بغداد اليوم- بغداد
يعد إجراء اختبارات للتحقق من وجود فيروس كورونا لدى شخص ما، أمرا أساسيا لكبح جماح انتشار الوباء في دول العالم والعراق بشكل خاص، نظرا لأن هذه هي الطريقة الوحيدة (بحسب مختصين)، التي يمكن لنا من خلالها كشف عدد من أصيبوا بالفيروس، أو من يمكنهم نقله للآخرين، ومنذ ارتفاع عدد الاصابات لما فوق الـ 500 يومياً تشهد المحافظات العراقية تأخراً واضحاً في اعلان نتائج الفحوصات، الامر الذي يهدد بتحول تلك المحافظات الى بؤر ’’خفية’’ و غير محددة للفيروس المميت.
ويعود تأخر اعلان نتائج فحوصات فيروس كورونا إلى الكثير من العوامل، من بينها توقيت الرغبة في إجراء الاختبار، وتوافر المواد اللوجستية اللازمة له، بجانب التعقيد الذي يكتنف مسألة جمع العينات، ومدى إمكانية الحصول على المواد الخام والتجهيزات الضرورية لعملية الفحص، فضلا عن وجود الخبرات الضرورية للقيام بها بشكل دقيق.
الديوانية تستعين بالنجف ’’المبتلية’’ بالوباء وصحة المثنى ’’خارج الخدمة’’ تماماً
محافظة الديوانية، التي سجلت ارقاماً كبيرة بعدد الاصابات بفيروس كورونا مقارنة بعديد سكانها، واسرعت حكومتها المحلية بفرض اجراءات مشددة للحد من انتشار الجائحة، استعانت اخيراً بمحافظة النجف المبتلية هي الاخرى بانتشار الفيروس للكشف عن مصابي المحافظة.
وفي حديث لـ(بغداد اليوم)، قال محمد العادلي، مدير إعلام صحة محافظة الديوانية ان "المختبر الوحيد الموجود في المحافظة لفحص عينات المشتبه باصابتهم بفيروس كورونا لم يحصل حتى الان على اعتماد من قبل وزارة الصحة".
واضاف: "ننتظر وصول كتاب الاعتماد في هذه الايام".
واردف "ان عدم وجود مختبر معتمد من الصحة في محافظتنا، يدفعنا لارسال نماذج العينات لمختبر الصحة في النجف".
ولفت "ولحصول ضغط كبير على مختبر النجف بسبب تزايد اعداد المصابين فيها، اعتذرت ادارة المختبر عن استلام اي نماذج من الديوانية".
وقال "لذلك نضطر لارسال العينات للمختبر المركزي في بغداد، ولان في العاصمة الاف الفحوصات فان النتائج عادة ما تتأخر".
وبين "نحن في مختبر الديوانية نقوم بفحص العينات، لكن النتائج تحتاج لمطابقة من مختبر الصحة المركزي".
اما في محافظة المثنى، التي تعاني منذ سنين اهمالا في الخدمات المقدمة على المستويات كافة، فأن دائرة صحتها باتت ’’خارج الخدمة’’ بالنسبة لفحص العينات المشتبه باصابتها بكورونا، بعد تعطل ’’المفراس’’ الوحيد في المحافظة، ونفاد نماذج التحليلات الخاصة بالكشف عن الاصابات بكورونا.
مصدر في صحة المثنى قال لـ(بغداد اليوم)، ان "السبب في تأخر نتائج الفحص وتكدس حالات الاشتباه بكورونا يعود لنفاد نماذج التحليلات (الكتات ) بمختبر الصحة العامة في المحافظة".
واضاف "كما ان عطل جهاز المفراس الذي يعتمد عليها الاطباء في المحافظة بفحص المصابين بنسبة 95٪هو السبب الاخر".
مسؤول بالصحة يخرج بمعلومات صادمة: الاصابات فوق المعلن عنه بالعشرات
وفي السياق ذاته، كشف عضو خلية الازمة الصحية في العاصمة بغداد/ الرصافة د.عباس الحسيني، عن تفاصيل صادمة تخص عدد الاصابات الحقيقي بكورونا، مبينا كذلك اسباب تأخر اعلان نتائج المسحات في بغداد ايضاً التي سجلت فيها الاعداد الاكبر للاصابات في العراق منذ ظهور الجائحة في شباط الماضي.
