بغداد اليوم – تقرير محمود المفرجي الحسيني
رغم رغبة الحكومات العراقية السابقة والحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، تحقيق توازن دولي في العلاقات مع المحيط الخارجي، وابعاد العراق عن الصراعات الدولية والإقليمية، الا هناك الكثير من العوامل تجر العراق الى هذه المشكلات شاء ام ابى، لوجود وجهة نظر داخل العراق مختلفة تماما عن وجهة النظر الحكومية، متمثلة بـ "فصائل المقاومة"، التي ترى بان الوجود الأمريكي داخل العراق عامل ازمة حقيقي ومنطلق لأغراض العراق في الازمات الداخلية والخارجية.
وهذا الامر عبرت عنه بعض الفصائل المسلحة المجهولة، التي لم تتوقف من قصف المواقع الامريكية وقواعدها العسكرية داخل العراق، وكذلك ضرب الياتها العسكرية في عدد من مناطق البلاد، منها الديوانية والناصرية والبصرة وغيرها.
هذا الامر يمثل حجم الإصرار لبعض الجهات السياسية والمسلحة داخل العراق، على اخرج القوات الامريكية بشكل كامل من العراق، وهذا الامر عبر عنه البرلمان العراقي الذي صوت في الخامس من حزيران من العام الماضي، على اخراج كامل القوات الأجنبية من العراق.
ورغم هذا التصويت الا ان هناك قوى سياسية عراقية سنية وكردية، انتقدت قرار الحكومة والبرلمان بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، على خلفية اغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في غارة جوية قرب مطار بغداد.
وقال رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، في بيان، إن "أي استئثار بقرار سيؤثر على الجميع من طرف واحد وبأسلوب فرض الأمر الواقع، هو ضرب للوحدة الوطنية".
وأضاف النجيفي "لا يمكن لمجموعة تدعي تمثيل مكون واحد، أن ترسم سياسة البلاد وحدها وتدعي شرعية قرارها"، واصفا ما يجري حاليا بأنه "دكتاتورية الأغلبية ونقض لشراكة الوطن والمصير".
وشدد بالقول، "إننا نسجل رفضنا لهذه القرارات ولسياسة الإملاء، فلسنا تبعا لأحد، بل أسياد وطننا، ولا نقبل بغير مصلحة العراق وشعبه الكريم".
أمريكا واحداث العراق الداخلية
ان الولايات المتحدة، لا تفوت أي حدث عراقي داخلي والا وكان لها رأي وحراك سياسي فيه، اخرها ازمة الانتخابات النيابية والشكوك بوجود شبهات تزوير فيها، وخروج تظاهرات تمثل الكتل الخاسرة امام بوابة المنطقة الخضراء، وما تبعها من حدث هز الشارع العراقي وهو محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي تعرض منزله الى عملية قصف بطائرة مسيرة.
وفي وقت سابق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، تعرض رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى محاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيرة مفخخة.
وفيما كشفت وزارة الداخلية، في بيان، أن "محاولة الاغتيال حصلت عبر 3 طائرات مسيرة – تم اسقاط طائرتين والثالثة استهدفت منزل الكاظمي"، مبينة ان "الهجوم اسفر عن اصابات في صفوف الحماية وهم يتلقون العلاج الان وهناك تحقيق واسع في الحادث وهناك فرق عمل كاملة وتسخر كل الامكانيات للوصول الى الجناة والجهة التي كانت متورطة في الحادث".
ورغم استهدافه الا ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خرج بتصريح بعد الحادثة، ودعا الى الهدوء وضبط النفس.
وعَدَّ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الاعتداء على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي هو اعتداء على العراق وسيادته.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، أن "الكاظمي تلقّى، اليوم الأحد، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعرب فيه عن غضبه وقلقه العميقين من حادث الاعتداء الجبان على السيد رئيس مجلس الوزراء، الذي عدّه اعتداءً على العراق وسيادته، وليس على رئيس الحكومة فحسب".
وأعرب بلينكن، "عن تقدير الولايات المتحدة الأمريكية العالي للنهج القيادي للسيد الكاظمي، وشجاعته في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه البلد، وتهدد أمنه واستقراره".
وأكد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الأمريكي، بحسب البيان على "حرصهما على الالتزام بتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يخدم مصالح شعبيهما".
بعد هذا الموقف الأمريكي، اكدت مصادر وجود تحرك امريكي عسكري، متمثل بدخول اليات عسكرية أمريكية كبيرة من سوريا الى داخل العراق.
وتوجه رتل مؤلف من 270 آلية تابعة للقوات الأمريكية، من قاعدة أمريكية في مطار خراب الجير العسكري بريف الحسكة، إلى شمال العراق عبر معبر الوليد.
وقالت صحيفة "ABNA” الايرانية، نقلا عن وكالة سانا السورية، في تقرير ترجمته (بغداد اليوم)، إن "قافلة تتكون من 150 شاحنة و120 ناقلة مسطحة تحمل دبابات أمريكية غادرت من قاعدتها العسكرية في مطار خراب الجير ، وتوجهت الى العراق".
وأضاف، ان "القافلة كانت مصحوبة بآليات مصفحة وعربات مدرعة ومركبات رباعية الدفع مزودة برشاشات، واتجهت إلى شمال العراق عبر معبر الوليد".
واشار التقرير الى ان "هذه العملية تعتبر واحدة من أكبر عمليات الاخلاء التي نفذتها القوات الامريكية لآلياتها العسكرية خلال السنوات الأخيرة".
ولا يعرف ان كان هذا التحرك العسكري الأمريكي، له علاقة بعملية اغتيال الكاظمي ام لا، لكنه اتى في الوقت الذي انتشرت به قوات عراقية كبيرة في شوارع العاصمة العراقية بغداد بشكل مكثف، فضلا عن محافظة ديالى.
وحول هذا الموضوع، حذرت بعض الفصائل المسلحة الولايات المتحدة، من أي عملية استثمار حادثة استهداف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لاحداث ازمة وفتنة داخل العراق.
ووصف الامين العام لفيلق الوعد الصادق محمد التميمي، اليوم الاثنين، تحرك رتل امريكي قوامه 270 الية عسكرية من سوريا للعراق، بانه مشبوه.
وقال لـ (بغداد اليوم) "يبدو ان امريكا تريد استثمار حادثة استهداف منزل رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي، لاحداث ازمة وفتنة في داخل العراق".
وحذر التميمي "امريكا من العبث بامن العراق، لانها ستلاقي مواجهة شرسة من قبل فصائل المقاومة التي سوف لن تسمح بعبثها في امن وسلامة المواطن العراقي".