بغداد اليوم _ بغداد
شهدت محافظة البصرة، خلال اليوم الجمعة، محاولة فتاتين الانتحار بطريقتين مختلفتين، الأمر الذي يذكر بتصاعد مستويات العنف الاسري وحالات الانتحار، خلال العام الجاري 2020، وسط أزمات متعددة صحية واقتصادية، تعصف بالأسر العراقية.
مساء اليوم، حاولت شابة الانتحار عبر القاء نفسها بشط العرب، من أعلى الجسر المعلق في محافظة البصرة، بحسب مصدر أمني.
وقال المصدر، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "مفارز الشرطة النهرية في البصرة، تمكنت من انقاذ الفتاة وردعها عن الانتحار"، في وقت كان الأهالي وسط سوق شعبي يحاولون منع فتاة ثانية من الانتحار.
وأضاف، أن "الأهالي في قضاء شط العرب، تمكنوا من انقاذ شابة ثانية حاولت الانتحار وسط سوق القضاء الشعبي"، مبينا أن "الأهالي اوصلوا الفتاة إلى ذويها وسط حالة من الذهول والاستغراب عن دوافعها للانتحار".
وخلال العام الجاري وبشكل ملحوظ، تزداد وتيرة العنف الاسري وحالات الانتحار في البلاد، وما ان يهتز الراي العام بحادثة مروعة، حتى يظهر للسطح عشرات الحوادث التي غيبتها مشاكل أخرى سياسية واجتماعية وحتى صراعات دولية تؤثر في البلاد، ويتناقل اخبارها العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت الشرطة النهرية في بغداد، قد أعلنت خلال الشهر الجاري، العثور على جثتي طفلين في نهر دجلة ببغداد، وبعد ساعات من الإعلان، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر امرأة ترتدي عباءة رأس سوداء وهي ترمي بطفلين من على "جسر الأئمة"، في حادثة أثارت غضب الرأي العام، الذي ما يزال يطالب بالمتابعة والمحاسبة، وتطبيق القوانين التي تمنع وصول أم إلى هذه المرحلة.
وبينما يستمر ملف العنف الاسري وحالات الانتحار متصدرا في مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون بمواقع التواصل مقطعا مصورا يظهر العثور على طفلين تركتهما والدتهما في محافظة كربلاء، وتقول قيادة شرطة المحافظة انها لم تتبين بعد أن الأطفال من كربلاء.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر أمنية بأن زوجة الفنان العراقي جلال الزين، انتحرت في شقتها بحي المنصور وسط العاصمة بغداد.
وذكرت المصادر، أن "نور كاظم، وهي زوجة المطرب جلال الزين، من مواليد 1995، انتحرت بإطلاق النار على نفسها بواسطة سلاح كلاشنكوف".
إحصائية رسمية
وأبدت مفوضية حقوق الانسان في العراق، قلقها من تزايد حالات الانتحار في البلاد بشكل ملحوظ منذ مطلع العام الجاري 2020، وفيما اشرت أبرز الأسباب التي أدت إلى الانتحار، حددت الفئات العمرية التي تشكل الظاهرة.
وكانت عضو المفوضية، فاتن الحلفي قد أكدت في وقت سابق، أن "تزايد حالات الانتحار في الفترة الأخيرة أصبح أمراً مقلقا وخاصة للمفوضية، حيث أنه لغاية أيلول 2020، حدثت 301 حالة انتحار، بينها 132 اناث و169 ذكور، وهي موثقة لدى الجهات المعنية".
وأضافت الحلفي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "أسباب تزايد حالات الانتحار يأتي لتداعيات الأوضاع الاقتصادية المتردية وانخفاض الدخل المالي للكثير من الرجال وارباب العوائل، الامر الذي يولد ضغوطات نفسية، فضلا عن تداعيات تفشي فيروس كورونا، وبعض وسائل الإعلام التي تعطي رسائل سلبية والتي قد تساعد على الانتحار".
وأشارت إلى أن "الشرائح العمرية المشخصة لدى المفوضية التي توجه افراد منها الى الانتحار، تبدأ من 15 الى 50 سنة، وهذا يعني انها شريحة عمرية شابة".
ودفعت سلسلة الحوادث الأخيرة، العديد من النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بضرورة الإسراع بتشريع قانون للحد من العنف الأسري، وقيام الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بتدارك الأسباب التي تدفع الشباب إلى الانتحار. في المقابل يرى مختصون الحظر الذي فرضته جائحة كورونا، وما خلَّفته من مشاكل اقتصادية ألقت بتأثيراتها على العلاقات الأسرية، خلقت أجواءً من التوتر داخل الأسر وفاقمت الحالات النفسية للأفراد.