الصفحة الرئيسية / المواطن يشكو قلّة الكهرباء في ظل الحجر المنزلي.. ودرجات الحرارة تُزيد المعاناة

المواطن يشكو قلّة الكهرباء في ظل الحجر المنزلي.. ودرجات الحرارة تُزيد المعاناة

بغداد اليوم-بغداد

ينقطع تيار الكهرباء، ويزداد سخط الشارع العراقي على الحكومات المتعاقبة، التي عجزت عن إيجاد حلٍ لتوفير الطاقة الكهربائية على الرغم من وجود ميزانيات وُصفت بـ "الانفجارية"، لكن المشكلة بقيت قائمة في ظل تواجد الفساد بمؤسسات الدولة، بحسب رأي المختصين.

الأمر الذي جعل لجنة التحقيق بعقود الكهرباء برئاسة حسن الكعبي النائب الاول لرئيس البرلمان، تطالب، الوزارة بتزويدها التعاقدات المُبرمة والشركات المنفذة منذ 2003 ولغاية تموز 2020.

مشكلة الكهرباء في هذا الصيف تختلف عمّا سبقتها من الأعوام الماضية، بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في البلاد، ومع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين، لجأ أغلب الذين اُصيبوا بالعدوى إلى حجر أنفسهم بالمنازل، ولكنّهم يعانون من عدة أضرار لحقت بهم، وأضرار أخرى يتخوفون من أن تلحق بهم في الوقت القريب.

المصاب بفيروس كورونا الذي يحجر نفسه داخل المنزل، يعاني من مشكلة قلة الكهرباء، إضافة إلى مشكلة نقص الأوكسجين وصعوبة إيصاله وتوفيره، لولا جهود بعض التجمعات "الإنسانية" التي توفر الأوكسجين للمصابين، لمساعدتهم بمواجهة شدة المرض، ومن بين المشاكل التي يخشون أن تلحق بهم مستقبلاً، هي إصابة ذويهم بالفيروس التاجي، وانتشار العدوى داخل المنزل.

درجات الحرارة مرتفعة، وكهرباء قليلة، ومصابون متواجدون بمنازلهم، وكل ما ذُكر، يساهم بتفاقم أزمتهم الصحية، خصوصاً وأن المريض بالفيروس التاجي، "يحتاج إلى الراحة" بحسب كلام المختصين.
مشكلة الكهرباء هذه السنة ليست كسابقها، لأن الأزمة هذه الفترة من الممكن أن تتسبب إضافة إلى التظاهرات الغاضبة، بوفيات بعض المصابين بالفيروس التاجي، لصعوبة التنفس في ظل الأجواء الحارة بالبلاد العراقية، خصوصاً مع توقعات ارتفاع درجات الحرارة في الأيام القريبة المقبلة، بحسب ما أكده المتنبئ الجوي صادق عطية.

عطية كتب منشوراً على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قال فيه، إن "أجواء رطبة ومرهقة وشديدة الحرارة تعيشها اغلب مدن الجنوب، وكافة المدن ابتداء من يوم الجمعة المقبل".

ويضيف المتنبئ الجوي، أن "التوقعات تشير إلى استمرار موجة الرطوبة في الاجواء ستستمر لغاية منتصف الاسبوع المقبل على أقل تقدير".

ويتابع عطية قائلاً: "اعتباراً من يوم الجمعة، ستشهد البلاد ارتفاعا حادا بدرجات الحرارة في كافة المدن، وثبات التوقعات بموجة شديدة الحرارة تتجاوز فيها درجات الحرارة حاجز الـ 50 درجة مئوية في جنوب ووسط البلاد واقل قليلا في الشمال والغربية"، مبيناً أن "هذه الموجة ستستمر لنهاية شهر تموز ثم تنخفض قليلا، وهي أقوى وأطول موجة حارة تتعرض لها البلاد".

وعلى الرغم من دعوة صادق عطية إلى عدم التعرض للإشعاع الشمسي، لأنه يعرض العاملين لمخاطر صحية، إلا أن المواطنين أصروا على تحمل درجة الحرارة، والخروج بتظاهرات تطالب بتوفير الكهرباء لهم، لأنها تزيد من معاناتهم، خصوصاً في ظل فترة الحجر الصحي، والحالة الصحية التي تعصف بالبلاد.

