الصفحة الرئيسية / ’’قرار إغلاق السفارة قد يتجدد’’.. عودة الصواريخ على المنطقة الخضراء تنذر بانتهاء ’’الهدنة’’

’’قرار إغلاق السفارة قد يتجدد’’.. عودة الصواريخ على المنطقة الخضراء تنذر بانتهاء ’’الهدنة’’

بغداد اليوم-خاص

بعد لحظات من إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، كريستوفر ميللر، عن انسحاب جزء من القوات الأمريكية من العراق، عادت الصواريخ متجهة نحو المنطقة الخضراء، بهدف قصف السفارة الأمريكية الموجودة في معقل المنطقة الخضراء، التي تضم أغلب المؤسسات الحكومية، والدبلوماسية.

ميللر، أعلن في وقت متأخر من يوم أمس، قراراً بخفض عدد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان إلى 2500 جندي في كل بلد، بحلول 15 كانون الثاني المقبل، أي قبل 5 أيام من الموعد المحدد لانتقال السلطة من إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى جو بايدن.

الصواريخ هذه المرة، سقطت 4 منها على المنطقة الخضراء، لكن 3 أخرى سقطت خارج أسوار المنطقة الخضراء، والتي بسببها، أُصيب عدد من المواطنين، وقُتلت طفلة واحدة نتيجة القصف، بحسب ما أكدته خلية الإعلام الأمني.

"قصفٌ بعد توقفٍ مؤقت"

في وقتٍ سابق، كانت الصواريخ تسقط بشكل شبه يومي على المنطقة الخضراء وقرب السفارة الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى انزعاج الولايات المتحدة، مما جعلها تتجه إلى قرار غلق سفارتها في بغداد، وسحب بعثتها الدبلوماسية، لتسارع الحكومة العراقية بإقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن القرار، لتعلقه الأخيرة دون إلغائه، وفقاً لما قاله وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين آنذاك.

زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المعروف برفضه للتواجد الأمريكي في العراق، لم يبقَ صامتاً بشأن القصف المستمر، ليدعو آنذاك إلى تشكيل لجنة ذات طابع أمني وعسكري وبرلماني، "للتحقيق بالخروقات الرسمية التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية والمقرات الرسمية للدولة، بما يضر بسمعة العراق في المحافل الدولية"، وفقاً لتغريدة نشرها في (25 أيلول 2020).

وبعد لحظات من تغريدة الصدر آنذاك، سارع الكاظمي بتغريدةٍ أخرى مؤيدة للصدر، وملّبيةً للدعوى، بعد ما أكد قائلاً: "ندعم المقترحات التي قدمها سماحة السيد مقتدى الصدر بتشكيل لجنة امنية وعسكرية وبرلمانية، ونؤكد أن يد القانون فوق يد الخارجين عليه مهما ظن البعض عكس ذلك وان تحالف الفساد والسلاح المنفلت لا مكان له في العراق".

ليس هذا فقط، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أبدى رأيه حول قصف السفارة الأمريكية في (27 أيلول 2020)، قائلاً: "لا أرى مصلحة في استهداف مبنى السفارة الأمريكية (حالياً)، لأن الاستهداف يمكن أن يستغل إعلامياً للمساس بهيبة وأمن الدولة".

وبعد تعليق قرار الإغلاق، وردود الأفعال السياسية والشعبية، هدأت الأوضاع الأمنية بعض الشيء، وتوقف استهداف أرتال التحالف الدولي بعبوات ناسفة، وقصف المنطقة الخضراء بصواريخ تُطلق من مناطق مختلفة، ولا تعثر القوات الأمنية سوى على منصة الإطلاق.

"عودة قرار غلق السفارة"

ويبدو أن عودة قصف المنطقة الخضراء يوم أمس، وسقوط الصواريخ قرب محيط السفارة الأمريكية، سيعيد الإدارة الأمريكية إلى قرارها السابق، وهو إغلاق السفارة وسحب بعثتها من العراق، بحسب ما تطرق له، القيادي في الجبهة العراقية، أثيل النجيفي.

النجيفي وخلال حديثه لـ (بغداد اليوم)، قال: "من المنطقي جداً أن تُفكّر السفارات في العاصمة بغداد وليس السفارة الأمريكية فقط، بالانسحاب من العراق، إذا كانت الحكومة العراقية غير قادرة على منع إطلاق صواريخ بهذا الحجم من الانطلاق نحو السفارات في المنطقة الخضراء".

ويضيف النجيفي، أن "السفارات لن تنتظر مشاهدة وقوع ضحايا لديها في العراق، في وقت يوجد لديها بدائل أخرى، ومنها تحويل السفارات الى عاصمة إقليم كردستان (أربيل)، وممكن أن تواصل تلك السفارات عملها مع المسؤولين العراقيين من أربيل، بدل العاصمة بغداد".

ويعود الآن الحديث مجدداً عن سحب السفارة الأمريكية من بغداد، عقب حادثة يوم أمس، حين يؤكد النجيفي، أن "خيار سحب السفارة الأمريكية وبعض السفارات الأخرى، أصبح وارداً جداً، وأكثر من السابق، خصوصاً أن الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب لا يريد ان يغادر البيت الابيض، وهو يشاهد الدبلوماسيين الامريكان يُقتلون في العراق".

"هدنة قصف لم تكتمل"

بعض المراقبين، عدّوا لقاء الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، برئيس أركان هيأة الحشد الشعبي، عبد العزيز المحمداوي، الذي جرى يوم الجمعة (02 تشرين الأول 2020)، أنه بمثابة الهدنة، لوقف القصف على السفارة الأمريكية.

والمواقف الموحدة التي أبداها زعماء الفصائل، حول إيقاف القصف على السفارة الأمريكية، وتطبيق تصويت البرلمان بخروج القوات الأمريكية من العراق، الذي جرى في مطلع السنة الحالية، ساهمت بإيقاف القصف، الذي يبدو أنه كان مؤقتاً.

القصف عاد مجدداً، وعادت معه التكهنات حول هدف إطلاق الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء، فبعضها تقول، إن القصف يعد رسائل رد على "مزاعم أمريكية باستهداف شخصيات في العراق"، وفقاً لما قاله عضو ائتلاف دولة القانون، كاطع الركابي.

الركابي قال في حديثه لـ (بغداد اليوم): "يجب معرفة مصدر الصواريخ، وعند معرفة مصدرها يمكن معرفة الرسائل السياسية او الأمنية التي تحملها، ومَن المستفيد من إطلاق الصواريخ، وهل فعلا هناك جهات عراقية تقف خلف تلك العمليات".

ويكمل الركابي، قائلاً إن "عمليات القصف ربما تأتي رداً على التصريحات والتسريبات الأمريكية، التي كشفت وجود نية لدى واشنطن لضرب لبعض الجهات الموجودة في العراق، وربما هذا كان رداً عليها أو رسائل".

وأضاف، أن "هناك متغيرات كثيرة حصلت بعد الانتخابات الأمريكية الرئاسية، فربما هذه الأعمال تأتي ضمن تلك المتغيرات، لكن في نفس الوقت، يجب كشف مصدر الصواريخ، حتى نعرف أهداف عمليات القصف، فحتى الجهات التي قد تتهم بمثل هذه العمليات تنفي ذلك، وتؤكد رفضها لهذه العمليات".

18-11-2020, 12:40
العودة للخلف