بغداد اليوم- ديالى
بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي تطال قرى ديالى بين الحين والأخر، واستجابة الحكومة البطيئة، اخذ الأهالي منحنى اخر بالدفاع عن أنفسهم عبر شراء الكاميرات الحرارية من خلال إطلاق حملات جمع التبرعات على نفقتهم الخاصة.
وشكلت الكاميرات الحرارية في مشهد ديالى الامني في السنوات 3 الماضية حيز كبير من اهتمام قرى تقع ضمن محيط ساخن بسبب نشاط خلايا داعش الارهابي وبعد اطلاق اهاليها سلسلة دعوات لدعمهم بالكاميرات الا ان ماراثون الاستجابة طويل الامد بين المراجعات التقليدية ما دفعهم الى اعتماد مايعرف بالتبرعات الامنية لشراء كاميرات ونصبها لحماية انفسهم من غزوات الاشرار ليلا.
وقال عضو مجلس ناحية كنعان السابق( 20كم شرق بعقوبة) جمال الشمري في حديث لـ( بغداد اليوم)، انه "يسكن قرية زراعية في قاطع جنوب كنعان وهو قاطع يتعرض بين فترة واخرى لهجمات من قبل داعش الارهابي ما دفع الاهالي الى جمع تبرعات وشراء كاميرات حرارية يصل سعرها بعضها الى 8500 دولار امريكي".
واضاف الشمري، ان "التبرعات الامنية هي مسار اعتمده الاهالي ليس في قريته فحسب بل في قرى كثيرة كون مناشدة القوات الامنية في هذا الاتجاه يحتاج الى فترات زمنية طويلة ونحن في وضع نحتاج الى قرارات انية تستدعي حماية المنطقة من اي هجمات مباغتة خاصة في الليل".
ويقول ابو فؤاد وهو مسن يسكن قرى جنوب كنعان قال بانه" دفع 300 الف دينار مساهمة منه في شراء كاميرا حرارية مع بقية افراد القرية"، لافتا الى ان "الكاميرا تحمي الدولة وجنودها في اشارة الى وجود ثكنة قريبة من القرية تؤمن الكاميرا مشاهدات ليلية واضحة عن اي تحركات مريبة".
واشار الى ان" العراق بلد ليس فقير وجمع التبرعات كان اخر الحلول"، مبينا ان "استهداف اي عربة عسكرية يكلف الدولة من 30-50 الف دولار في حين يمكنها بهذا المبلغ شراء 6 كاميرات واكثر تؤمن قاطع كبير ترصد من خلاله اي محاولات لتفجير او نصب العبوات بالإضافة الى تحركات الارهابيين".
فيما اقر عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب المنحل عبد الخالق العزاوي بشراء اهالي قرى كثيرة في ديالى كاميرات حرارية بملايين الدنانير لحماية انفسهم، لافتا الى انها تقنية اثبت جدارتها وقطعت الطريق امام هجمات ومجازر كان الارهاب يتهيا لتنفيذها".
واضاف العزاوي، انه "ساهم بشكل شخصي في شراء كاميرات وتقديمها لقرى عدة خاصة في المناطق المحررة في اطار جهوده لمواجهة الارهاب"، مؤكدا بان "دعم الدولة في ملف تزويد القرى بالكاميرات محدود جدا وهذا ما دفع الاهالي لجمع التبرعات لحماية انفسهم من اي هجمات محتملة".