بغداد اليوم- متابعة
"شعرت بجميع عوارض كورونا لسبعة أيام"، بهذه الكلمات وصفت دارين (28 عاما)، وهي طبيبة أسنان لبنانية، تجربتها مع لقاح كورونا بعد 4 أيام من أخذه، علما أنها أصيبت بالفيروس قبل حوالى 5 أشهر.
وأضافت، في حديث لموقع الحرة: "قمت بحجر نفسي في غرفة مستقلة، حوالى 5 أيام بعد اختفاء العوارض، ولكنني لم أقم بفحص مسحة الأنف (PCR)".
ويقول محمد (40 عاما) إنه شعر بأعراض شبيهة جدا بأعراض الإصابة بالمرض بعد يوم واحد من أخذ الجرعة الأولى من التطعيم، ولكنه أرجع هذه الأوجاع وارتفاع الحرارة في البداية إلى تأثير اللقاح على الجسم وتكوين الأجسام المضادة.
ولكن بعد أكثر من 5 أيام تطورت العوارض لديه وزاد عليها الكحة ووجع في الحلق ما دفعه لاستشارة طبيبه الذي نصحه بإجراء فحص (PCR)، وكانت نتيجته إيجابية.
ومع تسارع معدل التطعيم في بعض الدول تزداد هذه التجارب التي لا يفرق فيها الشخص بين عوارض أوجاع أصابته بعد تلقي التطعيم، وعوارض ربما تشير إلى حمله للفيروس، الذي يمكن أن يكون التقطه قبل تلقي الطعم، أو بعد التلقيح بأيام قليلة.
وتهدف اللقاحات بالأساس إلى إنتاج أجسام مضادة تتعرف على الفيروس وتدمره مباشرة قبل أن يصيب الخلايا.
ولذلك يطرح التساؤل حول الفوارق بين الإصابة بمرض كوفيد - 19 الناتج عن الفيروس، وعوارض اللقاح المضاد للفيروس.
حذر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، أمس الخميس، من خطر حدوث موجة جديدة لانتشار فيروس كورونا في القارة بسبب التأخير المتزايد في حملات التطعيم بالمقارنة مع بقية العالم.
أجاب المتخصص بأبحاث أمراض الأوبئة، الدكتور هادي مراد: "لا يوجد عوارض محددة وثابتة، ولكن وفقا لجميع التجارب التي تم تسجيلها، رصد مجموعة من العوارض الجانبية أبرزها: صداع، دوخة، زكام، حرارة (عارض شائع)، احمرار مكان أخذ الحقنة، برودة في الجسم، ألم في المعدة، غثيان".
ولفت مراد، في حديث لموقع "الحرة"، إلى أنّ "هذه العوارض نادرة وليست شائعة عند الجميع".
أما الدكتورة جزلة فضة، أخصائية الصحة والوقاية، فتتفق مع مراد، وتقول: "لا يوجد عوارض لأخذ اللقاح، بل هناك استجابة مناعية ترافقت مع عوارض مثل الحرارة، ألم الجسم، الصداع وغيرها".
وأشارت فضة، في حديث لموقع "الحرة"، إلى أنّ "الاستجابة المناعية الناتجة عن تلقي اللقاح لا تسبب الأعراض الشديدة مثل ضيق التنفس أو ما يستدعي الذهاب إلى المستشفى، ولكن هناك أعراض خفيفة تختلف من شخص لآخر، وذلك بحسب قوة جهاز المناعة".
بدورها، أكّدت المتخصصة في الأمراض الجرثومية الدكتورة رولا حصني أنّ "عوارض أخذ اللقاح هي ألم مكان الإبرة، ألم رأس، ألم في أطراف الجسم، إرهاق وخمول، ألم في الحلق مع سعال خفيف".
