بغداد اليوم - متابعة
طرحت صحيفة "نيويورك تايمز" تساؤلات جادة عن مدى أمان تبرع الأشخاص المصابين بكوفيد-19 بأعضائهم البشرية، سواء أولئك الذين نجوا من المرض أو حتى الذين توفوا منه.
في تقرير لها، ذكرت الصحيفة أن القضية فتحت باب نقاش بين الأطباء حول ما إذا كانت عملية زرع الأعضاء البشرية القادمة من متبرعين مصابين بكوفيد-19 آمنة للمرضى الذين ينتظرون نقل تلك الأعضاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد الموضوع تعقيدا هو مرض كوفيد طويل الأمد الذي يستمر بعد التعافي، حيث لا تظهر إصابة الأشخاص الذين يعانون من أعراض مزمنة بفيروس كورونا المستجد.
يخشى بعض الباحثين من أن الفيروس قد يكون موجودا في أنسجة الجسم، بما في ذلك الأعضاء البشرية التي يتم منحها لمرضى آخرين بحاجة لها.
وقال المدير الطبي لمركز رعاية ما بعد كوفيد في نظام "ماونت سيناي" الصحي، زيغيان تشين، "إنه سؤال أخلاقي صعب".
وأشار تشين إلى أن أعضاء مرضى كوفيد طويل الأمد تعمل عادة بشكل طبيعي في الاختبارات الوظيفة، لكنه قال إنه يجب إبلاغ المرضى المتلقين بأي مخاطر محتملة.
ويتمثل أحد المخاوف في أن المرضى الذين يتلقون أعضاء مزروعة عادة ما يطلب منهم تناول الأدوية التي تثبط جهاز المناعة لمنع رفض جسمهم لهذه الأعضاء.
وتابع الدكتور تشين: "أعتقد، من الناحية الأخلاقية، نحن بحاجة إلى إبلاغ المريض بأن الخطر حقيقي" في هذه المسألة.
وتمثل انتقال الأمراض مصدر قلق دائم للأطباء في عملية نقل وزراعة الأعضاء البشرية.
في الولايات المتحدة، هناك طلب كبير على الأعضاء المنقذة للحياة، إذ يوجد أكثر من 100 ألف شخص ينتظرون زراعة أعضاء بشرية مختلفة، فيما يموت 17 شخصا يوميا خلال فترة انتظارهم، وفقا لـ "نيويورك تايمز".
في بداية انتشار الوباء، كان نهج الأطباء بالولايات المتحدة بشأن قبول الأعضاء البشرية من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا متحفظا للغاية.
وقال المستشار الطبي لجمعية منظمات شراء الأعضاء، غلين فرانكلين، "لم نكن نعرف ما يكفي عن المرض". وأضاف: "في بداية الوباء، إذا كان فحصك إيجابيا فلن تكون ضمن المتبرعين".
تشير الصحيفة إلى أن منظمات زراعة الأعضاء الرئيسية في الولايات المتحدة اتخذت أساليب مختلفة من ضمنها قبول بعض الأعضاء من المصابين بكورونا. ومع ذلك، يتجنب الجراحون زرع رئات من مرضى توفوا بسبب كوفيد-19؛ على اعتبار أنه مرض تنفسي يمكن أن يتسبب في تلف الرئة.
وأجرى العلماء في ألمانيا عمليات تشريح لجثث 27 مريضا ماتوا بسبب كوفيد-19 ووجدوا الفيروس في أنسجة الكلى والقلب لأكثر من 60 بالمئة من إجمالي المتوفين. كما وجد الباحثون الإصابة في أنسجة الرئة والكبد والدماغ.
وفقا للدكتور فرانكلين، فإن أعضاء البطن الموجودة أسفل الحجاب الحاجز، مثل الكلى أو الكبد، يمكن زراعتها، حتى لو كانت نتيجة اختبار المتبرعين بها إيجابية، بشرط أن تكون سليمة وبدون أعراض.
من جانبه، قال ديفيد كلاسين، وهو كبير المسؤولين الطبيين في الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء، وهي منظمة غير ربحية تدير شبكة شراء الأعضاء البشرية في الولايات المتحدة، إن القرارات يجب أن تُتخذ على أساس "كل حالة على حدة".
وأضاف كلاسين أن المسألة تقاس وفق "حساب المخاطر والفوائد"، مردفا: "كثير من الناس ينتظرون أعضاء يموتون بدونها".