الصفحة الرئيسية / صحيفة بريطانية: واشنطن ستضغط للبقاء في العراق خلال المفاوضات ولو بشكل أصغر

صحيفة بريطانية: واشنطن ستضغط للبقاء في العراق خلال المفاوضات ولو بشكل أصغر

بغداد اليوم-ترجمة
سلطت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في تقرير نشرته، الضوء على التنافس الأمريكي الإيراني في العراق، بعد اختيار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والتصويت على حكومته داخل البرلمان، فيما تطرقت إلى الحوار العراقي الأمريكي المرتقب.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن "الجنرال الايراني قاسم سليماني، عندما اُغتيل قرب مطار بغداد بطائرة مسيرة اميركية اثناء زيارة له لبغداد في كانون الثاني الماضي، تعهدت ايران بانتقام شديد ضد الولايات المتحدة وذلك عبر فصائل مسلحة موالية لها في العراق".
وأضافت، أن "إيران ردت بهجوم محدود استهدف قاعدتين للتحالف الدولي واحد في اربيل والاخر في الانبار"، مشيرة إلى أن "كتلاً شيعية في البرلمان طالبت ايضا بانسحاب القوات الاميركية البالغ عددها اكثر من 5000 جندي، فضلاً عن قوات التحالف الاخرى في العراق التي تساعد في الحرب ضد تنظيم داعش".
ونقلت الصحيفة عن النائب سركوت شمس الدين، من التحالف الكردستاني في البرلمان والذي عمل خلال فترة زمنية مع الكاظمي كصحفي ايضا، قوله، إن "الكاظمي يتميز بكونه ليبرالي وغير طائفي، وإنه لا ينوي خلق مشكلة مع ايران، انه فقط ميال للعراق"، مؤكداً أن "الكاظمي يدرك ايضا بانه لا نستطيع الصمود في الوقت الحالي بدون دعم اميركي."
وبشأن إيران والعلاقة معها، لفت شمس الدين إلى أن "الضغط من الشارع كان كبيرا، كان حدثا ضد النفوذ الايراني. لقد علمت ايران انه لم يعد لها ذلك العدد الكبير من الاصدقاء الموالين لها في العراق ."
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى "وجود لحظة حاسمة تلوح في منتصف حزيران الحالي، عندما ستجتمع كل من الولايات المتحدة والعراق لحوار ستراتيجي مرتقب لتحديد علاقتهما المستقبلية، وبعيدا عن الاذعان لمطالب سحب جميع القوات، فانه من المحتمل ان تضغط اميركا والتحالف الدولي بشكل عام تجاه تواجد مستمر، ولو اصغر، للقوات لضمان عدم عودة تهديدات تنظيم داعش من جديد".
وتضيف الصحيفة نقلاً عن أحد المسؤولين الغربيين قوله، إن "هناك مجالاً لاتفاقية حول تواجد مركز أكثر، وربما اقل عددا للقوات في العراق لمواجهة داعش مستقبلا ."
وأوضح المسؤول الغربي، أن "سليماني كان له نفوذ كبير على سياسيين عراقيين مختلفين، وبذل قاآني جهدا من اجل ممارسة نفس الدور، ولكنه لم يكن يتمتع، على سبيل المثال، بنفس التأثير في مجريات تشكيل الحكومة الجديدة".
وبشأن الدعم للكاظمي، ينت الصحيفة البريطانية، أنه "كمؤشر أولي على دعم الكاظمي ارتأت بعض فصائل الحشد المعتدلة ان تكون تحت سيطرة الحكومة الكاملة، ويُعتقد ان هذه الحركة كان المقصود منها الابتعاد بأنفسهم عن بعض الفصائل الموالية لإيران"، بحسب تعبيرها.
وتابعت، أنه "مقابل دعمهم للكاظمي، فانه من المحتمل ان تميل واشنطن بثقلها عليه اكثر لفعل المزيد لتأكيد استقلالية بغداد عن طهران".
وأكملت الصحيفة البريطانية عن روبرت تولاست، محلل من مؤسسة NAMEA للتحليلات في الشرق الاوسط، قوله إن "الولايات المتحدة ستطالب بضمانات من ان الفصائل المسلحة الموالية لإيران ستكون مسيطر عليها".
وأشار تولاست إلى أن "هذا يعني تنسيقا مع الولايات المتحدة لفرض عقوبات تستهدف مصالح مالية ايرانية في العراق، واذا ما تخطت ايران حدودها عسكريا في العراق، فان هذا قد يمتد لتنسيق امني ضد قوات موالية لإيران في العراق."
وتابع المحلل، أن "إيران ما زالت متوغلة بعمق في العراق بحكم وجود سياسيين موالين لها، فضلا عن شبكات تعاملها التجاري مع البلد، ولهذا، لا نتوقع فائزا واحدا مطلقا فيما يتعلق بالتنافس الاميركي الايراني".

4-06-2020, 12:09
العودة للخلف