بغداد اليوم-ديالى
شهدت السنوات الاخيرة عزوف الشباب عن الانتماء للاحزاب السياسية في ديالى في ظاهرة اثارت قلق الكثير من الاحزاب التقليدية المعروفة.
وقال المحلل السياسي محمد السلطاني في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "4 أسباب رئيسية تقف وراء عزوف شباب ديالى عن الانتماء الى الاحزاب السياسية على مختلف عناوينها وهي فقدان الثقة بها وعدم الإيفاء بالوعود، خاصة حل مشاكل الشباب ومنها البطالة والفقر بالإضافة إلى أن الاحزاب تحولت إلى كانتونات عائلية وتمنع بروز أي قيادة شابة في ظل وجود القيادات التقليدية، كما أن الاحزاب تركز على من يخدم مصالحها وليس من يخدم الصالح العام".
واضاف السلطاني، أن "معدلات العزوف عالية جدا على نحو أصبح مجرد النشاط السياسي شبهة، لأنه للأسف المغامرات السياسية وتداعياتها خلقت ردة فعل سلبية ضد أي نشاط".
أما باسم علي ناشط سياسي قال بأن "نسبة عزوف الشباب في ديالى عن الانتماء للأحزاب ربما يصل الى 95% لافتا إلى أن الأحزاب في أغلبها وهي محدودة في بعقوبة على ملف التعيينات والذي تقلص بشكل كبير في السنوات الاخيرة أما ملف المبادئ والانتماء الفكري فقد انحسر وربما اقترب من نهايته".
واضاف علي، أن "الأحزاب على اختلاف عناوينها فقدت مصداقيتها وهذا يفسر سعي الأحزاب المتنفذة إلى ولادة أحزاب وتكتلات جديدة والسعي إلى استبدال بعض مرشحيها التقليديين بأخريين من الشباب لأن بالمحصلة العزوف عن الانتماء للأحزاب سيد الموقف".
أما جعفر الشمري طالب كلية قال، "عزوف الشباب عن الانتماء للأحزاب يأتي خوفا من أن يكونوا وقودا لصراعاتها، بالإضافة إلى أن الأحزاب تحولت عبارة عن بيوتات عالية تجد إنها ذات إتجاه عائلي وعشائري محدد، إلا ما ندر، بالإضافة إلى أفكار الأحزاب وخاصة الإسلامية لم تعد تتوافق مع فكر الشباب المتطلع لمزيد من الحرية".
وأضاف الشمري، أن "الأحزاب بالأساس، الأن تعتمد على أسس ثابتة في الانتخابات هي البعد القومي أو المذهبي أو العشائري مع ضخ الأموال واستثمار قدرات الدوائر في ملف الخدمات أما أن يكون لها قاعدة فكرية، تروج له، بات مستحيلا، فالأمر مختلف، لأن أي حزب الأن لا يمكن أن يحشد تظاهرة ولو 1000 متظاهر في أي مكان بديالى".
أما صالح غانم، عضو في حزب ذو توجه إسلامي، قال، بالفعل أغلب الأحزاب فقدت قواعدها الشعبية ولكن هناك أحزاب لا تزال قريبة من الشارع وتحظى بتأييده وهي قادرة على تحريك الشارع في أي وقت بسبب قواعدها الشعبية".
وأضاف غانم، ان الأحزاب، التي لم تغير من ستراتيجية عملها فقدت الكثير من قياداتها ومؤيديها لكن هناك من نجحت في التغير وتقديم قائمة للقيادات الشابة، لذا فأن العزوف موجود ولكن لا يشمل كل الأحزاب".