يؤكد مراد أنّ "أعراض كورونا غير محصورة بمرض كوفيد - 19، إذ أن الصداع، الحرارة، وألم الجسم، وغيرها أوجاع متعارف فيها في حالة الإنفلونزا العادية، ما يعني أنّه من الصعب الفصل والتحديد في هذا الخصوص".
وشدد على أنّ "الفارق الوحيد قد يكون بالتسمية، ففي حال ظهور العوارض نفسها عند أخذ اللقاح، نكون أمام عارض جانبي متأتي عن الطعم وليس أصيلا مرتبط بالمرض نفسه"، مشيرا إلى أنّه "لا يمكن التمييز بين عوارض كورونا وغيرها، باعتبار أن الكلمة الحاسمة تكون لفحص مسحة الأنف".
ولكن الدكتورة فضة رأت أنه "يمكن التمييز بين العوارض، بالنظر إلى مدتها وشدتها، فإذا كانت أوجاع متلقي اللقاح تزداد مع وقت، واستغرقت أكثر من 3 أيام - 7 أيام، فهنا قد يكون هناك إصابة إيجابية بمرض كوفيد – 19".
وحول كيفية التمييز بين ما يسببه كوفيد - 19 والعوارض الجانبية للقاح، اعتبرت حصني أن "الفرق قد يكون بعض الأوجاع القوية مثل ألم الحلق، السعال، الحرارة المرتفعة، الإسهال وألم البطن، وطبعا ضيق التنفس، فهي جميعها تنذر باحتمالية عالية للإصابة بكورونا".
متى يتوجب إجراء مسحة الأنف (PCR)؟
قال مراد إن "الجرعة الأولى من اللقاح لا تحمي عادة من الإصابة، وبالتالي في حال ظهور أي من العوارض لأكثر من 3 أيام في هذه الفترة، فعلى الشخص إجراء فحص مسحة الأنف لكي يحمي نفسه ومحيطه.
كما دعت فضة كل شخص يشعر بأعراض لأكثر من ثلاثة أيام إلى إجراء فحص (PCR)، لمزيد من الاطمئنان والحيطة.
ونصحت حصني كل من يريد أخذ اللقاح، لإجراء فحص مسحة الأنف قبله للتأكد من عدم إصابته، والحرص على الإجراءات الوقائية حتى بعد التطعيم.
قال الرئيس التنفيذي لموديرنا ستيفان بانسل إن الشركة تتوقع ظهور المزيد من الأنواع المتحورة من فيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة، وفقا لموقع "سي أن بي سي".
تجيب فضة أنّ "اللقاح هو عبارة عن فيروس ميت أو مضعّف، فهو لا يسبب إصابة بمرض كوفيد - 19، بل على العكس الغاية منه هي تحفيز الجهاز المناعي لتشكيل الأجسام المضادة".
وتتابع: "اللقاح عندما يدخل الجسم، تستقبله الخلايا البائية والتائية، وتقوم الأخيرة بالتعرف عليه كجسم غريب، من أجل تشكيل ذاكرة مناعية وتحفيز باقي الخلايا على تشكيل أجسام مضادة".
وأضافت فضة أنّ "الجرعة الأولوية هي لتشكيل خلايا الذاكرة المناعية مع بعض الأجسام المضادة، أما في الجرعة الثانية فالجسم يهدف مباشرة إلى تشكيل عدد كبير وكاف من الأجسام المضادة".
ولفتت إلى أنه "في حال ظهور نتيجة إيجابية بعض تلقي اللقاح، فهذا يعني أنّ الشخص لم يأخذ الاحتياطات اللازمة، لأن المرحلة التي تسبق الجرعة الثانية بغاية الأهمية، إذ يكون جهاز المناعة منشغلا بتشكيل أجسام مضادة، فيصعب عليه مقاومة الفيروس الأصلي".
بدورها، اعتبرت حصني أنّ فعالية اللقاح مرتفعة ولكنها غير كاملة، وبالتالي احتمالية الإصابة ممكنة.