بغداد اليوم - بغداد
أكد عضو كتلة سائرون النائب رياض المسعودي ان انهيار سعر صرف التومان الايراني مقابل الدولار فضلاً عن قرارات اخرى اتخذها العراق مؤخراً دقت ناقوس الخطر في ايران ودفعت وزير خارجيتها لزيارة العراق.
وقال المسعودي في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) إن "إيران ترتبط بعلاقات غير تقليدية مع العراق وهي بحاجة إلى نشاط اقتصادي عالي المستوى مع العراق، حجم التبادل يقترب من 12 مليار دولار سنويا ويشكل 25٪ من حجم الصادرات الايرانية وطهران لا تريد أن تخسر السوق العراقية وهي تخشى من دخول دول لملء الفراغ الذي قد يحدثه تراجع صادراتها".
واضاف ان "واحداً من أسباب زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى العراق هو أن التومان الإيراني شهد انخفاضاً حادا في الأيام الآخيرة وإغلاق المنافذ مع إيران وقيام الكاظمي بزيارات خاطفة للمنافذ الحدودية دق جرس الانذار من احتمالية ان يؤثر الأمر على تدفق البضائع الايرانية".
وزاد إن "إيران تخشى من تأثر مصالحها الاقتصادية في العراق ومن بينها ملفي تصدير الغاز والكهرباء لذلك جاء ظريف للحصول على ضمانات وتطمينات من الحكومة العراقية وزيارته للإقليم تنصب بهذه الإتجاه أيضاً لإن إيران تخشى خسارة مليارات الدولارات التي تدخل إليها جراء تصدير الغاز والكهرباء".
وفيما يتعلق بما يدور الحديث بشأنه من احتمالية قيادة العراق لوساطات مع دول اقليمية أكد المسعودي إن العراق لن يكون وسيطا بين ايران والسعودية او بين أميركا وايران لأنه لا يرغب بذلك، هذه الدول تمتلك قنوات تواصل مباشر والرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق وصرح انه لا يحتاج إلى وسيط لترتيب علاقات مع إيران".
ولفت اى ان "تحالف سائرون لا يدعم ان يكون العراق ساعي بريد ووسيطا مع أي من الدول، نريد صناعة قرار عراقي بعيد عن التجاذبات يحافظ على السيادة العراقية".
وأكد ان "العراق يسعى للحصول على امتيازات اقتصادية من الدول الصديقة خصوصا في موضوعي الطاقة والازمة الاقتصادية وأن رغبت بذلك تلك الدول فأن قنوات الحوار مفتوحة معها".
ولفت الى ان "هناك 4 دول تؤثر على الملف العراقي بشكل مباشر هي إيران والسعودية وتركيا والولايات المتحدة والكل يسعى لضمان مصالحه وعلى الكاظمي ان يستثمر الظرف ويرتب أوراق السياسة العراقية بما يضمن تحقيق مكاسب للبلد وان لا يكون طرفا في اي نزاع".
واشار الى ان جائحة كورونا وانخفاض اسعار النفط وتقليل صادرات العراق لما فوق المليون برميل أحرج العراق في علاقاته التجارية مع دول الجوار كتركيا وايران والولايات المتحدة وينبغي على الكاظمي استثمار حاجة إيران ودول اخرى مجاورة للسوق العراقية في تدعيم العلاقات والحصول على استثمارات وخلق توازن في التبادل التجاري".
وزار ظريف العراق امس وأكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين على متانة العلاقة مع بلاده وسعيها الى تفعيل عدد من الاتفاقيات المشتركة.
ولفت إلى أن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين يمكن أن تتطور لما فيه مصلحة البلدين"، مشيراً إلى أن "إيران ستتابع ملفات الملاحة والحدود المائية والربط بين سكك الحديد بين البلدين".
والتقى وزير الخارجية الايراني رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي والنواب محمد الحلبوسي.
وأكد الكاظمي خلال لقائه ظريف "أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وإيران وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن العمل المشترك من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها".