الصفحة الرئيسية / مهد النظام البيئي في العراق: أهوار بلاد ما بين النهرين بحاجة ماسة إلى حماية

مهد النظام البيئي في العراق: أهوار بلاد ما بين النهرين بحاجة ماسة إلى حماية

بغداد اليوم - ترجمة

بالمقارنة مع نفس الفترة قبل خمس سنوات، حقق العراق قدراً من الاستقرار، بعد هزيمة داعش.

والآن تعمل السلطات على تطعيم سكانها ضد كورونا، وتوفر فترة السلام النسبي هذه فرصة للعراق لمواجهة تحدٍ آخر، الا وهو حماية البيئة .

على الرغم من الأهمية الثقافية والبيئية للاهوار في العراق، فقد عانت أهوار بلاد ما بين النهرين من أسوأ آثار التدهور البيئي في العقود الأخيرة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة  the new Arab  وترجمته (بغداد اليوم) فأن أسوأ كارثة بيئية في المنطقة كانت عندما قام صدام حسين بتجفيف الكثير من أهوار بلاد ما بين النهرين لطرد المتمردين هناك، اذ أجبرت حملته مئات الآلاف على الفرار.

واضاف التقرير: "حتى قبل أن يستخدم صدام الإبادة البيئية والتطهير العرقي ضد خصومه، كانت أهوار بلاد ما بين النهرين تكافح، منذ خمسينيات القرن الماضي، كان المطورون يقومون بتجريف الأراضي الرطبة لمكافحة انتشار البعوض، وتسهيل الزراعة، والاستفادة من احتياطيات النفط المخبأة في أهوار بلاد ما بين النهرين".

وتابع انه "بحلول عام 2000، كان تدمير الموائل قد ترك النظم البيئية المعرضة للخطر في المنطقة أقل من عُشر حجمها الأصلي، عاد العديد إلى أهوار البلاد بعد سقوط صدام عام 2003 فقط ليجد المنطقة شبحًا لما كانت عليه في السابق".

واشار التقرير الى ان " تغيير المناخ زاد من تعقيد الصورة بالنسبة لأهوار بلاد ما بين النهرين، خلص مقال نُشر عام 2019 من قبل علماء عراقيين في المجلة الأكاديمية للعلوم التطبيقية إلى أن "الأهوار تأثرت بالتغيرات المناخية، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة وتناقص كمية هطول الأمطار خلال الفترة 1981-2016". حيث لاحظ مؤلفو الدراسة تدهور الغطاء النباتي والمسطحات المائية واختفاء مساحات شاسعة من الغطاء النباتي الطبيعي".

وقام العراق ببعض المحاولات لاستعادة أهوار بلاد ما بين النهرين، وبحسب مقطع فيديو نشره مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا الذي اظهر " الانتعاش غير المتكافئ للأراضي الرطبة بين عامي 2000 و 2010 "، حيث قام العراقيون بتفكيك السدود وغيرها من العوائق التي أعاقت تدفق المياه إلى المنطقة، كما عملت منظمة طبيعة العراق البيئية أيضًا على تحسين الظروف في أهوار بلاد ما بين النهرين بالتعاون مع المواطنيين الذين لا يزالون يعيشون في المنطقة" .

أثار تصنيف "أهوار بلاد ما بين النهرين" لليونسكو لعام 2016 الآمال بأن الاعتراف الأكبر من المجتمع الدولي قد يحفز الجهود لتأمين مستقبل النظام البيئي.

وبحسب التقرير، يقول حمزة محمد، وهو راعي جاموس عراقي يعيش في الأراضي الرطبة، لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عقب إعلان اليونسكو ان "الأهوار والمزيد من المياه تعني الحياة" واضاف "نأمل أن تساعدنا حالة التراث العالمي في إعادة بناء أرضنا".

وتتمتع أهوار بلاد ما بين النهرين بأهمية واضحة لحماية البيئة في العراق، لكن وضعها كمهد للحضارة يعني أن لها روابط بالإنسانية ككل، تحتوي المنطقة على المواقع الأثرية لإريدو وأور وأوروك، مما يوفر نظرة ثاقبة على سومر وبابل - وهما من أقدم المجتمعات المعقدة في التاريخ المسجل، سيتطلب إنقاذ هذه المواقع التاريخية وأهوار بلاد ما بين النهرين جهودًا متضافرة من المجتمع الدولي.

وفي العام الماضي، دخلت الأمم المتحدة في شراكة مع الاتحاد الأوروبي لتمويل مبادرة لتعزيز السياحة البيئية في الأراضي الرطبة، وهو مشروع يهدف إلى تشجيع التنمية الاقتصادية في المنطقة دون المساس بالصحة البيئية. وقد مولت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تقييمات الأثر البيئي ودعم استعادة البيئة في المنطقة.

16-09-2021, 13:05
العودة للخلف