بغداد اليوم _ متابعة
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا سلطت فيه الضوء على المباحثات الستراتيجية العراقية الاميركية التي انطلقت مؤخرا، فيما عدتها بأنها ستؤدي الى تمديد سلسلة علاقات الطرفين الثنائية المشتركة.
وذكرت الصحيفة، أنه "بعد سبعة عشر عاما من الغزو الاميركي للعراق، انطلقت المباحثات الستراتيجية العراقية الاميركية الاكثر ترقبا التي ستؤدي الى تمديد سلسلة علاقتهما الثنائية المشتركة"، مشيرة الى انه "في وقت تركز المباحثات على مدى واسع من القضايا، تضع واشنطن قضية مستقبل تواجد قواتها في البلد كأولوية في وقت تركز بغداد على الجانبين العسكري والازمة الاقتصادية التي تلم ببلدها".
وأضافت ان "الولايات المتحدة تعهدت بالاستمرار بسحب وتقليص عدد قواتها في العراق ببيان مشترك صدر مساء الخميس بعد شروع البلدين بمباحثات حول مستقبل علاقتهما الستراتيجية".
وجاء في بيان مشترك للبلدين "اقر البلدان انه في ضوء التقدم المتميز بشأن التخلص من تهديد تنظيم داعش الارهابي، ستواصل الولايات المتحدة الاميركية خلال الاشهر المقبلة تقليص عدد القوات المتواجدة في العراق". واكد المسؤولون الاميركان ايضا انهم لا يسعون الى اقامة قواعد دائمة او تواجد عسكري دائمي في العراق.
وتابعت "واشنطن بوست"، أن "لدى الولايات المتحدة ما يقارب من 5,200 جندي اميركي في العراق كجزء من قوات التحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم داعش. التنظيم ما يزال يشكل تهديدا في العراق رغم الحاق الهزيمة به وطرده من الاراضي التي كان يحتلها للفترة ما بين 2014 الى 2017".
واشارت الى ان "مغادرة قوات التحالف بدأت خلال الاشهر الاخيرة، رغم ان عدد القوات التي تم اعادة نشرها خارج العراق ما يزال غير واضح لحد الان، ولم يرد هناك اي حديث عن موعد بدء الجولة الثانية من الانسحابات وكيف".
وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى، ديفد شينكر، خلال ايجاز صحفي له الجمعة ان الجلسة كانت "مثمرة"، مشيرا الى انه لم يكن هناك نقاش عن موعد زمني محدد لانسحاب القوات الاميركية وان الحكومة العراقية تعهدت بالسيطرة على الاوضاع ووحدة الاجهزة الامنية.
واضاف شينكر قائلا "ما نريده هو ان تكون هناك اتفاقية امنية ثنائية قوية مع العراق، تتمثل بالتدريب وتجهيزه باسلحة ذات مواصفات عالية وتدريبات مشتركة. نريد ان نساعد العراق في الحاق الهزيمة الحتمية بداعش وتحقيق الاستقرار لديه".
ولفتت الصحيفة، الى ان "المباحثات، التي استهلت باجتماع بين المشاركين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من المتوقع لها ان تستمر لعدة اشهر قادمة. حيث اتت في اعقاب توترات حادة نجمت عن الضربة الجوية الاميركية في كانون الثاني التي تسببت بمقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي برفقة نائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقرار البرلمان العراقي ردا على ذلك بطلب اخراج القوات الاميركية، والذي وضع حكومة مصطفى الكاظمي تحت ضغط لتسوية ذلك الطلب بدون المجازفة بترك فجوة قد تستغل من قبل تنظيم داعش. ومن المتوقع ايضا ان يكون موضوع توسع نفوذ ايران في العراق احد النقاط المهمة في المباحثات".
واوضحت، أنه "من ناحية اخرى فان العلاقات بين البلدين تحسنت اكثر منذ تولي رئيس الوزراء الجديد مقاليد الحكم في العراق الشهر الماضي، مسجلا بذلك صفحة جديدة من العلاقات الثنائية عقب استقالة عادل عبد المهدي الذي شهدت مرحلته فتورا في العلاقات بين البلدين".
وأكدت "واشنطن بوست"، أن "الكاظمي ورث ازمات من عدة جبهات، من ابرزها ازمة الاقتصاد المترنح بعد هبوط حاد باسعار النفط العالمية التي تركت العراق في ازمة مالية يحاول فيها جاهدا تسديد مرتبات شهر حزيران لملايين من متقاعدين وموظفين حكوميين، فضلا عن حالات تفشي وباء فايروس كورونا التي بدأت بالتصاعد مؤخرا مع حظر حكومي للتجوال هدد قوت عيش ملايين من عوائل عراقية تعتمد على العمل اليومي لتوفير لقمة العيش".
وقال شينكر خلال مؤتمر صحفي الجمعة متحدثا عن دعم الحكومة العراقية "لقد اوضحنا باننا سنستمر بدعم الحكومة العراقية، ليس فقط عبر علاقات ثنائية مقربة ولا يقتصر هذا الدعم على المستوى الامني والسياسي فقط، بل ايضا المساعدة في انجاز برنامج الحكومة والاصلاحات التي طالب بها الشعب العراقي، وبخصوص هذه الاصلاحات سندعم الحكومة الجديدة عبر مؤسسات مالية دولية لمساعدتها في مواجهة تحدي وباء كورونا وتراجع عوائد النفط. وسندعم جهود الحكومة في الاعداد لانتخابات عادلة حرة نزيهة".
واوضحت الصحيفة، أن "الفريق الاميركي وكيل وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفد هيل، تراس الاجتماع وركز على قضايا تمثلت بمستقبل القوات الاميركية في العراق والمخاوف الامنية الناجمة عن فصائل مسلحة في العراق والانتخابات المبكرة والعنف ضد المتظاهرين".
وقال شينكر ان "هجوم الكاتيوشا الذي حدث يسلط الضوء على مدى ضرورة هذا الحوار الستراتيجي"، مشيرا الى انه "من غير الطبيعي بالنسبة للدول ان تتعرض سفاراتها للهجوم بشكل متكرر، وان العراقيين تعهدوا للمضي قدما بالمباحثات وتولي التزاماتهم".
واضاف شينكر: "الفصائل المسلحة المدعومة من ايران ما تزال تشكل مشكلة وتحديا كبيرين لحكومة الكاظمي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي تأكيده أن "متابعة قضية المجاميع المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة هو امر معقد. وقد نقلنا ذلك للاميركان".