بغداد اليوم- بغداد
في ظل ما يطرح في وسائل الاعلام حول وساطة عراقية محتملة يقودها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بين ايران والسعودية، خرج عدد من النواب من كتل وتوجهات مختلفة بآراء متناقضة فمنهم من يرى ان الكاظمي قادر على كسر صمت الحوارات بخصوص الصراع الايراني-السعودي وفتح باب المحادثات بين مختلف الاطراف، فيما يرى اخرون ان العراق لا يستطيع لعب دور الوسيط كونه بلد يعاني بالأساس من تدخلات خارجية كثيرة ومتعددة.
لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان: الكاظمي غير محسوب على ايران او السعودية وهو قادر على الوساطة
يرى عضو لجنة الخارجية النيابية في البرلمان العراقي النائب مثنى امين، بان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، قادر على لعب دور الوساطة بين ايران والسعودية لتخفيف التوتر الحاصل في المنطقة، والذي تسبب للعراق بخسائر اقتصادية وسياسية كبيرة.
وقال امين لـ(بغداد اليوم)، ان "العراق بمثابة الجسر بين ايران والسعودية جغرافيا، ومن مصلحته تخفيف التوتر في المنطقة"، وفيما لفت الى ان "العراق دفع ضريبة التوترات بين طهران والرياض"، بين ان رئيس الوزراء قادر على لعب دور الوساطة في هذا المجال لخدمة العراق.
واضاف ان "الكاظمي لا يتحمل كامل ملف تخفيف التوتر بين الجانبين، كون السعودية وايران يمكنهما ايصال رسائلهم لبعض".
ونبه الى ان "الكاظمي ليس محسوباً على ايران، وليس ضدها، كما انه ليس محسوبا على السعودية او اي من دول الخليج وبالتالي فأن الأمر يعطيه الامر اولوية في ممارسة هذا الدور بالاضافة الى كونه رئيس وزراء العراق الدولة الفاعلة والمؤثرة في المنطقة".
واشار امين الى ان "تخفيف التوتر بين ايران والسعودية من مصلحة العراق، لانه دفع ضريبة كبيرة وسيدفع لاحقا اذا بقي التوتر والتوجس".
قيادي بتحالف الفتح: وساطة العراق ’’ضجة اعلامية’’ فقط!
من جانبه علق القيادي في تحالف الفتح، غضنفر البطيخ، على زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف هذا اليوم إلى بغداد، فيما رأى أن العراق لا يستطيع لعب دور الوسيط بين طهران والرياض.
وقال البطيخ لـ(بغداد اليوم)، إن "ظريف لم يحمل معه اي رسالة تفاهم تؤكد استعداد ايران للتفاهم مع السعودية ودول الخليج وفتح صفحة جديدة بوساطة عراقية وفق ما يقال حالياً من بعض السياسيين ووسائل الاعلام، خصوصا وأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لم يمضِ على توليه رئاسة الحكومة إلا شهرين".
واضاف أن "العراق لا يمكنه لعب دور الوسيط بين طهرا والرياض، في ظل وجود دول اخرى قادرة على تأدية هذا الدور".
وتابع البطيخ أن "الحديث عن وساطة عراقية، مجرد تسريبات إعلامية لا صحة لها في الواقع".
الى ذلك علق عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ملحان المكوطر، على وجود معلومات عن تقديم طلب ايراني، خلال الزيارة التي يجريها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الى بغداد لايجاد وساطة عراقية مع السعودية، مع قرب زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى الرياض.
وقال المكوطر لـ(بغداد اليوم)، ان "زيارة الكاظمي الاقليمية، بعد استقباله وزير الخارجي الايراني محمد جواد ظريف، امر موضوع منذ فترة وقدوم ظريف الى العراق مع قرب زيارة الكاظمي الى السعودية ليس بصدفة".
وبين انه "لغاية الآن لم نطلع على برنامج زيارة الكاظمي الى السعودية او ايران، خصوصاً ان بعض فقرات البرنامج يتم الاتفاق عليها مسبقاً"، مضيفاً انه "لم تصل الينا اية معلومات عن وجود طلب ايراني بوساطة عراقية بين طهران والرياض".
وأضاف، أن "أكثر من 10% من الموظفين في الدولة العراقية، فضائيون، ومزدوجو الرواتب والوضع الاقتصادي سيئ ونعمل على تقويته خلال موارد غير نفطية، مؤكدا أنه، لا يمكن تحميل حكومة الكاظمي ما يمر به العراق من مشاكل مالية".
ماذا جرى بين ظريف وصالح والكاظمي اليوم في بغداد
وأكد رئيس الجمهورية برهم صالح، لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن العراق يولي اهمية كبيرة لسيادته وعدم التدخل بشؤونه الداخلية.وقال المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "صالح استقبل في قصر بغداد، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق له".
واضاف البيان أن "رئيس الجمهورية أكد عمق الروابط التاريخية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وضرورة توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة"، مشدداً على "حرص العراق ليكون عامل استقرار ومركزاً لتلاقي المصالح المشتركة لدول المنطقة وبما يرسخ السلم والأمن الإقليمي".
وأشار رئيس الجمهورية، بحسب البيان إلى أن "المنطقة بحاجة لبناء علاقات متوازنة وتفاهم وتنسيق مشترك ورؤية واضحة للوصول إلى حلول جذرية للأزمات والتوترات من خلال الاعتماد على الحوار البنّاء والصريح بين جميع الأطراف الدولية".
وشدد صالح على "أن العراق يولي أهمية لحماية سيادته وأمنه واستقراره ويتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، مشيداً بمواقف "الجمهورية الإسلامية ودعمها للعراق لاسيما في مجال محاربة الإرهاب ومواجهة عصابات داعش".
من جهته أعرب وزير الخارجية عن "رغبة بلاده بتوسيع آفاق التعاون والتنسيق الثنائي، ومساندتها للعراق في مختلف الصعد"، مشيراً إلى "أهمية تعزيز العلاقات بين دول المنطقة من أجل دعم الاستقرار ومواصلة مكافحة الإرهاب".
ولفت البيان إلى أن "اللقاء جرى خلاله بحث آخر المستجدات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي وسبل تعزيز فرص السلام والاستقرار".
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، كشف المكتب الإعلامي، لرئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، تفاصيل الملفات التي بحثها رئيس الوزراء مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال استقباله في العاصمة بغداد.
وذكر المكتب في بيان تلقته (بغداد اليوم) أنه "أجرى مباحثات مع الوفد الزائر حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المجالات".
وأضاف، "نقل ظريف إلى رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اهتمام إيران على أعلى المستويات بزيارته المرتقبة الى إيران، لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين".
وأكد الكاظمي، "خلال اللقاء، أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وإيران وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن العمل المشترك من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها".
واضاف أن "العراق يسعى الى تأكيد دوره المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم في المنطقة، بما ينعكس إيجاباً على كل شعوبها بالمزيد من الاستقرار والرفاه والتنمية المستدامة".
من جانبه أشار ظريف، الى أن "إيران تتطلع الى مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات مع العراق ، والتوجه لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في مختلف القطاعات".