الصفحة الرئيسية / القتل والسبي كانا البداية فقط.. الأيزيديون: وجودنا في العراق سيصبح من الماضي

القتل والسبي كانا البداية فقط.. الأيزيديون: وجودنا في العراق سيصبح من الماضي

بغداد اليوم – تقرير محمود المفرجي الحسيني

على الرغم مرور ست سنوات على تحرير مدينة سنجار، التي تعد المعقل الرئيس للاقلية الدينية الايزيدية في العراق، الا انه ابناء هذه الديانة ما بزالون يقدمون بطريقة او باخرى كقرابين للارهاب، والسياسات الخاطئة والاخطاء الامنية التي ادت الى احتلالها، وقتل ابناءها وسبي نسائها وتشريد ما تبقى منهم.

وتقع سنجار على خط أساسي للإمدادات للتنظيم، الذي يربط بين الموصل وسوريا، حيث استولى تنظيم داعش الارهابي على سنجار التي تعد المعقل الرئيس للديانة الايزيدية في العراق في آب 2014، قبل ان تطردها القوات العراقية في 13 تشرين الثاني 2015.

 

وتعج مخيمات النزوح حاليا بالايزيديين الذين بقوا بين ناري، الخوف من الرجوع بسبب سيطرة حزب العمال الكردستاني عليها، وفقدان الخدمات وخطر المفخخات المزروعة والمقذوفات، وبين البقاء في مخيمات النزوح الفاقدة للاحتياجات الانسانية".

 

فإلى جانب آلة الموت التي حصدت ارواح الايزيديين، هناك الة موت اخرى تحصد ما تبقى منهم، متمثلة بالمخلفات الحربية المنتشرة في ارجاء المدينة، والتي تتمثل ببقايا المقذوفات نتيجة الحرب العسكرية، وكذلك المفخخات التي نشرها التنظيم الارهابي قبل ان يخرج مدحورا من المدينة.

 

وتشير الاحصائيات برقم صادم الى عدد الضحايا من الايزيديين بسبب هذه المخلفات، يضاف الى ارقام الشهداء من الايزيديين الذين سقطوا بفعل العمليات الارهابية .

 

وبهذا الخصوص قال الناشط الايزيدي عيسى سعدو لـ (بغداد اليوم)، انه "‏منذ تحرير مناطق جنوب سنجار، هناك اكثر من 33 ضحية ايزيدية من الذين استشهدوا جراء المخلفات الحربية في  القحطانية والعدنانية والجزيرة ورمبوسي وإسكينية، مشيرا الى ان "آخر الضحايا، كان شاب بعمر 14 سنة استشهد الاحد، جراء تفجير عبوة مزروعة".

 

واشار الى "وجود المخلفات الحربية يشكل خطورة كبيرة على العدد القليل من العائلات الايزيدية في مناطق جنوب جبل سنجار في ناحية القحطانية وتوابعها من القرى والمجمعات السكنية".

 

وتابع، ان "حوادث تفجير الالغام تكررت خلال السنوات الاربع الماضية ورصدنا منها 33 حالة لشهداء مدنيين ايزيديين راحوا ضحيتها، مشيرا الى ان "حقيقة المنطقة مهملة بشكل كبير جدا من قبل الحكومة المحلية في محافظة نينوى وكذلك الحكومة المركزية في بغداد وحتى حكومة أقليم كردستان التي هي جزء من الصراع السلبي على إدارة مناطق الايزيديين ومن ضمنها مناطق جنوب سنجار، ولم تؤدي اي من الحكومتين دورا في إنتشال المنطقة من المآسي التي حلت بها".

واشار سعدو الى ، انه "كان هناك دور لمنظمة ماك الدولية التي تعمل على رفع الالغام لكن يبدو انها توقفت منذ سنتين، لاسباب مرتبطة بالصراع السياسي بين بغداد وأربيل".

 

واوضح، ان "انتهاء عمل المنظمة بسبب توجهات سياسية تتحكم بها، اضافة الى ضغط الإقليم كردستان". مبينا، انه "لا توجد مساعي مركزية في ايجاد البدائل وملئ الفراغ الذي تركته الشركة".

