بغداد اليوم - كربلاء
مع الارتفاع الحاد في درجات الحرارة في العراق خلال فصل الصيف، ثمة فئات عمالية معينة يقاسي أفرادها أكثر من غيرهم، كونهم يعملون تحت الشمس مباشرة، وعلى رأس هذه الفئات تأتي فئة عمال النظافة.
وفي مبادرة لاقت صدى واسعا في منصات التواصل الاجتماعي العراقية، حملت اسم "شكرا" تقديرا لعمال النظافة وتكريما لهم، صممت مجموعة شبابية مدنية، عربة خاصة بهؤلاء العمال في مدينة كربلاء جنوبي البلاد.
ولبيان الهدف من هذه المبادرة وماهية هذه العربة، يقول المشرف على مبادرة "شكرا" علي حاكم: "نحن مجموعة شباب متطوعين أطلقنا هذه المبادرة، لإنصاف هذه الطبقة المسحوقة من العمال وتقدير جهودهم العظيمة".
وأضاف: "فمع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وعملهم تحت أشعة الشمس الحارقة طيلة ساعات النهار الطويلة، والمعاناة الكبيرة لهؤلاء العمال، لدرجة أنهم يضطرون لتغطية رؤوسهم بقطع من الكرتون أو القماش من شدة الحر والعياء والإنهاك، قررنا تصميم عربة مخصصة لهم، فوقها مظلة تقيهم من الشمس، ويمكن وضع أدوات التنظيف داخلها وعلى جنباتها، مع وجود صندوق براد لحفظ مياه الشرب الباردة وغيرها من المشروبات، تسهم في التخفيف من وطأة حرارة الجو عنهم".
ويتابع: "في العراق مع الأسف يستخدم عمال النظافة عربات بدائية خاصة بعمال البناء والتي ينقلون عبرها الإسمنت، وهذه العربات غير عملية أبدا وتحريكها صعب في مجال جمع القمامة، وتنظيف الطرقات والشوارع".
ويضيف حاكم، وهو مؤسس مشروع تين إس مبادرون في العراق: "لهذا نحاول عبر هذه العربة التي طورناها، تسهيل عملية التنظيف على العمال، وهي بمثابة نموذج نقدمه للجهات المعنية والمسؤولة كي تبادر بدورها لتعميمه على كافة البلديات وعمال النظافة في مختلف المحافظات العراقية، فنحن متطوعون طورنا هذا النموذج بإمكانياتنا البسيطة بدون دعم من أي جهة، وتبقى الخطوة القادمة على عاتق الحكومة".
ويردف: "عربتنا مفيدة ومريحة ومناسبة جدا لهؤلاء العمال المسؤولين عن النظافة، حيث أجرينا استطلاعا للرأي بينهم أجمعوا خلاله على استفادتهم الكبيرة من نموذج عربتنا هذه، وأنها تساعدهم كثيرا في أداء عملهم بمشقة أخف وعناء أقل".
ويختم علي: "فضلا عن حثنا للجهات الحكومية للقيام بواجباتها، في رعاية العمال وتأمين بيئات عمل صحية وآمنة لهم، نهدف علاوة على ذلك لإيصال رسالة إلى المواطنين بالحفاظ على النظافة العامة، حيث ثمة عمال يكدحون ليل نهار في سبيلها.. ندعو المواطنين في هذا السياق للإسهام في إبداء التقدير العملي لجهود عمال النظافة والتعبير عن الشكر لهم، عبر مبادرات بسيطة كشراء قبعات لهم تقيهم ضربات الشمس، أو تزويدهم بعبوات مياه باردة أو عصائر ومرطبات، وهكذا فما نهدف له بشكل أساسي من مبادرة شكرا، هو إيصال رسالة تبجيل وامتنان لهذه الشريحة العمالية المهمة في المجتمع".