بغداد اليوم- بغداد
"ليش الضحك على الناس"، بهذه الكلمات الغاضبة، استهل رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، حديثه في المؤتمر الأسبوعي، عن مذكرات التفاهم مع الصين، التي تتعرض حكومته لضغوطات واتهامات بأنها ’’ألغت الاتفاقية الصينية’’.
الاتفاقيات العراقية مع الصين تتدحرج مثل كرة الثلج، حيث ثلاثة رؤساء حكومات، أبرموا مذكرات تفاهم مع الصين، بدءاً برئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي إلى حيدر العبادي الذي رأس الحكومة خلفه، ثم رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ووفده الذي ذهب به إلى الصين ومكث هناك ما يقرب من أسبوع وجرى الحديث عن توقيع اتفاقية تاريخية.
قانونيا، الاتفاقية تحتاج إلى تصويت برلماني، حتى تحصل على الشرعية الكاملة وتتحول إلى مشاريع عملية وهذا لم يجرِ إطلاقا مع الاتفاقية الصينية، وبعد عودة عادل عبد المهدي من الصين، طالب عدد من النواب بمعرفة تفاصيل الاتفاقية الصينية وبنودها، حتى تحدث بعضهم عن ضرورة استضافة السفير الصيني لدى بغداد إلى البرلمان لمعرفة تفاصيل الاتفاقية الصينية ولم يحصل أي شيء مما سبق.
وبعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي، في نهاية العام الماضي وتشكيل حكومة الكاظمي في شهر أيار من العام الجاري، انتشرت إشاعات تقودها وسائل إعلام مرئية وسمعية ومكتوبة ومواقع تواصل اجتماعي، تتحدث عن إلغاء الاتفاقية الصينية بين العراق ووصفتها بأنها المركب الذي ينتشل العراق من مأزقه ودماره.
نفى إلغائها أحمد ملا طلال، المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، الأسبوع الماضي وأخرها النفي الغاضب من الكاظمي في المؤتمر الأسبوعي، يوم أمس الثلاثاء.
الكاظمي: ليش الضحك على الناس
وبعد غياب طويل عن المؤتمر الأسبوعي، ظهر رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، عشية جلسة مجلس الوزراء الاعتيادية، وتحدث بغضب عن ملفات، حدث فيها جدل كبير في وسائل الإعلام من بينها مذكرات التفاهم مع الصين.
وقال الكاظمي، "البعض يتكلم عن أكاذيب ويحولها إلى حقائق، أول كذبة ويؤسفني بعض الناس المتعلمين يصدقونها، هي كذبة الاتفاقية الصينية، وتحدث بلهجة صريحة، الحكومة العراقية ألغت الاتفاقية، أكو اتفاقية هو؟ ليش الضحك على الناس؟، هي عبارة عن مذكرات تفاهم، ولم نلغيها ونحن متمسكون بكل مذكرات التفاهم مع الأصدقاء في الصين، ولم يتم إلغاء أي اتفاقية".
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi : لم يتم ألغاء مذكرات التفاهم بين العراق والصين، والحديث عن إلغائها هو كذب. pic.twitter.com/Ltul8DBXTH
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء ?? (@IraqiPMO) November 18, 2020
رأي نيابي
قال النائب عن تحالف سائرون محمود الزجراوي، لـ(بغداد اليوم)، إن "الاتفاقية الصينية، شيء على أرض الواقع غير موجودة، ما حصل هو اتفاق مبدئي، ولم يكون هناك اتفاقية حقيقة، ولم يتم توقيع الطرفين عليها، أو مصادقة البرلمان العراقي عليها، وكذلك فيها توقيت زماني لتنفيذها".
وبين ان "الاتفاقية الصينية التي وقعتها حكومة عادل عبد المهدي السابقة، كانت عبارة عن رحلة لوفد الحكومة العراقية، ومباحثات شفهية، ولم يكون اي اتفاق على الورق، وهو كانت نقطة بداية لهكذا اتفاقية، لكن الضغوطات الأمريكية، كانت أحد أسباب عدم وجود هكذا اتفاقية ولهذا هي اصبحت في خبر كان".
وأضاف الزجراوي، وهو عضو في لجنة النفط والطاقة البرلمانية انه "الآن لا يوجد شيء اسمه الاتفاقية العراقية – الصينية على أرض الواقع، خصوصاً انه لغاية الآن مجلس النواب العراقي، لم يطلع على هكذا اتفاقية بشكل رسمي".
فيما قال النائب عن ائتلاف دولة القانون كاطع الركابي، لـ(بغداد اليوم)، ان "اتفاق العراق مع الصين، هو ليس بجديد، بل هو وجود من زمن حكومة المالكي الى حكومة العبادي الى حكومة عبد المهدي، واخرها الوفد الجرار الذي ذهب الى الصين، ورغم ذلك لا يوجد شيء اسمه اتفاقية عراقية – صينية".
وأكد الركابي ان "اي اتفاقية تتم بين بلدين، يجب ان يصادق عليها من قبل مجلس النواب العراقي، وما جرى هي بعض الاتفاقيات على بعض القضايا، ولم ترتقي الى مستوى الاتفاقية، وهي مقدمات لعقد الاتفاقية بشكلها الصحيح والنهائي".
وأضاف النائب عن ائتلاف دولة القانون، أن "حكومة مصطفى الكاظمي تؤكد على إنها لم توقف إكمال الاتفاقية العراقية – الصينية، وهذا جاء بعد الغضب السياسي والشعبي من توجه الحكومة العراقية لعقد اتفاقية مع مصر وإهمال إكمال الاتفاقية الصينية".