وقال الحسيني في حديث لـ(بغداد اليوم)، ان "العراق وصل الى مرحلة تجاوزت تشخيص الاصابات بفيروس كورونا بالفحص المختبري، بل اصبح التشخيص بالفحص السريرين اي مراجعي المستشفيات، فالعراق وصل الى حالة الى ذروة جداً عالية في الفحوصات، ولهذا المختبرات تتأخر بإعلان المسحات لأيام طويلة، فهناك زخم كبير على اجراء الفحوصات، فوق القدرة الاستيعابية".
وبين ان "الارقام المعلنة بشكل يومي للإصابات بفيروس كورونا، غير حقيقة قياساً بالواقع، والرقم الحقيقي أكثر من الرقم المعلن بعشرات المرات او اكثر من ذلك، فهناك الكثير من المواطنين لا يجرون اية فحوصات وهم مصابون دون ان تظهر على غالبيتهم اية اعراض، ولهذا هناك ارقام مخيفة بالإصابات تسجل بشكل يومي".
نقابة الاطباء: ارقام الاصابات المعلنة يومياً تقل عن الواقع بنسبة 90%
بدوره أكد المتحدث باسم نقابة الأطباء د. جاسم العزاوي، ان الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة كإحصائيات للموقف الوبائي اليومي الخاص بفيروس كورونا تقل بنسبة 90% عن ما موجود على ارض الواقع فيما تحدث عن مشكلة عدم القدرة على اجراء مسحات لملامسين في بعض مستشفيات بغداد.
وقال العزاوي في مقابلة متلفزة تابعتها ( بغداد اليوم ) إن " هناك مشكلتان تسببتا بارتفاع عدد الاصابات بكورونا لدى الملاكات الطبية الأول جاءت بسبب استقبال جميع الحالات المرضية في ردهات الطوارئ وكان المفروض ان يقتصر استقبال الحالات المشتبه اصابتهم بكورونا في مستشفيات مهيئة لهذا الغرض وان لا تفتح ابواب جميع المستشفيات للتعامل من لديهم اعراض الفيروس".
وأضاف ان " المشكلة الأخرى هي قلة التجهيزات الطبية لتلك الملاكات بسبب عدم وجود اموال طوارئ لدى وزارة الصحة التي تعتمد حالياً على اموال التبرعات لتزويد تلك الملاكات بأدوات مواجهة كورونا" مشيراً الى ان " نقابة الاطباء سجلت اصابة ووفاة اكثر من 300 شخص من الملاكات الطبية وبعضهم الآن في حالة حرجة".
وحذر من ان " الفترة القادمة ستكون بالغة الحراجة في مواجهة كورونا والنظام الصحي يقف حالياً على حافة الانهيار بسبب تصاعد مستوى الإصابات".
وبين أنه " من خلال المتابعة السريرية ومشاهدات نقابة الاطباء وجدنا ان ارقام الاصابات الحقيقية الموجودة على ارض الواقع أكثر بعشرات المرات عن التي سجلتها وزارة الصحة، عدد الاصابات الحالي الكلي مضروب في عشرة هو عدد الاصابات الحقيقي في العراق والسبب ان قدرة وزارة الصحة على اجراء الفحوصات لا تتناسب مع الحاجة الفعلية".
ولفت الى ان " بعض المستشفيات ابلغت مراجعيها ممن يشتبه اصابتهم بكورونا بأنها لا تمتلك مسحات وطلبت منهم العودة لاحقاً ، الوضع لا يسمح ابداً بهكذا تباطؤ".
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة اليوم، تسجيل 60 حالة وفاة و 1385 اصابة بكورونا في اعلى حصيلة وفيات واصابات تسجل بيوم واحد منذ دخول الوباء الى العراق.
ومنذ الخامس من حزيران الجاري، يسجل العراق معدل إصابات لا يقل عن الألف يومياً ارجعته وزارة الصحة العراقية لسببين الأول هو عدم التزام المواطنين بالوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي فيما ارجعت الثاني لزيادة قدراتها التشخيصية بعد ارتفاع عدد الفحوص اليومية لأرقام تقل عن العشرة الاف ، فيما كان العراق يسجل معدل إصابات يقل عن 100 يومياً حتى تاريخ 13 أيار الماضي.
وبتاريخ السابع من حزيران الجاري سجل العراق اعلى حصيلة يومية سابقة لعدد الإصابات وبلغت 1268 فيما شهد الـ 14 من حزيران تسجيل اعلى حصيلة سابقة للوفيات وبلغت 58 حالة.