الصفحة الرئيسية / تقرير أمريكي: المبالغة بحجم تهديد داعش لن يكون ذات منفعة.. هذا ما يتوجب على الكاظمي فعله

تقرير أمريكي: المبالغة بحجم تهديد داعش لن يكون ذات منفعة.. هذا ما يتوجب على الكاظمي فعله

بغداد اليوم-متابعة

أعد موقع "بزنس انسايدر" الأمريكي، الأربعاء (10 حزيران 2020)، تقريراً تحدث فيه عن نشاط تنظيم داعش في الفترة الأخيرة واستهدافه لعدد من مناطق البلاد، فيما بين إمكانيات العراق وحكومة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي للتصدي لنشاط داعش، وسط دعم دولي لمحاربة التنظيم.

وذكر الموقع الأمريكي في تقريره، أن "تنظيم داعش ضاعف من هجماته في العراق خلال المراحل الاخيرة، مثبتاً توقعات كثير من المراقبين والمحللين بان التنظيم الارهابي قد يعاود الظهور".

وأشار التقرير إلى أن "التنظيم كان قد بدأ منذ النصف الثاني من عام 2019 بحملة عنف شملت مناطق قروية من العراق، مركزا على محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين وباتجاه شرق وشمال بغداد. تكرار وطبيعة الهجمات تزايدت باطراد، وهناك معلومات تشير الى ان التنظيم ينقل مسلحين ماهرين الى العراق قادمين من سوريا لاذكاء موجة جديدة من الارهاب".

وشن تنظيم داعش 108 هجوم في العراق خلال شهر نيسان بضمنها هجوم على مبنى للاستخبارات في كركوك وهجمات اخرى خلال شهر ايار من بينها هجوم بتاريخ 1 أيار على وحدة لقوات الحشد في سامراء، مما يشير الى ان التنظيم مصمم على تجاوز مرحلة تكتيكات حرب العصابات والانخراط في هجمات تنسيقية مسنودة".

وبشأن أسباب تمكن داعش من معاودة نشاطه، أوضح التقرير تلك الأسباب مؤكداً، أن "التنظيم يتقصد استهداف مناطق قروية حيث التضاريس الارضية فيها صعبة وليس فيها تواجد امني ملحوظ ويسمح ذلك ان يشن هجمات كر وفر بدون كثير من الخسائر، إضافة إلى قلة الضربات الجوية للتحالف مع قلة تسيير طائرات استطلاع، تلك التي أعطت للمسلحين حرية اكثر للتحرك من دون خوف".

ومن بين الأسباب التي مكنت داعش من معاودة ظهوره، لفت التقرير إلى "استجابة الحكومة لإجراءات منع انتشار وباء فايروس كورونا، والتي سحبت موارد مالية للإدامة على حالات حظر التجول واغلاق مناطق سكنية واسعة، بعيدا عن التركيز على مواجهة داعش، قد وفر ذلك ايضا فرصة لمسلحي التنظيم بالتحرك بحرية اكثر في المناطق القروية".

وتابع التقرير: "على الرغم من هذه المشاكل، فان هنالك سببا آخر يدعو للتفاؤل بان العراق سيتمكن من مواجهة تحدي عودة ظهور داعش، حيث أنه بعد خمسة اشهر من عدم استقرار سياسي ومحاولتين فاشلتين في تشكيل حكومة، صادق البرلمان اخيرا على اختيار رئيس وزراء جديد، مصطفى الكاظمي، الذي حظي بثقة الشعب العراقي تعهد بان تكون الحملة ضد داعش هي احدى اولويات الحكومة".

وأكد التقرير، أن "الكاظمي يتوجب عليه الان ان يتحرك بسرعة لسحق اي محاولة لعودة داعش قبل ان يتنامى اكثر، ولحسن الحظ ان التنظيم الارهابي اصبح مبغوضا من قبل الشعب العراقي في كل مناطق البلاد".

ولفت إلى أنه "مع وجود قيادة جديدة لقوات النخبة في كل من جهاز مكافحة الارهاب ووزارة الداخلية فهناك فرصة لجهد استخباري افضل في جمع معلومات وتوجه مجتمعي اكثر فاعلية ضد التنظيم".

وبين التقرير، أن "الحكومات والمنظمات الاجنبية مهتمة ايضا بمحاولات ظهور تهديدات داعش من جديد، وكان لديها دور مهم بدعم العراق في هذا المجال"، مشيراً إلى أن "النقطة الاكثر اهمية هي ان على اعضاء التحالف الدولي ضد داعش ان يتخذوا خطوة جديدة تجاه تخصيص موارد تصب بهدفها الرئيس في الحاق الهزيمة الدائمية بالتنظيم".

وأكمل التقرير، أنه "مع انهيار اسعار النفط العالمية وتفشي وباء كورونا الذي وضع العراق بموقف صعب، فانه يتوجب على القوى الدولية ان توفر مساعدة اقتصادية لمنع تدهور الاوضاع في العراق واسناد الحكومة العراقية للاستمرار بتولي امور اصلاحية حيوية".

وبشأن توجهات نشاط تنظيم داعش، أكد التقرير "صعوبة توقع التوجهات، وهناك مؤشرات على ان التنظيم سيوسع قدراته خلال الاسابيع والاشهر القادمة، في وقت ما يزال فيه غير قادر على السيطرة على مساحة ارضية".

وأضاف، أن "أي تقييم واقعي لقدرة التنظيم سيكون جزءا مهما من محاولات تحجيمه. المبالغة بحجم تهديد التنظيم لن تكون ذات منفعة، ولكن تجاهله والسماح باستمرار نشاطه في مناطق قروية نائية لاشهر وسنوات يعد قصورا خطيرا بالنظر".

وشدد على أن "الحكومة يتوجب عليها ايضا ان تركز على الاسباب الاساسية والثغرات الامنية التي سمحت باستعادة داعش لقوته"، مبيناً أن "ذلك سيشكل بدون شك تحديا لقيادة العراق بان تتحرك بسرعة وبشكل حاسم في وقت تعمل على اجراء اصلاحات في الادارة، ومع فائدة ادراك الوضع الحالي ودعم المجتمع الدولي سيتمكن العراق من تجنب تكرار ما حصل سابقا".

11-06-2020, 22:50
العودة للخلف