بغداد اليوم - بغداد
سلم المكتب الخاص لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاثنين (18 آيار 2020)، مذكرة احتجاج لبعثة الاتحاد الاوروبي رفضت رفع علم (المثليين) في العاصمة بغداد.
وقال مكتب الصدر في المذكرة، إنه "على الرغم مما يمر به العالم اجمع من جائحة كورونا والتي عجز الانسان لغاية الان عن الوقوف امامها والتي تستدعي التوجه الى السماء، الا اننا نجد هناك من يريد نشر واشاعة الفاحشة بين المجتمعات والانغماس في الفساد، واننا نعتبر ما حدث امس من اعتداء سافر وصارخ من خلال قيام بعثة الاتحاد الاوروبي في العراق بالاشتراك مع بعض السفارات برفع علم ما يسمى بـ (المثليين) في العاصمة بغداد تجاوزا وقحا لا يمكن السكوت عنه او الساماح به".
وأضافت المذكرة، أن "ذلك يعتبر تجاوزا لحدود الاعراف الدبلوماسية المعمول بها عالميا من احترام ثقافة الاخرين".
ونشرت بعثة الاتحاد الاوروبي في العراق، امس الاحد تغريدة تضمنت اشارة الى رفع علم المثليين، في العاصمة بغداد، ثم حذفتها في وقت لاحق بعد موجة الغضب الديني والسياسي التي شهدها العراق.
ورصد متابعون غياب تغريدة رفع علم المثليين، وربطوها، بردود الفعل الواسعة، من قبل أحزاب سياسية وشخصيات دينية.
وفجر رفع علم قوس قزح لـ"الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي" في العاصمة بغداد من قبل سفارات أوروبية، غضبا سياسيا ودينياً، وسط مطالبات بإجراءات رادعة، وإنزال عقوبات على بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، إضافة إلى دعوة لعقد جلسة طارئة في مجلس النواب على خلفية الحادثة.
وبدأ الغضب، عندما رفعت بعثة الاتحاد الأوربي في العراق، صباح امس الأحد، علم المثليين وبشكل رسمي داخل العراق، في سابقة أولى من نوعها.
وذكر الحساب الرسمي للبعثة على "تويتر"، "بالاشتراك مع السفارة الكندية والسفارة البريطانية في العراق، ننظم في بغداد مع بعثات الاتحاد الأوروبي حول العالم في رفع علم قوس قزح للاحتفال باليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي وتسليط الضوء على حقوق المثليين/ات ومتحولي/ات الجنس ومزدوجي/ات الجنس".
كما رفعت كل من سفارة المملكة المتحدة البريطانية وسفارة مملكة كندا في العراق "علم المثلية" في مبنى سفارتيهما في العاصمة بغداد، على الرغم من أن البلاد تعيش أجواء شهر رمضان المقدس عند المسلمين، ما قد يثير حساسية إضافية وغضبا.
والملفت ان الشارع الديني لم ينتظر قليلاً كما جرت عليه العادة في مثل هكذا مواقف ، بل عبر عن موقفه بسرعة بدءاً من الشيخ علي النجفي، نجل المرجع الديني بشير النجفي احد المراجع الاربعة الكبرى في العراق.
وقال النجفي بتغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، إن "ما قامت به بعثة الاتحاد الأوربي والسفارة البريطانية والكندية في العراق تجاوز وتعدٍ على المجتمع العراقي دينيا وأخلاقيا".
بدوره دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى معاقبة بعثة الاتحاد الاوروبي في العراق، على خلفية رفع علم المثليين في بغداد، فيما حذر من السكوت عن الأمر.
وقال الصدر في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "هذا ما حذرنا منه، وهو تصدير المعصية والإلحاد والفاحشة والعادات السيئة من المجتمعات الغربية الماجنة الى مجتمعاتنا الاسلامية المحافظة".
وأكد الصدر أنه ينتظر "ما تقوم به الحكومة العراقية إزاء التعدي الصارخ على قوانين العراق وأعرافه وأديانه"، مطالباً الحكومة بـ"الرد الحازم"، مشددا أن البرلمان مطالب بـ"العمل الحثيث على معاقبة الفاعلين والسعي لاعتذارهم بأسرع وقت ممكن والحيلولة دون القيام به مجددا".
وطاللب الصدر سفارات العراق في الدول المشاركة برفع علم المثليين في بغداد بـ"رفع راية (محمد رسول الله) و (عيسى روح الله) و (موسى كليم الله) فوق السفارات والقنصليات هناك"، داعيا ممثله الحوزوي والسياسي إلى "إرسال مذكرة احتجاج شديدة اللهجة الى ممثل الاتحاد الأوروبي في العاصمة الحبيبة بغداد فوراً".
وفي 17 آيار 1990 أعلنت منظمة الصحة العالمية حذف المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية، منهية بذلك أكثر من قرن من الزمان تم فيه اعتبارها حالة مرضية، ما جعل المجتمع الدولي اعتبار الـ 17/ أيار من كل عام، يوما عالميا لمناهضة رهاب المثلية الجنسية والتحوّل الجنسي.