بغداد اليوم – متابعة
فاجأت شبكة بلومبيرغ العالم بتوقعاتها لنهاية وباء كورونا. فبعدما كان الخبراء يؤكدون أن الخلاص من الفيروس آت في 2022، أظهرت عملية حسابية وعلمية أن الأمر لن يكون بهذه السرعة!
2022 موعد رسم المجتمع العلمي على أساسه توقعاته بشأن مستقبل الوباء. توقعاتٌ كانت مبنيةً على الوضع الوبائي العالمي العام الماضي.. لكن الوضعُ اختلف اليوم وتبدلت معه الصورةُ الوردية ودفع تعثرُ عملياتِ توزيع اللقاحاتِ العالمية في بعضِ المناطق الموعدَ المنتظرَ إلى العامِ 2028، بحسب بلومبيرغ
فإلى ماذا استندت الوكالة؟
الوكالة استندت على آلية حسابية مبنية على العمليةِ العالمية لتوزيع اللقاحات وسرعتِها.
تقول النظريةُ العلمية إن مناعةَ القطيع أو الجماعة تتحقق بتطعيم سبعين إلى خمسةٍ وثمانين في المئة من مجموع سكانِ العالم..عندها يمكن الحديثُ عن عودةِ الحياةِ إلى طبيعتِها .. سواء بانتهاءِ الوباء أو بتوقفِه عن التفشي
مع هذه المعطياتِ بنت بلومبيرغ أكبرَ قاعدةِ بياناتٍ لعملياتِ التلقيح الجارية في 73 بلدا حاليا ليظهر في خريطتِها التفاعلية أن العالمَ استهلك حتى الآن أكثرَ من مئةٍ وأربعةٍ وعشرين 124 مليونَ جرعةٍ بمعدلِ أربعةِ ملايين وستِمئةِ ألفِ جرعة يوميا (4.61)
خريطة تفاعلية
وتعكس هذه الأرقامُ خضوعَ العالم لأكبرِ حملةِ تطعيم في التاريخ غير أن مجموعَ TS ما تم التعاقدُ عليه من لقاحات حتى الآن يبلغ ثمانيةَ مليار وخمسَمئةِ مليون 8.5 مليار جرعة من خلال أكثرَ من مئةِ 100 اتفاقية.
الولاياتُ المتحدة مثلا تجري عمليةَ التلقيح بمعدلِ مليون وثلاثِمئةٍ وأربعين ألف جرعة يوميا لكن هذا المعدل لم يثمر عن تطعيم أكثرَ من اثنين ونصف في المئة 2.5% من السكان بشكلٍ كاملٍ أي أخذَ الجرعتين.
وبهذا المعدل ستحتاج أميركا إلى أحد عشر 11 شهرا لتغطيةِ 75% من سكانِها كون المعدلِ الحالي هو اثنتا عشرةَ جرعةً لكلِ مئةِ شخص فيما سيستغرق الأمرُ كندا أكثرَ من عشرِ سنواتٍ بناءً على أحدثِ معدلٍ للتطعيم لديها فهي توفر حاليا معدلَ ثلاث جرعاتٍ لكلِ مئةِ مواطن.
غير أن كندا تراهن على عقودٍ آجلةٍ ضخمةٍ للقاحات سترفع معدلاتِ التطعيم فيها مستقبلا.
المعلوماتُ من الصين ليست وفيرةً لكن ما رصدته بلومبيرغ هو أن معدلَ التطعيم لديها يبلغ جرعتين فقط لكلِ مئةِ مواطن.
فيما ينخفض المعدلُ لدى البرازيل ثالثِ أكبرِ دولةٍ من حيث الإصاباتُ بكورونا إلى جرعةٍ ونصفِ الجرعة لكلِ مئةِ شخص، وفي الأرجنتين إلى جرعةٍ واحدة.
بهذا النمطِ السائدِ في آليةِ توزيع اللقاحات، يحتاج العالمُ إلى ما لا يقل عن 7 سبعِ سنواتٍ لتحقيقِ مناعةِ القطيع والخروج الحقيقي من الجائحة.
لكنّ هذه التقديراتِ تظل رهينةَ ما يستجد من سرعةِ التطعيم وشموليتِه ومن مستجداتِ التحورِ التي طرأت على كورونا وعظمت صعوبةَ التعاملِ معه.