الأحفوري.