بغداد اليوم-متابعة
في مشهد تقشعر له الأبدان، وتنفطر إليه القلوب، من بشاعة الصورة التي ظهر بها «وحيد القرن»، إذ تسيل الدموع على الوجنتين، دون أن ينصت له أحدًا، كونه حيوان لايصدر صوتًا حينما يتألم، فيرحل بصمت، وتبقى حالته التي توفي عليها معلقة في الأذهان، تهتز لها المشاعر.. فيتبادر إلى الأذهان سؤالا في حاجة لإجابة عاجلة: « متى تتوقف عمليات الصيد الجائر؟!».
الصورة التي أثارت الحزن في قلوب الجميع، التقطت من قبل المصور سيمون نيدهام البالغ من العمر 55 عامًا، إذ شاهد من على بعد عدة ياردات، حيوان وحيد القرن الأبيض الجنوبي والدموع تنهمر على وجهه، بعد أن قطع قرنه مجموعة من الصيادين في محمية إنقاذ الناجين الخيرية في مقاطعة الشمال الغربي بجنوب إفريقيا.
الصيادون قطعوا قرن الحيوان وتركوه لينفق
«سيمون» شاهد عيان، يحكي إنه شاهد الصيادين وهم يقطعون قرن حيوان وحيد القرن البالغ وزنه 4500 رطل وتركوه بجرح مفتوح، كما جرى إزالة أجزاء من عظم جمجمته عند مهاجمته، ثم تركوه لينفق في محمية طرائد، ويمكن رؤية وحيد القرن، وهو يرقد رأسه على الأرض مع علامات دموع جافة تتساقط من إحدى عينيه: «أعمل مع العديد من الجمعيات الخيرية للحياة البرية في جنوب إفريقيا، عندما سمعت عن إنقاذ الناجين داخل المجتمع عرضت وقتي لتصوير وحيد القرن للمساعدة في تعزيز حاجتهم لجمع الأموال عندما شاهدت المشهد القاسي».
«أزالوا قرنه وأجزاء من عظام جمجمته، ثم تركوه ليواجه مصير الموت فهو ليس ذو قيمة بالنسبة إليهم».. شعور قاتل باليأس والعجز سيطر على المصور الخمسيني، إذ ترك الصيادون حيوان وحيد القرن نافقًا لأكثر من أسبوعين، لأنه لم يكن يستحق رصاصة لإسقاطه بعد إزاله قرنه: «كان ضعيفًا ولكن لديه إرادة قوية في البقاء على قيد الحياة، وظللت بجواره لأجعله يشعر بالراحة، وكنت اقترب منه بعناية شديدة، حافظت على مسافاتي وكانت أقرب نقطة تبعد حوالي ثمانية أمتار عنه»، بحسب حديثه لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
لم تعتني جمعية إنقاذ الناجين بهذا الحيوان لأنه كان عديم القيمة بالنسبة إليهم بعد إزاله قرنه، وكان يعاني من الكثير من المشكلات الطبية: «إنه لأمر مدمر أن نرى إساءة معاملة الحيونات بهذه الطريقة من قبل البشر من أجل الربح، أردت فقط التقاط بعض اللقطات الواقعية للمأساة التي تحدث في إفريقيا فيما يتعلق بالصيد الجائر، يتعرض سكان الحياة البرية في العالم لهجوم شديد ويجب تسليط الضوء على محنة هذه الكائنات الذكية وحماية الحياة البرية من غدر البشر».