بغداد اليوم- كردستان
تحدث رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق، الفريق بابكر زيباري، عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011، ووصفه بـ’’الخطأ الكارثي’’، مطالباً واشنطن بعدم تكراره.
وفي حوار أجرته (بغداد اليوم) مع زيباري، يقول أول رئيس لأركان الجيش بعد 2003، إن "انسحاب القوات الأمريكية من العراق عان 2011، كان خطأ كارثياً ينبغي على الولايات المتحدة عدم تكراره".
ووجهت (بغداد اليوم) سؤالاً لزيباري نصه: كيف كانت بدايات تأسيس الجيش العراقي بعد عام 2003 باعتباركم أول رئيس للأركان؟
أجاب قائلاً: "الجيش العراقي السابق هو من ترك المواقع العسكرية، ولم يحله الحاكم المدني الأميركي بول بريمر، بل أغلب الضباط والقادة الكبار تركوا مواقعهم ورفضوا العودة".
هل فعلاً تم تشكيل الجيش على أساس الحصص لكل مكون من مكونات الشعب العراقي؟
زيباري: نعم اتفقنا في بداية الأمر على أن تكون لكل مكون نسبة في الجيش، ليمثل جميع أبناء الشعب العراقي، وكان الاتفاق أن يكون للشيعة نسبة 45% والسنة 25% والكرد 20 % والمكونات الأخرى 10%، ولكن السنة بسبب ظروف ظهور تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة الأخرى، والفتاوى الدينية التي حرمت الانتماء لداعش رفضوا الانضمام للجيش فيما شارك الكرد والشيعة وتقاسموا المناصب، ولكن في النهاية وبعد خروج القوات الأمريكية من العراق ضعف دور الكرد بشكل كبير جداً.
وفي سؤال عن نسبة الكرد الآن في الجيش العراقي، وهل توازي حجم النسبة المتفقة عليها سابقاً؟
تحدث المستشار العسكري لرئيس إقليم كردستان قائلاً إن "نسبة الكرد في الجيش العراقي لاتتجاوز 2%، وهذا الأمر مخالف لقواعد تشكيل الجيش بعد عام 2003، وللدستور العراقي الذي أقر المشاركة في إدارة الدولة بجميع مفاصلها لكافة المكونات".
وعن دوره كقائد عسكري ومستشار حالي لرئيس الإقليم كيف يرى الدعوات الجارية لإخراج القوات الأمريكية من العراق؟
قال رئيس أركان الجيش الأسبق: سيكون خطأ كبيراً، لأنه بالأساس كان الأمر كارثياً في عام 2011، وقتها أرادت القوات الأمريكية تجهيز 5 فرق عسكرية تدرب من قبل المارينز وتجهز باحدث الأجهزة والأسلحة المتطورة ويكون حالها حال جهاز مكافحة الإرهاب، وكان الاتفاق الأولي أن يتم الانتهاء من التدريب عام 2020، بحيث يكون الجيش العراقي جيشاً متكاملاً لديه القدرة على صد أي عدو يحاول النيل من أراضيه، لكن الانسحاب ودخول داعش صيف 2014 أعاد الأمور إلى الصفر ونقطة البداية.
سؤال: ماذا يحتاج الجيش العراقي ليكون مؤهلاً للدفاع عن البلد ضد أي مخاطر أمنية؟
بابكر زيباري: "في الوقت الحالي من الصعب الاعتماد على الجيش كقوة وحيدة في الدفاع عن البلد، يحتاج إلى تدريب وتطوير، وبقاء التحالف الدولي سيساعده على إنجاز هذه المهمة، لكن شرط أن يسمح للتحالف بممارسة دوره لا أن يتم استهداف مقرات التدريب بصواريخ الكاتيوشا بشكل يومي، وهذا ما أدى إلى سحب العديد من البلدان قواتها من العراق للحفاظ على سلامة مقاتليها من البلد.
سؤال: كيف ترى تحركات تنظيم داعش في الفترة الأخيرة، وهل لديه القدرة على إعادة صفوفه مجدداً؟
زيباري: "داعش الآن استعاد قوته، وانتقل من مرحلة الدفاع إلى الهجوم وهم يعملون بستراتيجيات مختلفة، عناصره يظهرون في الليل بلباس التنظيم وفي النهار يظهرون بلباس المزارعين أو المهن الأخرى، ولم يعد يعتمد التنظيم على المقاتلين الأجانب، فاغلب عناصره هم من العراقيين ومن سكان المناطق التي يتواجد بها التنظيم في كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين، وهذه القوة اكتسبها التنظيم بفعل توقف ضربات التحالف الدولي التي كانت ترهق عناصر داعش وتجعلهم يختبئون في أماكنهم.
وبشأن رؤيته للوضع الأمني في كركوك والمناطق المتنازع عليها، وماهي الخطة لاستقرار تلك المناطق؟
أجاب الفريق زيباري، أن "الوضع في المناطق المتنازع عليها معقد جداً، تنظيم داعش يتحرك بسهولة تامة وينفذ هجماته ويتنقل بين المحافظات، وهذا كله نتيجة الفراغ الأمني الذي تركه انسحاب البيشمركة عام 2017، الوضع يحتاج إلى تكثيف التنسيق بين بغداد وأربيل، والذي من خلاله سيستقر الوضع بتلك المناطق، لآن داعش يستغل الفراغات بين الطرفين ويحاول من خلالها توسيع نفوذه".