بغداد اليوم - ترجمة
وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة العراقية في اواخر شهر آيار، والتي تشير الى تسجيل 2000 حالة إصابة بالسرطان سنوياً في البصرة بسبب مشاعل النفط التي تطلق غازات سامة في الهواء نتيجة عمليات استخراج النفط بالحقول، فأن البصرة تتصدر المحافظات العراقية في معدلات الاصابة بهذا المرض، حيث تم تسجيل 600-700 اصابة خلال شهر واحد في 2020.
ويذكر في تقرير نشرته صحيفة "المونيتور" وترجمته (بغداد اليوم) أن "جمعية البيئة والصحة العراقية في لندن صرحت عام 2019 بأن صناعات النفط والغاز في العراق فشلت في تحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بالتداعيات البيئية لمشاريع النفط ، مع العلم أن مثل هذه المشاريع تنطوي على مخاطر صحية جسيمة وتحتاج الى اجراءات صحية مشددة".
وبحسب التقرير، قال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد إنه "على الرغم من حقيقة أن عمليات النفط والانفجارات النفطية تلوث البيئة، إلا أنه ليس من الصواب إقامة صلة بين حالات السرطان والتلوث النفطي، حيث لم يثبت علميًا بعد أن هذا هو السبب في ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في المحافظات الجنوبية".
ويرى جهاد أن "العديد من التقارير تتجاهل أو تتغاضى عن آثار الحروب التي شهدها العراق، بما في ذلك الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت 8 سنوات وحرب الخليج التي استخدمت فيها أسلحة محظورة، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، وكذلك ملايين القنابل والمقذوفات ومخلفات الحرب الملوثة التي لا تزال تهدد حياة سكان تلك المحافظات".
وتابع: "لا تزال آثار الملوثات العسكرية والكيميائية محسوسة منذ عقود، ولا يمكن إزالة آثارها بسهولة"، لافتاً الى أن "الإهمال هو السبب الحقيقي عندما يتعلق الأمر بمعالجة هذه الملوثات أو إزالة مخلفات الحرب التي تودي بحياة العشرات سنوياً".
وأكمل: "قمت شخصياً بزيارة مستشفى البصرة الذي يعالج الأمراض السرطانية واستمعت إلى دراسة قدمها طبيب أثبتت أن مخلفات الحروب والأسلحة المحرمة وآثارها المدمرة هي الأسباب الرئيسية لحالات السرطان في المحافظة"، مستدركاً أن "الوزارة تهتم بمعالجة التلوث البيئي، حيث تسعى لوقف حرق الغاز نهائياً بحلول عام 2025 من خلال سلسلة تعاقدات مع شركات عالمية في البصرة وميسان وذي قار، بينما تمكنت حتى الآن من استثمار ما بين 50٪. إلى 60٪ من الغاز المصاحب للاحتراق".
ويعتقد جهاد أن "وزارة النفط مساهم فعال في تحسين الوضع الصحي في العراق من خلال تقديم دعم مالي شهري ومعدات وأدوية جيدة للمستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض السرطانية وتجهيزها بأجهزة الفحص المبكر للكشف عن هذه الأمراض ".
وبالشأن ذاته، يرى الدكتور حيدر سلمان والذي يعمل ضمن ملاكات مديرية صحة البصرة أن "هناك علاقة فعلية بين ارتفاع حالات السرطان والنشاط النفطي"، مشيراً الى أن "الغاز غير المستخدم اثناء عمليات الاحتراق يؤدي إلى مشاكل بيئية كبيرة على المستويين المحلي والعالمي".
وأضاف سلمان إن البصرة شهدت "أمطارا كبريتية حمضية في 2018، أدت إلى تسمم 4500 شخصاً في غضون ثلاثة أيام فقط ، حيث كانت المستشفيات مكتظة في ذلك الوقت دون ان تسلط وسائل الإعلام الضوء على هذه القضية".
وختم التقرير: "من الواضح أن هناك عدم يقين بين وزارتي النفط والصحة عندما يتعلق الأمر بانتشار السرطان وحرق مشاعل النفط والغاز، لكن المؤكد أن التلوث البيئي في مناطق حقول النفط لم تتم معالجته بعد، خاصة بالنظر إلى ان العراق يعاني بالفعل من انهيار مؤسساته الصحية وخلل واضح في الخدمات المتعلقة بالمياه والكهرباء بشكل عام".