بغداد اليوم - بغداد
تعتبر جزيرة الكاورية أو ما تعرف بأم الخنازير من اكبر واهم الجزر النهرية في مدينة بغداد واكثرها كثافة بالنبات الطبيعي.
وتقع جزيرة ام الخنازير في وسط نهر دجلة بين منطقتي الجادرية بالكرادة الشرقية، وحي القادسية بجانب الكرخ ومساحة الجزيرة الكلية حوالي 678 دونما مع وجود اختلاف في المساحة النظرية قديما وحديثا يعود الخرائط والوقت الذي رسمت فيه.
وكانت الجزيرة في عهد النظام السابق تعتبر المعقل الأول لعدي صدام حسين الذي استخدمها لإقامة حفلاته الخاصة حيث قام ببناء عدة قصور فيها وجعلها محمية للحيوانات النادرة كما انشأ عدد من البحيرات لتربية الأسماك والتماسيح وحيوانات اخرى.
ويسكن هذه المنطقة حالياً مواطنون بسطاء يشتغلون في الزراعة وتربية المواشي كما أن بعضهم كان يسكن منذ عهد النظام السابق ولغاية الآن .
وتعتبر الحكومة العراقية سكان هذه المنطقة كمتجاوزين على تلك المنطقة، كما تمنع الدخول اليها من خارج سكنة المنطقة الا بوجود كفيل من الداخل.
وقال المواطن عبد العزيز 55 عام وهو من سكنة منطقة ام الخنازير، إن "القوات الأمنية تفرض رقابة أمنية مشددة على المنطقة بسبب قربها من السفار الأمريكية والمنطقة الخضراء".
وأضاف عبد العزيز في تصريح لـ(لبغداد اليوم)، إن "أكثر ما يعانيه سكان هذه المنطقة هو عدم سماح القوات الأمنية بدخول مواد البناء كما أن أغلب المنازل المشيدة هي من الطين والسندويج بنل".
وتابع، "نتعرض لتهديدات مستمرة من قبل القوات الأمنية بالإزالة وتهديم المنازل وهو اكثر ما يقلقنا ان يتم ترحيلنا دون تعويضات".
عائدية الجزيرة
من جهته يرى المؤرخ والخبير القانوني طارق حرب، ان هذه المنطقة تعود ملكيتها إلى عائلة الكتخده وهي من العوائل البغدادية القديمة".
وقال حرب في تصريح لـ(بغداد اليوم)، إنه "يوجد في سجلات المحكمة الشرعية في القرن التاسع عشر ان الكهيه أوقف هذه الأرض لأبنائه ثم استأجرها يونس بحري في عام 1934 لمدة 99 سنة".
وأضاف، انه "في العام 1958 اصدرت الملكية العراقية بتعويض صاحب الارض حيث ارسل الملك فيصل الثاني لشيخ المعماريين الامريكان لتأسيس اوبرا بغداد في تلك المنطقة ولكن لم يكتمل المشروع".
وتابع أنه "كانت امنية العراقيين في السابق هو الذهاب لجزيرة الكاورية اوما يعرف بجزيرة الأعراس حيث كانت منطقة جذب سياحية".
وتكمن اهمية هذه المنطقة كونها في قلب العاصمة بغداد ومطلة على نهر دجلة حيث يمكن استثمارها في المشاريع السياحية.
واطلقت دعوات في وقت سابق لطرح الجزيرة للاستثمار المحلي والأجنبي.
وكانت من ضمن الاقتراحات هو تحويلها إلى ( محمية طبيعية ) بشكل منظم و أنيق في إطار تقديم الخدمات اللازمة و التسهيلات الضرورية لأفواج الزائرين بما يحقق أفضل نتائج الاستمتاع و الفائدة للتنزه وسط المناظر الخلابة.
يذكر ان الجزيرة تعرف سابقا بـ( أم الخنازير ) ، و ذلك لوجود أعدادا غفيرة من الخنازير البرية فيها ، حيث تتخذ من الجزيرة مأوى طبيعي آمن ، قبل أن تشملها العناية السياحية.