بغداد اليوم- بغداد
علق اليكس واركيس، المستشار السابق في البرلمان العراقي، حول مواقف التيار الصدري الساعية للحصول على رئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة، مشيرا الى ان التيار لديه تغييرات كبيرة ظهرت بشكل علني في مواقفه.
وقال واركيس، في حوار متلفز تابعته (بغداد اليوم)، ان "الصدريين ربما تسرعوا في احداث تغيير بتوجهاتهم السياسية العلنية، وإعلان الميل الى الاجندة الخليجية في المنطقة".
وتابع ان "تلك الاجندة تحاول التضييق على ايران وربما السعي في توجيه ضربة عسكرية لهم"، مشيرا الى ان "التوجه نحو الخليج بدا متسرعاً كون الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن سيعيد ترتيب خارطة المنطقة وفق اتفاق يجريه مع ايران او ربما سيعود الى الاتفاق النووي".
وبين ان "السعودية وتركيا ستكون من اولويات سياساته الجديدة في المنطقة"، مبينا ان "ايران تمتلك الورقة الارجح لدى المكون الشيعي".
ومضى "كما وان هناك تصريحات من التيار الصدري بخصوص ترميم البيت الشيعي، ولكن قبل ايام خرج البيت الشيعي كله في تظاهرات لم يلاحظ فيها وجود التيار الصدري"، متسائلاً: "ماذا حل اذن بدعوات ترميم البيت الشيعي التي اطلقت منذ مدة".
ورأى ان "التيار الصدري دائماً ما يرى نفسه على انه اقوى من سائر القوى الشيعية الاخرى وهذا الامر دعاه الى اعلان توجهه لاستلام رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة، ولكن ما لا يعرفه الصدريين ان قرار الحكومة الجديدة، لن يكتمل دون تدخل من قبل ايران وامريكا الطرف الاقوى في معادلة تسمية رئيس الوزراء".
واضاف "ولا اعتقد ان الوقت مهيأ للتيار الصدري باستلام رئاسة الوزراء بالنسبة للجارتين امريكا وايران".
وعلق القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، الخميس الماضي، على المخاوف السياسية من تحويل مؤسسات الدولة الى "صدرية" في حال فوز التيار برئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال حاكم الزاملي، في حديث لـ(بغداد اليوم): "في حال حصل التيار الصدري على رئاسة الوزراء، وهذا ما نسعى وتعمل عليه، سنجعل مؤسسات الدولة لكل العراقيين بعيدا عن اي مسمى"، مبينا أن "شخص رئيس الوزراء سيكون ابويا ويعمل للجميع دون اي تفرقة".
وأضاف الزاملي، أن "التيار الصدري تسلم في السنوات السابقة مناصب كثيرة، وعمل فيها لكل العراق ولم يحولها الى وزارة تابعة له كما تعمل بعض القوى السياسية".
وتابع، أن "التيار سيخوض الانتخابات المقبلة دون اي تحالفات، ولكن بعد اعلان نتائج الانتخابات سيدخل في تحالفات سياسية جديدة مع جهات ليس عليها اي مؤشرات او شبهات، والهدف من ذلك تشكيل حكومة قادرة فعلاً على انقاذ العراق والعراقيين، وهناك جهات كثيرة ترغب بالتحالف معنا من مختلف المكونات".
وكشف الزاملي، في وقت سابق حقيقة تحديد التيار لبعض الشخصيات كمرشحين لرئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة.
وقال في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "التيار الصدري، لغاية الآن لم يبحث قضية المرشحين لرئاسة الوزراء ما بعد الانتخابات المقبلة، وهذا الأمر سابق لاوانة".
وأكد الزاملي ان "التيار الصدري يضم الكثير من الشخصيات الجاهزة والمناسبة لتكون في رئاسة الوزراء بالحكومة المقبلة، خصوصاً ان اختيار هكذا شخصية يجب ان يكون وفق شروط معينة، وهناك الكثير من الشخصيات في التيار لديها هذه الشروط، لكن هذه المسألة لم تبحث بعد".
وأشار القيادي في التيار الصدري، إلى أن "ماينشر في الاعلام بخصوص تعيين او مناقشة الشخصية المقبلة لرئاسة الوزراء من التيار الصدري، غير دقيق".
ودعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مؤخرا، الجميع إلى الاستعداد للانتخابات، وفيما خاطب المتظاهرين بشأن الاعتصامات، لفت إلى أن المرجعية الدينية العليا حققت استقالة رئيس الحكومة السابق، عادل عبدالمهدي، وتحقق فيما بعد تنصيب رئيس الوزراء الحالي، مصطفى الكاظمي، فضلا عن تغيير قانون الانتخابات.
وأشار الصدر في تغريدة مطولة، على صفحته بموقع "تويتر"، إلى أنه "على كل من يعترف بالفساد، يجب عليه أن يعلم أن هناك بابا واسعا قد انفتح لإزالتهم بعيدا عن كل غوغاء وعنف وأذى.. وهو باب الانتخابات".
وأضاف: "فهلموا لتستعدوا لذلك وخصوصا بعد أن حققت المرجعية لكم استقالة (عادل عبد المهدي) وبعد أن حققنا لكم تنصيب (الكاظمي) وتغيير قانون الانتخابات. وأما باقي طلباتكم فأنتم ستحققونها من خلال صناديق (الإقتراع)".
وخرجت مظاهرات حاشدة، في وقت سابق، لأتباع التيار الصدري في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، وذلك تأييدا لدعوة أطلقتها لجنة الاحتجاجات التابعة للتيار الصدري، تأييدا لرهن زعيم التيار، مقتدى الصدر، مشاركته في الانتخابات بمؤشرات إمكانية تحقيق اغلبية برلماني تتيح للتيار الفوز برئاسة الوزراء.