بغداد اليوم - متابعة
في ظل المطالبات الأممية والدولية بضرورة تشكيل حركة طالبان حكومة لها "صفة تمثيلية"، دون تمييز قومي أو ديني، وتتضمن وجود نساء، ومن بينها الأمم المتحدة، فإن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أعلن، السبت، انخراط بلاده في محادثات مع الحركة لجهة الوصول إلى حكومة شاملة تحقق الاستقرار في المنطقة.
وفي تغريدة لرئيس الحكومة الباكستانية، أشار خان إلى أنه ثمة اجتماعات انطلقت في عاصمة طاجكستان، وذلك مع قادة دول جوار أفغانستان، مضيفا أن "المفاوضات تهدف إلى حكومة تضم الطاجيك والهزارة والأوزبك من أجل استقرار أفغانستان الذي يصب في صالح استقرار المنطقة".
ونهاية الأسبوع الماضي، مدد مجلس الأمن الدولي، في قرار صدر بإجماع أعضائه الـ15، لمدة 6 أشهر، حتى 17 مارس عام 2022، عمل بعثته السياسية في أفغانستان، كما أكد في قراره على ضرورة تشكيل حكومة "جامعة وذات صفة تمثيلية"، مشددا على ضرورة مشاركة كاملة ومتساوية وذات دلالة للنساء، وكذلك احترام حقوق الإنسان وبينها حقوق النساء والأطفال والأقليات.
وفي حديثه، أوضح المحلل السياسي الأفغاني روح الله عمر، أن الحديث الدائر حول تشكيل حكومة جديدة تضمن التنوع في البلاد، وتتفادى الحالة الفئوية التي قامت بها الحركة التي شكلت حكومتها المؤقتة من عناصر وقيادات متشددة، بل واعتمدت على الحرس القديم الراديكالي، يعد بمثابة محاولة لـ"كسب الوقت والمماطلة"، حتى يتسنى لها الحصول على اعتراف من القوى الدولية.
بيد أن الحركة المسلحة والمتشددة منذ سيطرتها على كابل، في منتصف الشهر الماضي، يبدو أنها لن تفي بالوعود التي أطلقتها للمجتمع الدولي، وفقا للمحلل السياسي الأفغاني، حيث تم منع النساء من متابعة أعمالهن وأنشطتهن في بعض الولايات، لافتا إلى أن قيادات الحركة سبق وأعلنت أنها سوف تسمح للفتيات مواصلة تعليمهن بالمدارس والجامعات، ثم ما لبثت أن وضعت قيودا على هذا الأمر مثل منع الاختلاط والالتزام بملابس تغطي كامل أجسادهن حتى أصابع اليدين، كما باغتت الحركة الجميع السبت، بفتح المدارس أمام الطلاب والمعلمين للذكور فقط، دون السماح للمرأة بذلك بأي حال من الأحوال. وأوضحت وزارة التعليم في الحكومة المؤقتة في بيان رسمي، الجمعة، أن كل صفوف الطلاب الذكور من الـ6 إلى الـ12 عاما، وجميع المعلمين الذكور يجب أن يستأنفوا الدراسة في أنحاء أفغانستان بدء من السبت.
وعمدت الحكومة المؤقتة في أفغانستان إلى إلغاء وزارة شؤون المرأة، واستبدلتها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر الذي بعث من جديد المخاوف من تكرار ممارساتها القديمة والتقليدية تجاه المرأة، إبان وصولها للحكم قبل نحو عقدين.
وعقبّت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية هنرييتا فور على قرار وزارة التعليم بأفغانستان بعد إعادة فتح المدارس بقولها إن "اليونيسف ترحب بإعادة فتح المدارس الثانوية في أفغانستان، لكنها تؤكد على أنه لا ينبغي استبعاد الفتيات من العملية التعليمية".
وأكدت اليونيسف في بيان على "ضرورة أن تتمكن جميع الفتيات والنساء، بمن فيهن الأكبر سنا، من استئناف تعليمهن دون مزيد من التأخير، وأن تتمكن المعلمات أيضا من مواصلة التدريس"، مشيرة إلى "التقدم الكبير الذي تحقق في البلاد على مدى العقدين الماضيين".