الصفحة الرئيسية / قاض يجيب.. هل يمكن للزوجة طلب الطلاق بسبب مرض زوجها بكورونا؟

قاض يجيب.. هل يمكن للزوجة طلب الطلاق بسبب مرض زوجها بكورونا؟

رد القاضي ‏الخبير بشؤون الأحوال الشخصية مرتضى الغريباوي، حول موضوع شغل مواقع التواصل الاجتماعي بإن امرأة قدمت طلباً لإحدى محاكم الأحوال الشخصية في بغداد باستدعاء زوجها الذي يرقد في مستشفى ‏النعمان والحكم بالتفريق بينهما لإصابته بالفيروس واستحالة شفائه منه، حسب قولها.‏

وذكر الغريباوي، بإن "زوجة قدمت طلباً لإحدى محاكم الأحوال الشخصية في بغداد وانتشر في ‏مواقع التواصل الاجتماعي أنها تطلب من المحكمة استدعاء زوجها الذي يرقد في مستشفى ‏النعمان والحكم بالتفريق بينهما لإصابته بالفيروس واستحالة شفائه منه".

وقال، أن "المشرع العراقي أعطى الحق للزوج بإنهاء العلاقة بعد ‏أن يردد الصيغة الشرعية لإنهاء لعلاقة الزوجية بأشكالها المعروفة"، لافتا إلى إن "المشرع ‏أجاز للزوجين أيضا حق انهاء العلاقة الزوجية بطلب من القضاء وفق دعوى يقدمها إلى ‏المحكمة استنادا إلى المادة 40 من قانون الأحوال الشخصية".‏

وبين القاضي نص المادة (40) على أن "لكل من الزوجين طلب التفريق عند توافر احد الأسباب الآتية: ‏‏1- إذا اضر احد الزوجين بالزوج الآخر او بأولادهما ضررا يتعذر معه استمرار الحياة ‏الزوجية. ويعتبر من قبيل الأضرار، الإدمان على تناول المسكرات او المخدرات، على ان ‏تثبت حالة الإدمان بتقرير من لجنة طبية رسمية مختصة. ويعتبر من قبيل الأضرار كذلك، ‏ممارسة القمار في بيت الزوجية.... الخ".‏

ويرى الغريباوي أن "هذا النص القانوني متطور لأنه نص بوجوب التفريق على الضرر ولم ‏يحدد ماهية الضرر، لكنه اشترط تعذر استمرار الحياة الزوجية معه سواء أكان هذا الضرر ‏اصاب الزوجة أو الأولاد، وترك نسبة تحديد الضرر للمحكمة واجتهاد القاضي، وذكر حالات ‏على سبيل المثال منها الإدمان على المسكرات وهذا يجب أن يثبت بتقرير علمي طبي، وكذلك ‏ذكر على سبيل المثال ممارسة القمار في بيت الزوجية".‏

وتابع الخبير بشؤون الأحوال الشخصية، إن "هذا النص كونه مرناً وغير محدد فأن هذا يعزز إمكانية تطبيقه على كافة ‏الحالات المستجدة ومنها ظرف الوباء الحالي، فالزوجة بإمكانها تقديم دعوى تفريق لكن مسألة ‏قبولها أو ردها فيها نظر، فالأمر يحتاج إلى رأي فني طبي ويبقى تقدير الضرر عائدا إلى ‏المحكمة، فأن ثبت هذا المرض يسبب ضررا".

وأكمل أن "الزوجة تمت إحالتها إلى لجنة طبية متخصصة بغية الكشف عنها، وبعد الكشف ‏أوضح الرأي الفني أن المرض لا يؤثر على استمرار الحياة الزوجية إذا ما استعملت المريضة ‏عقارا طبيا متوفرا، ثم أصدرت المحكمة قرارا برد الدعوى".‏

وتشير الإحصاءات العالمية إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الطلاق منذ تفشي الجائحة في يوهان ‏الصينية بداية العام الحالي، إلا أن المتخصصين أرجعوا ذلك إلى حالة الإغلاق العام التي ‏يعيشها العالم والحجر المنزلي المتبع في أغلب البلدان ما يشكل توترا عائليا وخلافات بين ‏الأزواج، إلا أن أحدا لم يتوقع أن إصابة أحد الزوجين بالفيروس قد يكون سببا للطلاق!.‏

وتذكر الزوجة في طلبها الذي قدمته لإحدى محاكم الأحوال الشخصية في بغداد وانتشر في ‏مواقع التواصل الاجتماعي أنها تطلب من المحكمة استدعاء زوجها الذي يرقد في مستشفى ‏النعمان والحكم بالتفريق بينهما لإصابته بالفيروس واستحالة شفائه منه، كما تعبر.‏

وبعيدا عن قبول أو رد دعوى التفريق التي تقدمت بها هذه الزوجة، كيف ينظر القضاء لمثل ‏هذه الدعاوى من الناحية القانونية؟

للزوج الآخر بشكل يتعذر معه استمرار الحياة ‏الزوجية فالمحكمة تسير بإجراءات الدعوى واذا ثبت علميا العكس فترد الدعوى".‏

وعن الأمثلة التطبيقية أو الحالات المشابهة، يستذكر الغريباوي دعوى تفريق بالاستناد إلى ‏المادة 40/ أولا من قانون الأحوال الشخصية "أقامها زوج يزعم أن قرينته مصابة بالتهاب ‏الكبد الفيروسي من النوع الشديد المعدي، بما يشبه حالة الفيروس المستجد".‏

24-08-2020, 13:56
العودة للخلف