بغداد اليوم - متابعة
تحدث الخبير النفطي حمزة الجواهري ، عن السبب الرئيسي الذي عطل الاستثمار في مجال الغاز في العراق ، فيما اشار الى ان الاتفاق الاخير بين بغداد وواشنطن سيكتب له النجاح.
وقال الجواهري في تصريح متلفز إن "الاتفاق الأخير بين لجنتي التنسيق العراقية – الأميركية سينجح لأن واشنطن باستطاعتها الضغط على القوى العراقية لتنفيذه بما تملكه من قوة معنوية ودولية".
واضاف إن "الاتفاقات السابقة بين العراق ودول اوربية وأخرى اسيوية فشلت لأن وزارة النفط لا تمتلك خطة رئيسية لاستثمار الغاز ، الموضوع لا يتوقف على اقامة مشاريع واستثمار الحقول بل يتطلب مد انابيب جديدة مع معامل الطاقة".
ولفت إلى أن "وزارة النفط بدأت هكذا خطة في عام 2015 وحصلت اجتماعات كثيرة ولكن بقدرة قادر أتى قرار من جهة عليا بإيقاف الخطة ويبدو أن ’’الدولة العميقة’’ هي من تتحكم وهي من اوقفت الخطة لأنها تشعر أن هذه الخطة ستدعم الاقتصاد العراقي وتجعله يكتفي ذاتياً من امدادت الغاز" حسب قوله.
وبين إن "الخطة كانت ممولة بالكامل من ’’وكالة اليابان للتعاون الدولي’’ عبر قرض مالي فيه 7 سنوات فترة سماح وبعدها 25 للتسديد
وقرر لها ان تشمل العراق كله وتمد جميع المصانع ومحطات الكهرباء الغازية بما تحتاجه من طاقة لكنها توقفت للأسف".
ويعاني العراق من تراجع بساعات تجهيز الطاقة الكهربائية بعد أن تسببت الديون المتراكمة بوقف امدادات الغاز الايراني لمحطاته الكهربائية الغازية ، والتي تراجعت من 50 مليون متر مكعب يومياً إلى 5 ملايين فقط وفقاً لوزارة الكهرباء العراقية.
تعويل على ’’جدية’’ بايدن
بدوره ، علق الخبير الاقتصادي، مصطفى بازركان، الأحد، 17 كانون الثاني، 2021، على الخطوة التي يعمل عليها العراق والولايات المتحدة للتعاون في شؤون الطاقة.
وقال بازركان في حديث متلفز تابعته (بغداد اليوم)، إن "تحقيق هذه الخطوة تتوقف على مدى جدية البلدين في تحقيق هذه الشراكة، فضلا عن مدى إمكانية الولايات المتحدة في الدخول إلى هذه الشراكة وعمقها لأن العراق هو ثالث الدول انتاجا في أوبك للنفط وينتج الغاز الطبيعي والمصاحب، لكنه منذ 2003 ولغاية اليوم لم نر استثمارا حقيقيا في قطاع النفط بسبب الفساد".
واضاف أن "امكانية الاستثمار ومن يتحمل تكاليف تلك الاستثمارات صعبة في ظل العجز الذي تعيشه الدولة العراقية".
وتابع بارزكان أن "العرض الأمريكي لم يكن الأول من نوعه بل كانت هنالك عروض أوربية للتعاون في مجال الطاقة توقف المضي بها بسبب الفساد"، لافتا إلى أن "الفساد يسيطر بشكل كبير على مقدرات الدولة العراقية، وبات إلى وقفة حقيقية للقضاء عليه من أجل دخول جميع الشركات العالمية الراغبة في الاستثمار بالعراق".
واشار إلى أن "المشروع الأمريكي في مجال الطاقة الذي يروم تحقيقه في العراق، يتوقف على مدى جدية الادارة الامريكية الجديدة برئاسة بايدن على مساعدة العراق في حربه ضد الفساد".
ويوم ألخميس الماضي ، أكدت لجنة التنسيق المشتركة (العراقية – الأمريكية) الخاصة بالطاقة، حرصها على دعم جهود العراق، الرامية لتسخير موارد الغاز الطبيعية الكبيرة خاصته.
وذكرت وزارة الخارجية، في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "اللجنة التنسيقية المشتركة (العراقية - الامريكية) الخاصة بالطاقة، عقدت اجتماعها الثالث برئاسة ممثلين الحكومة العراقية مع النائب الرئيسي لمساعد وزير الطاقة الامريكي ماثيو زايس إلى جانب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ماثيو تولر فضلاً عن مُمثلين عن حكومة اقليم كردستان".
واضافت أن "الوفود بحثت أهمية دعم جهود العراق الرامية لتسخير موارد الغاز الطبيعي الكبيرة خاصته. إذ استعرضوا مجريات عمل العراق والخاصة باحتجاز الغاز الطبيعي المُحترق بُغية تقليل اعتماده على الواردات مع الإسهام في الوقت ذاته في تحسين الجودة البيئية، كما بحثت المستجدات المُتعلقة ببنية العراق التحتية لتوليد الكهرباء ونقلها والكيفية التي يُمكن أن يصبح بها مُتكاملاً على نحوٍ أفضل مع جيرانه الإقليميين.".
وأكد ممثلي حكومتي بغداد وواشنطن بحسب البيان، "حرصهما على تعاونهما المُشترك في مجالات انتاج النفط وتصديره والغاز الطبيعي والكهرباء والطاقة النظيفة بُغية أن يُصبح العراق مستقلاً في مجال الطاقة".
ولفت البيان، الى أن "الجانبين يتطلعا الى استقلال الطاقة في العراق والى اليوم الذي يحصلُ فيه جميع العراقيين على الكهرباء المُستقرة وعلى مدار أربعٍ وعشرين ساعةً من بنية تحتية كهربائية عالمية المستوى، كما اكدا على أهمية الشراكات مع الشركات الأمريكية إذ يعتزمُ الجانبان العمل معاً لضمان ديمومة نجاعة هذه الشراكات ونفعها لجميع الأطراف".
وأكد الجانبان، بحسب البيان، على "أهمية استقلال العراق في مجال الطاقة مُستقبلاً ومُساهمته في تعظيم ازدهاره الاقتصادي، مشيران الى "الدور القيّم الذي يؤديه العراق حالياً في توفير مصادر بترولية إلى الأسواق العالمية وقُدرته على أن يكون رائداً اقليمياً في انتاج الغاز الطبيعي".
ومن جانبها، عبّرت الولايات المتحدة عن "دعمها المُستمر لقطاع الطاقة في العراق والتطلع قُدُماً لعقد ورش العمل والدعم الفني المُرتبط بنجاح البرامج السابقة".