بغداد اليوم- متابعة
رحبت إيران، الثلاثاء، بتصريحات مسؤولين أمريكيين أعربوا فيها عن استعداد واشنطن لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة على طهران.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي: "نجد أن هذا الموقف واقعي وواعد. يمكن لهذا الموقف أن يشكل بداية تصحيح المسار السيء الذي أوصل الدبلوماسية الى طريق مسدود. نحن نرحب بهذه التصريحات".
وأضاف أن "إيران ليست متفائلة ولا متشائمة بشأن نتيجة المحادثات النووية المقرر إجراؤها في فيينا اليوم الثلاثاء، لكنها على ثقة من أنها على المسار الصحيح لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015".
وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين أنها مستعدة لإعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران إذا ما التزمت طهران بالكامل بالاتفاق النووي المبرم في 2015، في مبادرة جاءت قبيل انطلاق محادثات دولية في فيينا بشأن هذه المسألة.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أرسلت إلى فيينا الدبلوماسي، روب مالي، لإجراء محادثات مع الأوروبيين والروس والصينيين، مشيرة إلى أن لا لقاء مرتقبا بينه وبين نظيره الإيراني.
وفي الاثناء، اعتبر عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن محادثات اليوم في فيينا كانت بناءة، لكنه رفض أي مقترح بتحرير مليار دولار من أموال إيران المجمدة مقابل خفض نسبة تخصيب اليورانيوم.
وقال عراقجي، الذي يقود وفد بلاده في فيينا، في حديث صحفي، إن محادثات الثلاثاء "كانت بناءة"، مضيفا أن الجولة المقبلة منها ستعقد الجمعة في المدينة ذاتها.
وأكد عراقجي أن أطراف المحادثات ستجري قبل الجمعة اجتماعات على مستوى الخبراء لبحث قضايا رفع العقوبات الأمريكية والإجراءات النووية التي قد تتخذها إيران.
وأضاف نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ترفض أي مقترح بتحرير مليار دولار من أموالها المجمدة مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
وتستضيف فيينا، اعتبارا من الثلاثاء، محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي بين إيران ومجموعة "4+1"، التي تضم روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ضمن اللجنة المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، في إطار الجهود الدولية لإحياء هذه الصفقة وإعادة واشنطن وطهران إلى الالتزام بها.
وأكدت الولايات المتحدة أنها ستشارك كذلك في المحادثات، لكن إيران شددت مرارا على أنها لن تخوض أي حوار مباشر أو غير مباشر مع الطرف الأمريكي خلال هذه الاجتماعات.
بينما أكد مسؤول أوروبي لوكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة وإيران والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي تسعى إلى إحياء الصفقة في غضون شهرين، مبينا أن وفدي الطرفين سيشاركان في الاجتماع لكنهما لن يحضران في غرفة واحدة.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات موجعة على الطرف الإيراني، ليرد الأخير بخفض التزاماته ضمن الصفقة.
وأعربت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، الديمقراطي جو بايدن، مرارا استعدادها للعودة إلى الاتفاق، لكن الطرفين على خلاف بشأن من يتعين عليه اتخاذ الخطوة الأولى، حيث تصر الجمهورية الإسلامية على ضرورة رفع الولايات المتحدة عقوباتها دفعة واحدة، بينما تقول الأخيرة إنها جاهزة لإلغاء إجراءاتها بشكل تدريجي مقابل بدء الجانب الإيراني التراجع عن سياسة خفض الالتزامات.