بغداد اليوم- بغداد
كشف مجلس القضاء الأعلى، الاثنين (1 آذار 2021)، عن حادثة "مروعة"، قام بها رجل عراقي، بعد حرق أسرته بسبب خلافات عائلية.
وأفادت صحيفة القضاء في عددها الصادري اليوم، وحصلت عليه (بغداد اليوم)، إن "الكثير من حوادث القتل والعنف الأسري مر بها المجتمع خلال الفترة الأخيرة لاسيما مع تدهور الوضع الاقتصادي والأمني ما أنتج قصص عنف كثيرة تباينت بين القتل والطعن والحرق".
وأضافت، الصحيفة متحدة عن قصة الأب الذي حرق أسرته قائلة: "بعد تكرار مشاكلهم واستنفاد كافة الفرص طلب الزوج من زوجته أن تغفر له وان يصحح ما بدر منه أخر مرة منذ ضربها وكسر محتویات المنزل لإكمال مشوار حياتهما معا كما كانا مقررين منذ خطبته لها".
وتابعت: "عجز الأب أمام إصرار زوجته وعدم تقبلها لفكرة العودة معه وتحمل سكره وإدمانه فضلا عن مزاجياته وعصبيته المفرطة التي عانت منها منذ اليوم الأول لعيشها معا، حاول أن يضعها أمام خيارات مغلقة واخذ أولاده وحرمها من رؤيتهم ثانية لاسيما أن لديها طفلا لا يتجاوز السنتين وبحاجة لرعاية والدته إلا أن هذا لم يفلح في عدولها عن قرارها ولأجل إفهامه إصرارها أعطته أولادها في إشارة الى تضحيتها بكل شي في سبيل الخلاص منه وان تهدیداته لا تؤثر بشيء في قرارها".
وأكملت الصحيفة: "لم يفقه لأول وهلة إصرارها وقرارها بالانفصال عنه وربما لم يع ما يفعل، لم يتدارك الحديث سوى وهو خارج واخبرها أن بإمكانها البقاء مع الأولاد في المنزل وهو يخرج للبحث عن مسكن أخر في خطوة اعتبرها ستلفت انتباهها وتعدلها عن رأيها".
وبين الصحيفة: "الأيام التالية توالت عليها رسائل الموبايل الداعية إلى ندمه ومحبته وحثها للتفكير بالعودة له ولم شمل الأسرة وعجز اي مسعى لعودة المياه إلى مجاريها"، لافتة إلى أن "إحدى ليالي الصخب والسكر قادته الأفكار الشيطانية والانفعال العصبي إلى أفكار مجنونة وهو غائب عن وعيه لا يعلم ما صواب الأمور لأنه لم يستطع ان يثبطها عن قرارها كما يظن بهدم روابط الأسرة ولم تكن لضغوطة عليها من رد ایجابي".
وأضافت: "باتت الأفكار تتضارب والشيطان يصور له خيالات عديدة ذهبت به بعيدا عن الواقع دون أن يحاول إصلاح ذاته لاستعادة أسرته، دب اليأس إلى أعماقه وفقد الأمل دفعه إلى ارتكاب أبشع جريمة يمكن أن تحصل لتجرده حينها من مشاعر الأبوة ولم يعد يرى ويفكر سوى بالانتقام ليشعل نار الغيظ بقلب وعقل زوجته كما فعلت به ورفضها له عميت بصيرته عن الحقيقة وتجرد من إنسانيته لتدفعه الحالة إلى خطة شيطانية توقف أمام باب منزل الأسرة فجرا وقراره كمغيب عن الوعي أن يمحو ذكر العائلة التي رفضته ولم تتقبل ان يبقی فردا منها كأسرة واحدة، حمل قناني تحتوي على نفط وصب حول وداخل المنزل وزواياه ليشعل نارا ظنها تطفئ نار غضبه ليقضي بذلك على حياة أولاده ويترك الام التي لم تستطع إنقاذ حياة أولادها مشوهة وعاجزة".
وأكدت الصحيفة: "أجريت التحقيقات مع المتهم في محكمة التحقيق وأحيلت القضية إلى محكمة الجنايات وبعد الاستماع إلى المحاكمة بحضور محامي الدفاع حكمت عليه المحكمة بالإعدام شنقا حتى الموت وفق أحكام المادة 406/أ من قانون العقوبات إلا أن محكمة التمييز عند عطف النظر على القضية وجدت أن القرارات الصادرة غير صحيحة ومخالفة للقانون مستندة على الأدلة المعتبرة قانونا واعترافات المتهم ومحضر الكشف ولما ورد بأقوال الزوجة أن المتهم يعاني من حالات عصبية وإدمان وكان يراجع فيما مضى مصح مدمنين في الأمراض النفسية فعلى المحكمة استكمالا لتلك القناعة إحالة المتهم الى اللجنة الطبية الرسمية المختصة لفحص وتقدير قواه العقلية ما اذا كان يقدر او مدركا لمسؤولية فعله وقت ارتكاب الجريمة من عدمه لأن إقدام المتهم على قتل عائلته بالطريقة الموصوفة يولد الشك في تصرفاته وقواه العقلية ويدعو الى التأمل للوصول الى القرار العادل".
وأشارت إلى أن "محكمة التمييز نقضت كافة القرارات الصادرة في الدعوة وأعادت اوراقها لإجراء محاكمة المتهم مجددا بعد الكشف الطبي عليه وبيان حالة قواه العصبية والعقلية وأصدرت قرارها بالأكثرية استنادا لأحكام المادة 259/i-7 من قانون أصول المحاكمات الجزائية".