بغداد اليوم – بغداد
عقدت وزارة التخطيط، اليوم الأربعاء، ورشة عمل عن تقدير الفقر في ظل تداعيات الأزمة المركبة كورونا وإنخفاض أسعار النفط بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء.
وقالت الوزارة في بيان تلقته ( بغداد اليوم )، ان "فريق الخبراء وبالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء والإدارة التنفيذية لإستراتيجية التخفيف من الفقر في وزارة التخطيط عقد ورشة عمل عن البحث الموسوم ( تقدير الفقر في العراق في ظل تداعيات الأزمة المركبة كورونا وإنخفاض أسعار النفط) وورقة عمل عن تأثير جائحة كورونا في معدلات الفقر في العراق ضمن برامج البحث العلمي وإجراء البحوث والدراسات، الذي أطلقته الوزارة بمشاركة الباحثين والخبراء من داخل الوزارة وخارجها ،أو ما يسمى ( اليوم البحثي ) والتي أدارها الخبير عدنان ياسين وبمشاركة ممثلي الأجهزة والمراكز والهيئات والدوائر التابعة للوزارة وعدد من الباحثين والخبراء، فيما كان رئيس فريق الخبراء في الوزارة أحمد محمد حسن مقررا للورشة ، إذ قدما الدكتور زياد طارق حسين وزينة أكرم عبد اللطيف عرضا عن تقدير الفقر في العراق في ظل تداعيات الأزمة المركبة كورونا وإنخفاض أسعار النفط".
واوضحت زينة أكرم وفقا للبيان، إنه "بعد عقد من الجهود الحثيثة والمتواصلة محلية كانت أم دولية للحد من مشكلة الفقر في العراق، جاءت صدمة مركبة ومفاجئة ضربت الإقتصاد العراقي، فقد أدت تلك الصدمة إلى آثار سلبية غير مسبوقة على مستويات الفقر في العراق، والتي قد نتج عنها إضطراب إقتصادي، إجتماعي، سياسي وأمني، لذا كان لزاماً على الباحثين والإكاديميين الأهتمام بهذا الموضوع المهم لتقدير حجم الفقر، لإيصال صورة واضحة إلى متخذي القرارات وراسمي السياسات، ليتمكنوا من خلالها معالجة تلك المشكلة و التقليل من آثارها السلبية".
وتابعت: ان " إنتشار فايروس كورونا (COVID-19) في العراق تزامن مع إنخفاض غير مسبوق في أسعار النفط الخام، وحدوث تدهور حاد في عائدات العراق من صادراته النفطية التي يعتمد عليها في تمويل الموازنة العامة بنسبة تصل إلى 95%، وفي تكوين الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تفوق 40%، أما الشق الثاني من الأزمة المركبة والمتعلق بأسعار النفط ، فعندما سجلت الأصابة الأولى كان سعر خام البصرة الخفيف يبلغ نحو 54.5 دولار للبرميل، إلا إنه بدأ بالإنخفاض تدريجياً ليصل إلى 32.7 دولار في التاسع من شهر اذار (مارس)، ليرتفع قليلاً إلى 43.25 دولاراً في 13 آذار، ثم إنخفض مرة اخرى بحدة في 21 نيسان ؟إذ بلغ 20.59 دولار للبرميل، أما نفط البصرة الثقيل فقد هبط على نحو مماثل في الإتجاه من 52.8 دولاراً في 26 آذار إلى 20.54 دولاراً في 22 نيسان".
من جانبه قدم الدكتور زياد طارق تصورا لتداعيات أزمة كورونا على النشاط الإقتصادي في وضع السيناريوهات الثلاث الأتية: الأول هي الحالة الاساسية والثاني الحالة الأفضل: إنهاء إجراءات التباعد الإجتماعي وعودة النشاط الإقتصادي: أما الثالث الحالة الاسوأ: عودة الجائحة.
وأضاف انه " في ضوء السيناريوهات الثلاث والصدمة المزدوجة التي يتعرض لها الإقتصاد العراقي والتي أثرت كما اشرنا بشكل سلبي في مستويات معيشة المواطن العراقي، فكانت الإجراءات الوقائية من قبل خلية الأزمة المتمثلة بالحظر الجزئي والكلي، إذ أدت إلى إنخفاض ملحوظ في مستويات الدخل والاستهلاك"، مبينا إن "إنخفاض أسعار النفط الخام والذي يشكل عصب الحياة في العراق ادى إلى عجز كبير في الموازنة العامة وقد تلجأ الحكومة إلى مزيد من الإجراءات التقشفية من خلال تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام، وفي رواتب الموظفين أو أية إجراءات أخرى من شأنها تخفيض الدخل او الاستهلاك".
واوضح طارق إن "السيناريو الثالث والذي يتضمن إنخفاض الدخل أو الاستهلاك بنسبة 20% هو الأقرب للواقع خصوصاً مع وجود نسبة كبيرة من السكان تقع ضمن الفئة الهشة والتي هي قريبة من خط الفقر، بحيث إن اي صدمة غير متوقعة في الإقتصاد العراقي تؤدي بهم للوقوع بالفقر".
إلى ذلك قدم الباحث في الإدارة التنفيذية لإستراتيجية التخفيف من الفقر ليث حمودي حسن ورقة عمل عن تاثير جائحة كورونا في معدلات الفقر في العراق ، تناول فيها مستويات الفقر قبل أزمة الجائحة ،إذ بين نسبة الفقر لعام 2007(22.5%) ونسبة الفقر لعام 2012 (18.9%) اما النصف الأول من عام 2014 (15%) والنصف الثاني من عام 2014..(22.5%) ونسبة الفقر لعام 2018 (20%).
وبين إن "تأثير الجائحة في مستويات الفقر في العراق جعل هناك زيادة معدلات الفقر بنسبة (6.7%) ونسبة الفقر في العراق (26.7%)، اما عدد الفقراء (9.6) مليون فقير ، اما تاثير تغير سعر الصرف في معدلات الفقر في العراق"، موضحا إن "سعر الصرف تغير بمقدار (22%) وتغير معدل التضخم بنسبة (4%) فيما أرتفعت نسبة الفقر بنسبة (2.9%) ومليون فقير إضافي".
واشار إلى إن "تأثير الجائحة في مستويات الفقر أكبر من تأثير تغير سعر الصرف" .