بغداد اليوم _ ديالى
مع حلول شهر رمضان الكريم تعلم انغام المسحراتي المتناغمة المعروفة في اغلب احياء محافظة ديالى، فهي ايقونة رمضانية تابى الاندثار وتحافظ على تقاليدها رغم المتغيرات الواسعة والكبيرة في السنوات الاخيرة.
وخلال السنوات الماضية، بدأت عادة المسحراتي بالانحسار بشكل ملحوظ، بسبب طبيعة الحياة المتغيرة ودخول التكنولوجيا والوسائل الحديثة، وللظروف الجوية التي تشهد ارتفاعا بدرجات الحرارة، مما يضطر الناس للخروج في الليل للمقاهي والمجالس والدواوين أو ممارسة الرياضة لساعات بعيدا عن أجواء المنازل التي تكون حارة.
ابو سامي وعمره 43 سنة، وهو مسحراني في منطقة زراعية تقع جنوب بعقوبة، يقول في حديث لـ(بغداد اليوم)، إنه ينتظر شهر رمضان بفارق الصبر من اجل اداء دوره في تنبيه الاهالي على اوقات السحور.
واضاف ابو سامي، الذي يعمل مسحراتي منذ 18 عاما بان الجماعات المتطرفة افتت في 2006 بحرمة المسحراتي، واستهدفت بعضهم، لكنه داب على اداء دوره انذاك رغم التهديدات، فقد كان "الصوت الذي كسر سكون الخوف في سنوات الدم المؤلمة".
وقديماً كان المسحراتي لا يأخذ أجره، بل ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضرب على طبلته نهار العيد فيهب له الناس بالمال والهدايا والحلويات ويبادلونه عبارات التهنئة بالعيد السعيد.
ويقول فيصل الراشدي، وهو مسن داب على اداء دور المسحراني لسنوات طويلة، قبل ان يقعده المرض، ان المسحراتي في ديالى يطلق عليه ابو الطبل في اغلب المناطق وهو فعالية هدفها الاساسي الاجر والثواب لكن في يوم العيد يتهافت الناس على تكريمه، وهي عادة موجودة في كل المناطق دون استثناء.
واضاف الراشدي، ان بعض المناطق تتميز بفعالياتها مع المسحراتي وخاصة في بهرز جنوب بعقوبة اذا يتحول ابو الطبل الى محرك شعبي للفرح والابتهاج بقدوم الشهر الفضيل.
ليس هناك تاريخ محدد لاستعمال الطبل في إيقاظ الصائمين، بيد أن قرع الطبول احتفاءً بقدوم شهر رمضان أمر معروف منذ القدم.
واما الشاب احمد سعد، الذي يقوم باداء دور المسحراتي في حي شعبي شرق بعقوبة، يقول بانه يؤدي الدور للعام الثاني على التوالي، لافتا الى انه يشعر بالبهجة وهي ينبه الاف العوائل لموعد السحور.
واشار الى ان تفشي فيروس كورونا اخفى الكثير من مظاهر رمضان، لكن المسحراتي لايزال موجودا.