بغداد اليوم _ متابعة
في مصر عادة ما ترتبط قصص الرعب للأطفال بحيوان غير معروف ولم يره أحد كثيرا في مصر، وهو "السلعوة"، لكنه يتصدر حديث المصريين كل فترة زمنية بادعاء البعض ظهوره في إحدى القرى أو المحافظات.
وعلى مدار الأيام الماضية تصدر اسم "السلعوة" حديث المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بعد ادعاء بعض المواطنين في محافظة المنوفية ظهورها ما دفع الجهات المسؤولة إلى تشكيل لجنة للبحث عن هذا الحيوان الغريب الذي يثير الجدل بين حين وآخر.
السلعوة في المنوفية
وعاد الجدل إلى الساحة مرة أخرى بعد إعلان أهالي إحدى قرى محافظة المنوفية ظهور هذا الحيوان، الذي أطلقوا عليه "السلعوة"، مطالبين المسؤولين في المحافظة والطب البيطري بضرورة التعامل مع هذا الحيوان حتى لا يتسبب في إصابة أي من أبناء القرية، مع منع أطفالهم من الخروج من المنازل.
وحسب خبراء فإن "السلعوة" تُشبه الذئب والكلب والثعلب في هيئتها، وتتميز بسرعتها وسواد لونها وأذنيها كأذني الثعالب وقدميها الأمامية قصيرة عن الخلفية وتتميز بالذكاء والمكر والقدرة الكبيرة على الاختباء والترصد وتجمع صفات الكلب والذئب والثعلب وابن آوى.
حيوان هجين
وقال مدير الطب البيطري بمحافظة المنوفية عادل عبد المنعم إن السلعوة هو حيوان هجين من نوعين من الكلب والذئب والثعلب والضبع، موضحًا أنه يسمى أيضا الذئب الإفريقي في قارة إفريقيا ويطلق عليه البدو اسم "الشيب".
وأشار في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن هذا الحيوان يُشبه الكلب، لكنه شرس تجاه الحيوانات مثل الأغنام والطيور، لافتا إلى أنه يهرب من الإنسان في العادة، وقد يهاجم البشر إذا كان مسعورًا.
وحول ظهوره قبل أيام، أوضح عبد المنعم وصول بلاغ إلى الطب البيطري بالمنوفية يؤكد ظهور هذا الحيوان في قرية تُدعى "الصانعة" بمركز الباغور، مشيرا إلى أنه تم إرسال لجنة من الطب البيطري لكشف حقيقة هذا البلاغ، بالإضافة إلى لجنة أخرى من الإرشاد لتوعية المواطنين بهذا الحيوان.
وتابع أن هذه الحيوان لا يظهر إلا في الليل ويأكل الأغنام الصغيرة والطيور وغيرها وأعداده قليلة للغاية، ولا يمثل تهديدا على الإنسان، موضحًا أن المشكلة في انتشار هذه الشائعات بصورة كبيرة من المواطنين ما يتسبب في مخاوف كبيرة.
وشدد المسؤول المصري على عدم تسجيل أي حالات عقر لمواطنين من هذا الحيوان، موضحا أنه يتصدر كل فترة حديث المصري بعد ادعاء ظهوره، لكن اللجنة المشكلة تعمل على مدار 3 أيام بصورة مكثفة لكشف حقيقة هذه الإشاعات.
ارتبط اسمه بالفراعنة
وارتبط كائن السلعوة أيضا بأساطير الفراعنة، حيث كان يُردد بين المصريين أنه مخلوق يهاجم كل من يحاول أن يقتحم حرمة المعابد والمقابر ويحميها، وأنه يشبه الذئب والثعلب ويتمتع بصفاتهما، بالإضافة قصص الجدات والأمهات عن هذا الحيوان لتخويف الأطفال من الخروج أو الابتعاد عن المنزل، وهو ما اعتبره علاء الخولي، الباحث المصري بمركز البحوث الزراعية، أساطير لا أساس علمي لها.
غير مصنف من قبل علماء الحيوان
وأشار الباحث المصري إلى عدم وجود حيوان يُدعى "السلعوة" علميا وغير مصنف من قبل علماء الحيوان، مضيفا أنه ظهر بصورة كبيرة في الأساطير المصرية بعد ادعاء المواطنين تعرضهم للهجوم منه وإطلاق هذا الاسم عليه.
وأضاف في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا الحيوان نوع من الكلاب البرية الهجين والخليط بين أكثر من حيوان مثل الكلب والذئب أو الثعلب، مشيرا إلى أنه من الوارد أن يكون مصاب بالسعار كونه يعيش في الجبال.
أسطورة منذ الستينيات
ومنذ ستينيات القرن الماضي، تكرر ظهور هذا الحيوان المزعوم في قرى مصر خاصة في محافظة الصعيد، ليصبح في كل مرة حديث المصريين، وكانت مدينة أرمنت بمحافظة الأقصر جنوب مصر لها النصيب الأكبر في الحديث عن ظهور هذا الحيوان ومهاجمة المواطنين هناك، حيث زعم الأهالي ظهورها بداية من عام 1996.
واتفق المتحدث الإعلامي باسم وزارة الزراعة المصرية محمد القرش حول عدم وجود حيوان باسم "السلعوة"، لكنه هو حيوان خليط لأكثر من حيوان، موضحا أن ما يُعلن عن الأهالي هو رؤيتهم لحيوان يطلقون عنه "سلعوة" ولكنه حيوان برى ضل طريقه من الجبال إلى القرية أو المدينة.
وفي عام 2018، كانت هناك واقعة أثارت جدلا واسعا بين المواطنين، بعد إعلان أهالي إحدى قرى محافظة المنيا جنوب مصر، عن تمكنهم من قتل سلعوة بإطلاق النيران عليها، بعد أن هاجمت الأهالي في قرية تونة الجبل التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، تسببت في إصابة 12 شخصا من بينهم أطفال تم تحويلهم للمستشفى هناك، وسبق هذه الوقائع حالات ظهور لهذا الحيوان منذ تسعينيات القرن الماضي في عدة مناطق منها المرج بالقليوبية ومحافظة أسوان وقرية الشبراوية بمحافظة الشرقية والمقطم بالقاهرة.