بغداد اليوم - ديالى
في زقاق شعبي شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى يحاول عثمان العبيدي الخمسيني احياء ما يسميها الكثيرين حلاوة الشتاء او المدكوكة التي تصنع من خلال طقوس عائلية مفعمة بالمرح والقصص كونها نتاج عمل جماعي تتم من خلال الة خشبية تسمى المطرقة من بطحن تمور الزهدي مع اضافة بعض المواد لتزيد من نكتها.
وقال العبيدي في حديث لـ( بغداد اليوم)،ان" المدكوكة هي حلاوة الشتاء الاكثر شهرة في مناطق ارياف ديالى منذ عقود طويلة فهي للفقراء والاغنياء معا وذات طاقة غذائية مفيدة للجسم خاصة مع انخفاض درجات الحرارة لكن الاهم انها ذات طقوس خاصة تتم من خلال جلسات عائلية او اصدقاء وسط اجواء من المرح االمفعمة باستذكار الماضي".
واشار الى انه" شارك في صنع المدكوكة لاول مرة قبل 44 سنة والان عمره 53 سنة لافتا الى انه ما ان تلمسه يده المضرب الخشبي حتى يستذكر اهله الذين غيبهم الموت وكيف كانت هذه الحلاوة العجيبة تجمع حولها الاحبة والاصدقاء".
اما سمير ابو عبدالله فهو يصنع المدكوكة منذ 14 سنة ويبيعها للناس مقابل ثمن من خلال الاتصال به او المجي لمحله المتواضع في اطراف بعقوبة قائلا انها اشهر حلويات مملكة اشنونا في اشارة منه الى اهم واكبر مملكة معروفة في جنوب ديالى برزت في الالف الثاني قبل الميلاد".
واضاف ابو عبدالله،ان"مدكوكته يصنعها من خلال خلطة يتقنعها باضافة بعض المواد من اجل زيادة النكهة والطعم اللذيذ مبينا انها طعام شامل ومفيدة لصحة الانسان".
فيما اشار خيرالله حاتم وهو مزارع مختص بالتمور عمره 81 سنة قال بان" المدكوكة حلاوة شعبية انحسرت في العقود الثلاثة الماضية بسبب بروز عالم الحلويات بشكل كبير مع تنوعه واضافاته لكن الكثير من الاسر لاتزال حتى اللحظة تتمسك بالمدكوكة وهي ارث لايزال يقاوم ".
واضاف حاتم،ان"من مميزات المدكوكة الاجواء العائلية وحلقات الاصدقاء ومشاركتهم في صنعها لافتا الى انه لايعرف بالدقة من اين فكرة هذه الحلوة لكن المؤكد بان ارث يمتد لمئات السنين وربما بالفعل يعود لحضارات برزت في ارض ديالى ومنها اشنونا التي كانت تهتم بالنخيل والتمور كما يسرد في صفحات التاريخ القديم".