بغداد اليوم- بغداد
لازالت التظاهرات مستمرة في محافظة الديوانية، مثل بقية اخواتها من المحافظات الاخرى، رغم اجراءات الوقاية من فيروس كورونا وشهر رمضان الذي عادة يكون الناس فيه باستراحة مؤقتة عن اشغالهم واعمالهم طيلة ايام الشهر، لتبرز الى السطح مفارقة اخرى، وهي ما يتحدث به ناشطون ومتظاهرون ومسؤولون عن محاولة جر المحتجين الى ’’صدام عنيف’’ مع حكومة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وأقدم عدد من متظاهري محافظة الديوانية، يوم امس الإثنين (18 أيار 2020)، على التجمع أمام محكمة استئناف المحافظة بعد اعتقال 4 منهم.
متظاهرو المحافظة: الكاظمي تدخل بشكل مباشر لاطلاق سراح المعتقلين
عدد من المتظاهرين في محافظة الديوانية وصفوا عمليات الاعتقال الاخيرة التي طالت عدد منهم "بالاستفزازية"، فيما اعتبروها محاولات سياسية لالحاق الضرر بحكومة الكاظمي التي تسعى لكسب ودهم.
يقول عمار الخزعلي، احد ابرز ناشطي التظاهرات في الديوانية لـ(بغداد اليوم) ان "هنالك جهة امنية تنسق مع الحكومة المحلية تعمل على استفزاز المتظاهرين وجرهم لمساحة الصراع والصدام من خلال عمليات اعتقال غير مبررة قانونيا، الان ان المتظاهرين لن ينجروا لذلك".
واضاف ان "اسباب هذا العمل يؤشر شيئين الاول هو الضغط على المتظاهرين من اجل افتتاح مبنى المحافظة والثاني وهذا ما لمسناه، فان هنالك جهات سياسية من الخصوم تعمل على الحاق الضرر بسمعة حكومة الكاظمي التي تعمل على كسب ود المتظاهرين، وان خير دليل على ان الحكومة المركزية ليست هي صاحبة التوجيه بهذه الاعمال ان الكاظمي هو من تدخل لغرض اطلاق سراح المعتقلين الاربعة".
شرطة الديوانية: جهة مجهولة اطلقت النار على المتظاهرين
المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة الديوانية، عامر الركابي قال لـ(بغداد اليوم): "ليس لقيادة شرطة الديوانية اي دخل في عملية القاء القبض على المتظاهرين الاربعة على العكس من ذلك فان قائدها تواصل مع القيادات الامنية العليا ومكتب رئيس الوزراء من اجل اطلاق سراحهم، وان ما حصل ليلة امس من تجمع سلمي للمتظاهرين امام مبنى المحكمة انتهى بانسحابهم بعد تدخل رئيس المحكمة وقائد الشرطة ".
ولفت الى ان "توجيهات عليا صدرت لقيادة الشرطة بضرورة الالتزام الصارم بحماية ارواح المتظاهرين والممتلكات العامة وعدم السماح لاي جهة بإطلاق النار، الامر الذي التزمت به قيادة الشرطة، وبعد الانسحاب من امام مبنى المحكمة تجمع المتظاهرين امام مبنى جهة امنية وكان تجمعهم سلمي لكن حصل لاحقا اطلاق نار من جهة غير محددة".
احد المعتقلين الاربعة: الحكومة المحلية تحاول استفزاز المتظاهرين بطرق متعددة
احد المعتقلين الاربعة المفرج عنه، وهو محام يدعى حسن المياحي، تحدث لـ(بغداد اليوم) قائلاً: "كنا داخل المحكمة حين القي علينا القبض انا وزميلي حين حضورنا للترافع عن متظاهرين ، كما والقي القبض على متظاهرين اثنين اخرين ، كلنا وفق المادة 198 ق.ع".
واضاف ان "الحكومة المحلية تحاول استفزاز المتظاهرين بطرق عديدة"، مؤكدا ان "الامر دخل مرحلة الصراع السياسي ، فبين الصراع على النفوذ والتفرد برزت قوى سياسية تسخر جهات امنية تعمل على تشويه صورة حكومة الكاظمي وتعمل على ايصال رسالة للمتظاهرين بان هذه الحكومة ضدهم الا ان المتظاهرين يمتلكون وعيا كافيا ، ولن ينجروا لمرحلة الصدام ولا مرحلة اتخاذهم جسورا تعبر من خلاها الاجندات السياسية".