بغداد اليوم-بغداد
حذر ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، أدهم إسماعيل، الإثنين (8 حزيران 2020) من تكرار سيناريو جائحة كورونا في إيران وإيطاليا بالعراق.
وقال إسماعيل، في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) إن "العراق يدفع حالياً ثمن استهتار كثير من المواطنين في رمضان، وأيام العيد ممن استمروا بالتزاور والاختلاط وعدم اتخاذ إجراءات الوقاية المطلوبة، وللأسف هناك من لا يصدق حتى الآن بوجود وباء كورونا رغم ما يسجل من عدد إصابات عالٍ ووفيات تزداد شيئاً فشيئاً وهذه أسباب رئيسية".
وأضاف: "أقول للعراقيين بوضوح نحن قلقون جداً، وكنا في جانب الصد منذ 100 يوم والآن نواجه خطر تكرار سيناريو ايران وإيطاليا في العراق، والكل شاهد كيف تساقط المصابون بكورونا هناك بالشوارع، هناك تفريط وتهديد لحياة جميع المواطنين ونحن في مفترق طرق ، هناك سببان قد يؤديان لذلك عدم التزام المواطنين وعدم تطبيق الحظر الشامل بشكل صحيح".
وأشار إلى أن "هناك مشكلة أخرى هي عدم تطبيق القرارات الخاصة بمواجهة خطر كورونا رسمياً، ما فائدة أي قرار يتخذ من أجل التعامل مع الوضع الميداني دون ان يطبق، هذا خلل كبير ومؤثر، لا توجد صرامة في تطبيق حظر التجوال، فقط هناك حيطان عزل خارج المناطق الموبوءة بينما تستمر الخروق والاختلاط داخلها ، المناطق الشعبية وخاصة في بغداد غير ملتزمة".
ورأى أن "خطر الفيروس قد يستمر لـ 3-4 شهور أخرى في العراق والعالم ومن الممكن ان نشهد موجات من الصعود والنزول في عدد الإصابات بكورونا الى حين توفير لقاح او علاج، عليه يجب ان نستمر بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات ".
ونبه على أن "هناك 8 لقاحات على مستوى العالم دخلت مرحلة التجارب السريرية وننتظر أن ينجح احدها لمنحه ترخيصاً وبالمقابل لا يوجد أي علاج للمرض حالياً وكل ما يوجد هو ادوية لتقوية مناعة المصابين لتجاوز المرض".
واعلنت وزارة الصحة والبيئة اليوم الاثنين تسجيل 24 حالة وفاة و 1115 اصابة جديدة بفيروس كورونا ، وسجلت امس رقما قياسيا جديدا بعدد المصابين بكورونا ، وذلك بـ1268 إصابة بعد يوم من تسجيل 1252 اصابة ويومين من تجاوز حصيلة الاصابات اليومية الالف بـ 1006 اصابة الجمعة الماضية.
ووصف مراقبون الارتفاع الجديد في ارقام الاصابات بالانفجار الوبائي خاصة وان العراق لم يكن يسجل أكثر من 100 حالة يومياً قبل 13 أيار الماضي.
ورافق ارتفاع عدد الإصابات قفزة في عدد الوفيات في الآونة الاخيرة وصل معدلها لعشرين حالة يومياً ارجعتها وزارة الصحة الى عدم التزام كثير من المواطنين بإجراءات الوقاية والإصرار على الاعتقاد بعدم وجود كورونا رغم خطر الوباء ووصفه بالكذبة حتى من قبل اشخاص ظهرت عليهم الاعراض وفقاً للمتحدث باسمها سيف البدر.
ومنذ الأسبوع الأخير من شهر أيار الماضي تسجل العاصمة بغداد عدد إصابات متزايد ويقفز احياناً للضعف يومياً بعد تطبيق عملية الحجر في 6 مناطق فيها ، مدعمةً بإجراء عملية المسح الوبائي السريع على نطاق واسع ما سمح بحسب مسؤولين بوزارة الصحة بالوصول الى الاف الحالات المصابة المخفية ممن لا تظهر على أصحابها اية اعراض وقطعة سلسلة انتقال العدوى.
ووصلت نسبة بغداد لمعدل يفوق الخمسين بالمئة من عدد الإصابات الكلي في العراق وارتفعت ببعض الايام لما فوق الستين بالمئة في بيانات الموقف الوبائي الصادرة يومياً عن وزارة الصحة العراقية، الامر الذي ارجعه مختصون في وقت لاحق الى فشل عملية العزل المناطقي للمناطق الست الموبوءة ( مدينة الصدر ، الحبيبية الكمالية ) بجانب الرصافة و ( الحرية والشعلة والعامرية ) بجانب الكرخ وتفشي المرض فيها نتيجة ضعف الإجراءات الأمنية في مواجهة الخروقات التي نجمت عن عدم تفاعل غالبية المواطنين مع حملات التوعية .