وخرج عدد من المواطنين بعدد من محافظات العراق، بتظاهرات تطالب بحل مشكلة الكهرباء وتوفيرها لهم، حيث أقدم عدد من المتظاهرين إلى إغلاق بعض محطات الكهرباء في محافظات جنوبية، احتجاجاً على قلة ساعات تجهيز الكهرباء.

ومع ما ذُكر، يبدو أن حكومة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، تسعى لحل مشكلة توفير الطاقة الكهربائية هذا العام، خصوصاً بعد توجه الأنظار صوب الخليج، وأيضاً عقد الاتفاقيات مع إيران لحل المشكلة.

وكان  الكاظمي قد أكد، الخميس (16 تموز 2020)، خلال لقائه وفداً من شركة سيمينس الألماني، أن "الحكومة عازمة على معالجة ملف الكهرباء في العراق، الذي يعد من الملفات المهمة، حيث تبذل الحكومة جهودا كبيرة لمعالجته، لاسيما وأن قطاع الكهرباء يعد محركا أساسيا لتنمية الاقتصاد والنهوض بالقطاع الصناعي وباقي القطاعات".

ليس هذا فقط، بل إن وزير الطاقة الايراني، رضا اردكانيان، أعلن التوصل لاتفاق مع نظيره العراقي، ماجد حنتوش، على إبرام عقدين في مجال تحسين وتطوير صناعة الكهرباء في العراق، بعد زيارة حنتوش لطهران مع الوفد المرافق لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، "أنباء فارس"، أن "اردكانيان، أوضح بعد لقائه حنتوش، أن العقدين يتعلقان بالحد من التلف بشبكة توزيع الكهرباء في محافظتي النجف، وكربلاء، وتصليح محولات التوزيع في هذا البلد الجار"، مشيراً إلى "التوصل لاتفاق نهائي بخصوصهما وسيتم توقيعهما".

وحول مستحقات توريد الكهرباء للعراق، بيّن الوزير الإيراني، أنه "تم الاتفاق على دفع جزء من مستحقات شركة (توانير) لتوليد ونقل وتوزيع الكهرباء الايرانية بدءا من نهاية شهر يوليو/تموز الجاري".

وقبل أن تُعقد الاتفاقية المذكورة آنفاً، كان من المفترض أن يزور الكاظمي، المملكة العربية السعودية لبحث العلاقات بين البلدين، إلا أن تعرض الملك سلمان بن عبد العزيز لوعكة صحية، ساهم بتأجيل زيارة الكاظمي للمملكة، لتتقدم زيارته إلى طهران بدلاً عن الرياض.

وأبدت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي استعدادهما لمساعدة العراق بتوفير الطاقة الكهربائية، وتقديم الدعم له بمواجهة أزمة الكهرباء، بحسب ما أكده المستشار الاقتصادي، الخبير النفطي العالمي السعودي، محمد الصبان، يوم السبت الماضي.

الصبان قال في مقابلة متلفزة، إن "الربط الكهربائي مهم في ظل الازمة التي يمر بها العراق، لأنه يحتاج إلى 23 الف ميكاواط على الاقل لتأمين الكهرباء لمواطنيه، بينما المنتج لا يزيد عن 13 الف ميكاواط".

ولفت إلى أن "تجربة العراق مع ايران في ملف الكهرباء لم تأتِ بنتائج جيدة، بل انفقت مليارات الدولارات وبقيت الامور دون حل".

ويتابع الخبير النفطي السعودي قائلاً، إن "السعودية ودول مجلس التعاون مستعدون لتقديم كهرباء بفارق سعري جيد للعراق، وبسعر بـ 2 سنت بالنسبة للوحدة الكهربائية الواحدة، ومشاريع الكهرباء المتقدمة في دول الخليج العربي مكنتها من انتاج الكهرباء بكلف قليلة وتوفيرها بأسعار تنافسية".

22-07-2020, 12:47
العودة للخلف