بغداد اليوم- متابعة
نشر معهد الدراسات الدولية "ISPI" الإيطالي، تقريراً حول خطة أمريكية، للانسحاب الكامل، من العراق، في عام 2023، مؤكداً أن حجم ومدى استمرارية بقاء البلدان الاجنبية لمساعدة بغداد في الحفاظ على الامن ستكون لها تأثيرات على الجانب الجيوسياسي للتحالف وعمليات مكافحة الارهاب والفساد.
وقال المعهد الإيطالي، في تقريره، إنه "ستحدد كيفية تعامل رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي مع المطالب المحلية وتحقيق التوازن في العلاقات مع الولايات المتحدة وايران فيما اذا يمكن تحقيق تقدم تجاه هدف حصر السلاح بيد الدولة خلال فترة سنة واحدة من بقائه في السلطة قبيل الانتخابات المبكرة".
وأضاف، أنه "في اواخر شهر آب وخلال الحوار الستراتيجي العراقي- الاميركي، اشارت تقارير الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اخبر الكاظمي بان جميع القوات الاميركية ستنسحب من البلاد بحلول العام 2023".
وأوضح المعهد، أن "الولايات المتحدة تتصدر بلدان التحالف الدولي ضد داعش في مساعدتها للعراق كأكبر المانحين في مجال الامن والقطاعات الانسانية، ومن المحتمل ان تلعب عملية الانسحاب دورا رئيسا في كيفية تخطيط العراقيين للسنوات القادمة وفيما اذا سيتطلعون لدول اخرى طلبا للمساعدة".
وقال المعهد الإيطالي، إنه "رغم ذلك، فان تراجع التهديدات من تنظيم داعش مع تصاعد قدرات القوات العراقية القتالية من جانب آخر، قد يجعل من الناحية النظرية طلب المساعدة الامنية الخارجية أقل ضرورة".
وأكد التقرير الإيطالي، أن "هناك دولاً ليست ضمن التحالف تساهم عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة في تقديم مساعدات امنية للبلاد. ويشير بعض المحللين الى انه بينما تميل الولايات المتحدة والبلدان الغربية الى التركيز في مساعداتها للبلد على تعزيز مؤسساته الحكومية، فان هناك قوى اقليمية بضمنها ايران تلجأ الى تعزيز قوة قطاعات غير حكومية بهدف زيادة نفوذها في البلد وبالتالي يؤدي ذلك الى اضعاف الدولة على نحو كبير".
ونقل المعهد الأمريكي، عن مسؤول من إحدى الدول الأوروبية، قال، "لماذا يتوجب علينا تقديم مساعدة امنية في العراق؟".
واشار المسؤول بقوله: "من منظور مجرّد ليست هناك تهديدات امنية تجاه اوروبا والولايات المتحدة قادمة من العراق تستدعينا من منطلق امن وطني داخلي الى تبرير تواجد قوات دولية في العراق".
وتابع المعهد الإيطالي، أنه "في هذه الاثناء تستعد الدنمارك لتولي قيادة مهام حلف الناتو لبرامج التدريب في العراق عند نهاية هذا العام".
وكان تقرير امني دنماركي غير سري صدر في 26 أيار لتقييم الوضع الامني في العراق والتهديدات فيه، اشار الى ان الوضع الامني قد ازداد سوءا خلال الاشهر الاخيرة، وان هناك مجاميع مسلحة تشكل "تهديدا سياسيا وعسكريا لمصالح غربية وتواجدها في البلاد.
وأكمل، أنه "يبدو ان الولايات المتحدة واثقة من ان البلاد هي في افضل موقف الان تجاه صد ومنع اي ظهور جديد لمجاميع مسلحة تشكل تهديدا لمصالحها في المنطقة وما ابعد من ذلك، او ربما تشعر انها ببساطة لم تعد تتمتع بذلك الترحيب الذي كانت تتمتع به في السابق، رغم تأكيدات الكاظمي المتكررة من ان العراق والولايات المتحدة يتمتعان بعلاقات مقربة".