بغداد اليوم- متابعة
أطلق مركز مراقبة الأمراض والسيطرة عليها الأميركي "CDC"، أخيرا، تحذيرا من تفشي أمراض تهدد صحة الأطفال خلال الأشهر المقبلة.
ويتخوف المركز من انتشار التهاب النخاع الرخو الحاد "AFM"، الذي ينشط كل عامين خلال الفترة بين أغسطس ونوفمبر. وتكمن خطورته في التسبب بشلل الأطفال، وفق موقع "ذا هيل".
ويوضح تقرير لموقع "مايو كلينك" أن التهاب النخاع الرخو الحاد يعتبر من الحالات النادرة التي تصيب الأعصاب في الحبل الشوكي، وهي عادة ما تصيب الأطفال، فيعانون من ضعف مفاجئ بالذراعين والساقين.
خلال ذروة الإصابات في الولايات المتحدة في عام 2018، رصد "CDC" تسجيل 238 حالة إصابة بهذا المرض لدى أطفال.
هذا الالتهاب رغم أنه نادر الحدوث، ويتفشى كل عامين، إلا أن على الأهل والأطباء التعرف عليه ورصد إصاباته لدى الأطفال بشكل سريع خلال أيامه الأولى، خاصة وأن عدم التنبه له قد يؤدي إلى الشلل الدائم، أو فشل الجهاز التنفسي بما يهدد حياة الأطفال.
مركز مراقبة الأمراض يقول إنه إذا شعرت أن طفلك يعاني من ضعف مفاجئ في الذراع أو الساقين، يجب اخضاعه للرعاية الطبية فورا، ويمكن أن تترافق هذه الأعراض مع الحمى والألم والصداع أو التنمل في الأطراف، وصعوبة في المشي أو التحدث أو البلع.
وما سيجعل مهمة الأطباء صعبة خلال العام الحالي، أن هذا المرض يمكن أن يتفشى خلال موسم الإنفلونزا، والتي تتزامن مع جائحة كورونا المستجد، ما يعني أن مهمة التعرف على أعراضه ستكون صعبة.
في عام 2018، كان غالبية الأطفال المرضى يعانون من صعوبات تنفسية أو حمى، وبعدها ضعف في الأطراف، قبل أن يستطيعوا التعرف على المرض، الأمر الذي يجعل العلماء يعتبرونه من الأمراض التي لا تزال تشكل التغيرات التي تطرأ عليها نوعا من الألغاز.
الطبيب توماس كلارك، من مركز السيطرة على الأمراض الأميركي، يقول "لقد تعلمنا الكثير عنه، ولكن لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه عنه أيضا"، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا يزال ارتباطه بأعراض تتعلق بالجهاز التنفسي لغزا، خاصة وأنها في بدايتها لا ترتبط بأي علاقة بأعراض عصبية.
موقع مايو كلينك الطبي يشير إلى أن الإصابة بهذا المرض قد تحدث لأسباب مختلفة، منها الإصابة بفيروس شلل الأطفال أو فيروسات معوية.
الأطفال الذين يصيبهم هذا المرض، بعضهم يتعافى، وبعضهم الآخر تحصل معه مضاعفات، إذ تتم معالجته إذا اكتشف في بداياته على يد أطباء مدربين مختصين بالأعصاب.
وللوقاية من التهاب النخاع الرخو الحاد، فقد يكون من المفيد تطعيم الطفل ضد فيروس شلل الأطفال وفيروس الإنفلونزا، وحمايته من التعرض للسعات البعوض التي يمكن أن تنقل له فيروس غرب النيل.
كما يجب تعويد الأطفال على غسل أيديهم بشكل متكرر، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة خلال الأوقات الحالية، والتباعد الاجتماعي، وذلك للحد من مخاطر إصابتهم بأية فيروسات، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا.