بغداد اليوم-خاص
مع انطلاق الصواريخ من نينوى وسقوطها في أربيل، أعلنت جهات رسمية بكردستان، أن الصواريخ قد انطلقت من مناطق تسيطر عليها قوات الحشد الشعبي، وقوات أمنية عراقية أخرى، إلاّ أن لواء 30 التابع للحشد الشعبي، ردّ على ما جاء ببيانات الجهات الرسمية في كردستان، ونفى ما وصفها بـ "اتهامات وُجهت لهم".
وعقب سقوط الصواريخ، أكدت أطراف عراقية مختلفة، أن قصف قاعدة حرير في أربيل، يحمل رسائل سياسية وأمنية، وموجهة إلى بغداد وواشنطن، بأن الفصائل ستوجه ضرباتها للقوات الأمريكية أينما وُجدت، بحسب ما قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان.
باجلان قال في حديثه لـ (بغداد اليوم)، إن "عملية قصف أربيل فيها أكثر من رسالة من قبل الفصائل المسلحة، أولها رسالة إلى بغداد وواشنطن باننا نتواجد أين ما وجدت القوات الأمريكية، والرسالة الثانية، هي (تحرش) بالقوات الامريكية، مع قرب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، خصوصاً ان ادارة ترامب حالياً تريد التهدئة وعدم التصادم مع الفصائل المسلحة القريبة من إيران في العراق".
ويبين باجلان، أن "العاصمة العراقية بغداد، فيها أكثر من (50) فصيلاً مسلحاً، وربما أحد منها من يقوم بعمليات قصف السفارة الامريكية أو مطار بغداد، لكن في منطقة سهل نينوى، التي اُطلقت منها الصواريخ نحو أربيل، هو تحت سيطرة لواء 30 (الحشد الشبكي) ولا يوجد أي فصيل آخر او اي قوة اخرى".
وأكد، أن "المنطقة التي تحت سيطرة لواء 30، لا تسمح لقيادات عسكرية رسمية الدخول الى المنطقة، كما تم سابقاً منع دخول قائد عمليات نينوى نجم الجبوري، قبل أن يصبح محافظاً، فكيف دخلت عربة حمل كبيرة وهي تحمل عدد من الصواريخ، ولهذا لواء 30 حشد شعبي لا يخرج عن دائرة الاتهام، لكن نحن ننتظر التحقيقات الاولية الرسمية، ثم سيكون لنا مواقف اخرى".
وفي وقت متأخر من يوم أمس، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، قيام مجموعة وصفتها بالإرهابية، باستهداف محافظة أربيل بعددٍ مِن الصواريخ، وانطلقت مِن وادي ترجلة بقضاء الحمدانية في محافظة نينوى.
وبعد توجيه "الاتهام" لقوات اللواء 30 في الحشد الشعبي، الذي يضم حشد الشبك، أكد الأخير، أن الصواريخ اُطلقت من جماعة مجهولة، وهربوا عقب تنفيذ العملية، بحسب ما ذكر مسؤول إعلام اللواء، سامي بكداش.
بكداش، وخلال حديثه لـ (بغداد اليوم)، قال إن "الصواريخ التي انطلقت نحو أربيل، اُطلقت من قبل جماعة مجهولة، ونحن بعد انطلاقها بدقائق اجرينا عمليات بحث، وحسب المعلومات والمصادر أن مطلقي تلك الصواريخ بعد تنفيذ العملية هربوا إلى مناطق تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة".
ويضيف بكداش، أن "قوات من الجيش العراقي والحشد الشعبي لاحقت تلك العناصر، ورمت عليها النار، لكن قوات البيشمركة قامت بالرد على إطلاق النار، بعدها قالوا إنهم كانوا يعتقدون ان هجوماً شُنّ عليهم، ولم يتوقعوا أن هؤلاء قوة أمنية رسمية اتحادية".
وبشأن نسب القصف إلى الحشد، يبين مسؤول إعلام لواء 30 بالحشد الشعبي، أن "اتهامات الحشد الشعبي بالوقوف خلف عملية القصف اتهامات باطلة، وتقف خلفها اجندة مخابراتية، تحاول زعزعة العلاقة بين القوات الأمنية، وهذه الاتهامات هدفها إخراج لواء 30 من سهل نينوى، حتى تعود قوات البيشمركة للمنطقة".
ويكثر الحديث حول الرسائل المُوجهة إلى مختلف الأطراف، تزامناً مع قصف المواقع الأمريكية والبعثات الدبلوماسية، ومع إعلان السفارة الأمريكية في بغداد عزمها نقل مقرها إلى أربيل في إقليم كردستان.
وفي السياق، يقول المحلل السياسي والأمني أحمد الشريفي في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "قصف أربيل يحمل رسائل عدة منها سياسية وأمنية، وأبرزها بأن الفصائل، التي تقوم بعمليات استهداف السفارة الامريكية في بغداد ومطار بغداد الدولي، وقواعد اخرى، لها القدرة على الوصول إلى كافة الاهداف والمصالح الامريكية داخل العراق".
الشريفي أشار إلى أن "قصف أربيل، يعد رسالة بأن إغلاق السفارة الامريكية في بغداد ونقل أعمالها الى أربيل، لم يوقف العمل العسكري ضدها، كما هي عامل ضغط واحراج جديد على حكومة مصطفى الكاظمي، للإسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب، القاضي بإخراج كل القوات الاجنبية من كافة الاراضي العراقية".
ويكمل الخبير الأمني حديثه قائلاً: "نتوقع أن هذه الرسائل سوف تتكرر في الأيام المقبلة، وربما هذه المرة تكون هناك رسائل في المناطق الغربية، وتحديداً في الأنبار".
وحذر من أن "عملية قصف قاعدة الحرير في أربيل، سوف تعجل من قضية إغلاق السفارة الامريكية في بغداد، وربما يصل الأمر الى قطع العلاقات احتجاجا على هذه الاعمال، كما غير مستبعد شن واشنطن ضربات جوية، ضد فصائل مسلحة، تتهمها بأنها تقف خلف تلك العمليات، خصوصاً وأن بعض الفصائل وقياداتها عليهم عقوبات امريكية وبعضهم وضع على لائحة الارهاب، وهذا يعطي شرعية لاستهدافهم وفق القوانين الامريكية".