بغداد اليوم – تقرير : محمود المفرجي الحسين
بعد ازمة الهجرة الجماعية، من إقليم كردستان الى دول الاتحاد الأوربي، شهد الإقليم هذه المرة تظاهرة غاضبة خرج بها الاف الطلبة، مطالبين بإعادة المخصصات التي كانوا يتقاضوها من الإقليم، والتي اوقفتها حكومة الإقليم في وقت سابق.
وبدأت الاحتجاجات على إثر خروج العديد من طلبة الجامعات في تظاهرات حاشدة، للمطالبة بتحسين شروط سكنهم الداخلي الجامعي، وإعادة العمل بنظام دفع المستحقات الشهرية لهم من قبل وزارة التعليم العالي في حكومة الإقليم، والتي توقفت منذ سنوات.
لكن المراقبين يرون أن ما تخلل المظاهرات من عنف من قبل السلطات الأمنية، يقود نحو تعقيد المشهد، وسط حديث عن وجود مندسين ضمن الطلبة لتحوير بوصلة مظاهراتهم المطلبية، نحو وجهات تخدم الأجندات السياسية لبعض الجهات.
وهاجم المتظاهرون طيلة اليومين الماضيين، في العديد من المناطق، عددا من المقرات الحكومية والحزبية والأملاك العامة، حيث أضرموا النيران فيها، ومن ضمنها مبنى المكتبة العامة في ناحية بيره مكرون في محافظة السليمانية.
ودخل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على خط الأزمة، الخميس، عبر تغريدة على حسابه في تويتر قال فيها: "الأحداث المؤلمة الأخيرة بإقليم كردستان العراق ولاسيما بالسليمانية العزيزة تستدعي موقفا مسؤولا من الجميع، لحماية السلم الاجتماعي وإيقاف التدهور، التظاهرات السلمية حق مكفول دستوريا، والاعتداء على المتظاهرين كما الاعتداء على الأملاك العامة أو الخاصة أمران مرفوضان".
من جانبه أكد منسق التوصيات الدولية بحكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، أن حكومة إقليم كردستان تتبنى المطالب المشروعة للطلاب.
وقال زيباري، في بيان صادر عنه ، ان "طلاب جامعيون اقتحموا شوارع عدة مدن في إقليم كردستان في الأيام الماضية، مطالبين بإعادة البدلات النقدية للطلاب التي تم تعليقها منذ 2014 بالتوازي مع إجراءات التقشف في أعقاب التحديات الاقتصادية ومحاربة تنظيم داعش".
وأضاف ان "بعض المنظمات ووسائل الإعلام الدولية، سلطت الضوء على التظاهرات"، مبيناً أن "هناك ما يقرب من 150000 طالب مؤهلين للحصول على المخصصات الشهرية. وقبل إجراءات التقشف، خصصت الحكومة 60 ألف دينار للطالب في الأقسام الداخلية، و40 ألف دينار للطلبة خارج سكن الأقسام الداخلية".
وبين زيباري أن "حكومة إقليم كردستان تتبنى المطالب المشروعة للطلاب الذين يتجمعون من أجل تعويض رواتبهم الشهرية. وبحسب مصادر رسمية من مجالس المحافظات ذات الصلة، فقد أسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن حرق وإتلاف العديد من المباني العامة، بما في ذلك مكتبة، والعديد من مقار الأحزاب السياسية"، موضحاً أنه "تم الإبلاغ عن إصابة المتظاهرين وضباط شرطة مكافحة الشغب، وبالتالي تلقوا العلاج الطبي، ومع ذلك، فقد لحقت أضرار قليلة بالممتلكات العامة ولم تقع إصابات في أربيل وحلبجة".
ونوه زيباري الى ان "الاحتجاجات استهدفت بشكل أساسي محافظة السليمانية، حلبجة، وكذلك كوية ورابرين وكرميان"، مردفاً أنه "ومع اندلاع الاحتجاجات وامتدادها إلى مدن أخرى، تم إغلاق الطرق الرئيسية وواجهت الجامعات إغلاقاً مؤقتاً".
يذكر أن مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان وافق في اجتماعه العادي في 24 من تشرين الثاني 2021 على تخصيص ميزانية لوزارة التعليم العالي لإعادة مخصصات الطلاب وتقديم الخدمات للأقسام الداخلية.
زيباري، اضاف أن "الطلاب الذين يمارسون حقوقهم الأساسية من خلال المشاركة في التظاهرات، نقلوا مطالبهم للسلطات ولجأوا إلى الوسائل السلمية في التعبير عن مظالمهم، ومع ذلك، فقد انتشر بعض الأشخاص من غير الطلاب في صفوف الجماهير، ما أدى إلى تأجيج العنف من خلال الاعتداء على ضباط شرطة مكافحة الشغب وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة"، لافتاً الى أنه "ومع ذلك، لم يتم اعتقال أي شخص منذ اندلاع الاحتجاجات".
واشار الى تشكيل لجنة لتقييم الأضرار ومتابعة مطالب الطلاب المشروعة للوصول إلى نتيجة عادلة تعود بالفائدة على الطلاب، وتم اعتقال بعض الأفراد الذين ارتكبوا أعمال عنف ضد المتظاهرين.
الا ان الملفت في هذه التظاهرات، هو استخدام العنف المفرط من قبل قوات الامن في الإقليم بحق المتظاهرين، مما اثار حفيظة الجميع في داخل الإقليم وخارجه.
دعت النائب السابق، ريزان شيخ دلير، اليوم الاحد، الجهات الأمنية في إقليم كردستان، الى التعامل بلطف مع الشباب المتظاهرين، وترك العنف جانبا.
وقالت شيخ دلير لوكالة (بغداد اليوم)، ان "هؤلاء الشباب خرجوا من اجل حقوقهم ، اذ ان الوضع الاقتصادي سيء وهم محتاجين لهذه للمخصصات فضلا عن احتياجاتهم لباقي الخدمات مثل الماء والكهرباء ".
وأضافت، ان "هذه المطالب قانونية، ولا يجوز التعامل معهم بقسوة".
الا ان شيخ دلير ، اشارت الى "بعض المندسين الذي قاموا بالحرق، وقالت، ان "الطلاب لا يقوموا بهذه الاعمال، لانهم بناة المستقل ولا يمكن لهم ان يفعلوا هذه الأفعال المستنكرة".
ودعت الى "نشر ثقافة (الامن الناعم)، الذي يكون به رجل الامن مدرب تدريبا جيدا ويملك من الثقافة التي تبيح له القيام بواجبه بدون استخدام العنف".