 

كما كشف عن وجود دور لحكومة نينوى، التي قال انها "من المفترض ان تضع نفسها أمام واجب اخلاقي ووطني وقانوني وإنساني تجاه هذه المناطق لكنها ايضا تتبع سياسة أربيل، اذ ان هذا الإهمال لا يشمل الجانب الامني والعسكري او رفع الالغام وحده وانما من كل الجوانب الخدمية والإدارية وحتى الصحية في ظل جائحة كورونا".

وعدّ ان "الحكومة تتبنى في شعاراتها إعادة النازحين لكنها في الحقيقة مهملة لهذه المناطق هو جزء من المعرقلات التي تحول دون عودة النازحين".

 

وعلى السياق ذاته، رد قائممقام قضاء سنجار، محما خليل، على سعدو، ونفى تدخل اقليم كردستان بعمل المنظمات الدولية، وقال انها مستمرة برفع المخلفات من مدينة سنجار، لكنها بطئية جدا.

 

وقال لـ(بغداد اليوم): "ناشدنا اكثر من مرة بالعمل على رفع المخلفات، وطالبت المحافظ والجهات المانحة، بالتركيز على هذا الموضوع، لكن لم نرى اذان صاغية".

 

ورأى، ان "من مصلحة الانسانية وسنجار ان يكون هناك جهد دولي وطني ومحلي لرفع المخلفات الحربية، وخاصة العبوات التي زرعها داعش في سنجار، حيث هناك مئات الالاف من العبوات مزروعة وكثير من الابريباء من ابناء سنجار ذهبوا ضحية العبوات التي زرعها مجرمي داعش".

وناشد "المنظمات الدولية والانسانية ان تقوم بجهد دولي ومحلي لرفع المخلفات لتكون ارضية مناسبة لعودة النازحين".

 

من جهته اكد الناشط الايزيدي، ممتاز ابراهيم، ان "تنظيم داعش الارهابي زرع العبوات عشوائيا وتسبب بمشاكل كبيرة وضحايا كثر يسقطون بين فترة واخرى".

وقال لـ (بغداد اليوم)، ان "المخلفات الحربية تنتشر في سنجار بين الانقاض الموزعة على مركز القضاء والمجمعات السكنية في جنوب الجبل و كذلك العبوات الناسفة التي زرعها داعش في المنازل والاراضي والطرق العامة التي لا يعرف احد كيفية زراعتها".

واوضح، انه "لا احد يملك خارطة لزرعها كما كانت تفعل الجيوش سابقا في زراعة الالغام حيث كانت تمتلك خارطة لتلك الألغام عكس ما فعلته داعش حيث زرعتها عشوائيا و تسبب مشاكل كبيرة و ضحايا بين فترة و فترة".

 

الى ذلك، اعربت جمعية الشمس الايزيدية الثقافية (مقرها في مدينة شتوتغارت جنوبي جمهورية المانيا  الاتحادية)، عن قلقها من الاوضاع في مدينة سنجار وخصوصا من الجانبين الامني والخدمي.

وحثت الجمعية خلال تصريح لـ(بغداد اليوم)، "الحكومة العراقية الى بذل المزيد من الجهود في تحسين الخدمات وتوفير الأمن لأطفالنا وأهالينا".

واشار ممثل الجمعية الى "مقتل طفل ايزيدي قبل يومين جراء عبوة ناسفة ، معتبرا ان هذا "دليل على إهمال الحكومة العراقية لهذه المناطق رغم اهميتها البالغة في ضمان وجود الايزيديين في العراق وشرق الاوسط برمته".

واوضح، ان "الايزيديين خسروا الكثير من الارواح والاراضي والممتلكات إبان فترة داعش وقبلها في حملات الابادة الجماعية، وإن عدم حل ملفات سنجار خيبة أمل كبيرة ومؤشر خطير الى إننا سنخسر ما تبقى من أرضنا وسيصبح وجودنا في العراق خبرا من الماضي".

29-06-2021, 10:16
العودة للخلف