الصفحة الرئيسية / ذكرى 11 سبتمبر.. كيف تغيرت حرب أميركا على الإرهاب؟

ذكرى 11 سبتمبر.. كيف تغيرت حرب أميركا على الإرهاب؟

بغداد اليوم - متابعة 

في خريف عام 2001، كان عميل مكتب التحقيق الفيدرالي آرون زيبلي في نيويورك. قد استلم لتوه منصبا جديدا يعنى بمحاربة الجريمة، بعد أن أمضى السنوات الماضية في مكافحة الإرهاب.

وللمفارقة، كان يومه الأول في الوظيفة الجديدة في 11 سبتمبر، يوم الهجمات الإرهابية التي لن تنساها أميركا.
وقال زيبلي الذي كان حينها يبلغ من العمر 31 عاما: "كنت أنظف المكتب (المعنى الحرفي للكلمة)، عندما اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالية. لقد اهتز بنايتنا".
وأضاف: "في وقت لاحق من ذلك اليوم، تم إعادتي إلى وحدة مكافحة الإرهاب".
وكان عميل الـ"أف، بي، آي" قد أمضى السنوات الثلاث السابقة للهجوم الضخم في التحقيق في الهجمات الإرهابية التي طالت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، وصار لاحقا عضوا بارزا في فريق تحقيق "أف، بي، آي" في هجمات 11 سبتمبر.
وسرعان ما اتضح أن تنظيم القاعدة الإرهابي كان وراء تلك الهجمات المدمرة، وتدرب عناصره في معسكرات التنظيم في أفغانستان، وفي النهاية سافروا إلى أميركا لشن الهجمات عبر خطف الطائرات.
الهجوم الثاني
وبينما كان الشعب الأميركي في حالة صدمة من الهجوم المدمر الذي أوقع نحو 3 آلاف قتيل، كانت إدارة الرئيس الأميركي حينها جورج بوش الابن  تعمل بشكل محموم تفادي وقوع هجوم إرهابي ثان.
وأمر بوش أعضاء إدارته بمن فيهم مسؤول مكافحة الإرهاب، ريتشار كلارك، بتخيل شكل الهجوم التالي على أميركا وووضع الخطط الكفيلة بإحباطه.
وقال كلارك إن أميركا حينها كانت تعاني من نقاط ضعف كثيرة، ذلك أن أحدا لم يفكر جديا باحتمال تعرض البلاد لهجمات إرهابية.
وعلى مدى عقدين، ضخت الحكومة الأميركية أموالا وموارد ضخمة، لحماية البلاد من هجوم إرهابي آخر، وتمثل ذلك بإنشاء وزارة للأمن الداخلي، لحماية البلاد من الهجمات الإرهابية، كما قدمت الإدارات المتعاقبة الدعم للأجهزة الأمنية والجيش لكي تضرب تنظيم القاعدة بكل قوة.
وغزت الولايات المتحدة أفغانستان التي كانت ملاذا للقاعدة، كما طاردت وكالة الاستخبارات المركزية "سي، أي، إيه"، عناصر القاعدة في شتى أنحاء العالم.
"كما شنت إدارة بوش حربا في العراق، والتي أدت إلى عقدين من إراقة الدماء، وهزت الشرق الأوسط وأنتجت جيلًا آخر من الإرهابيين"، بحسب ما يقول موقع "الإذاعة الوطنية الأميركية"، في تحليل بمناسبة الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية.
تغير "الأف، بي، آي"
وعلى صعيد الداخل الأميركي، تغيرت هيكلية مكتب التحقيقات الفيدرالي بشكل هائل، فقد أمر رئيس المكتب حينها، روبرت مولر، بتحويل 2000 من عملاء الجهاز الأمني إلى وحدة مكافحة الإرهاب.
وكانت مولر قبل هجمات سبتمبر يسعى إلى تحويل المكتب إلى هيئة أمنية تعنى بمكافحة الجريمة، وبعد الهجمات صارت الأولولية لمكافحة الإرهاب ومنع الهجوم التالي.
وبدا أن الولايات المتحدة حققت نجاحات على صعيد التصدي للهجمات الإرهابية، مثل المحاولة التي كانت تستهدف جسر بروكلين في نيويورك.

11-09-2021, 00:45
العودة للخلف