بغداد اليوم- بغداد
رغم أن الكثير من العراقيين يتذكر أيامها بألم، جرّاء الأحداث التي شهدتها ’’أيام الطائفية’’ في العراق، إلا أن سنتي 2006 و2007، يبدو أنها باتت مصدر سخرية لدى الأجيال الجديدة، على مواقع التواصل الاجتماعي على الأقل.
مجموعة "مرحبا بكم في 2006-2007" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تضم أكثر من 35 ألف حساب، بفكرة بسيطة، تحاول استرجاع أيام الدم في العراق، والخطف والقتل على الهوية، إلى مادة للسخرية.
من العتبة الأولى، لطلب عضوية الانضمام، لا تدع المجموعة مجالاً للشك، في أن غايتها السخرية، حيث تتضمن الاسئلة التي بموجبها قبول العضوية، شرطين الأول أن المجموعة للمزح، لا يجب أن تأخذه على محمل الجد، ويحصر الاجابة في خانتين (فهمت، وفهمت)، والآخر (اصبعك لا تشيله من الأضحكني) والاجابة عنه في خانات ثلاث كالتالي: (اي والله فهمت، اي والمسيح فهمت، واي والعباس فهمت)".
صورة المجموعة، باللون الأحمر، تتوسطها كتابة بيضاء "مرحبا بكم في 2006-2007"، وتتضمن صورا لأيقونات اشتهرت آنذاك.
بداية كمأساة واستعادة كمزحة
وفي عام 2006 اندلعت موجة عنف طائفية، لا يمكن تحديد بدايتها، راح ضحيتها الآلاف من السنة والشيعة، والأقليات الأخرى، من قتل في الشوارع، وتهجير قسري، وعمليات اغتيال، وسيارات مفخخة، وقتل على الهوية.
ويستعيد أعضاء المجموعة، هذه السنوات المرة والقاسية، المحفورة في ذاكرة الدولة الحديثة، ما بعد تغيير النظام السابق في نيسان 2003، حيث تتضمن المجموعة مئات المنشورات التي تسخر من فكرة الطائفية والتفوق الطائفي، عبر منشورات تقارن بين خرافات الطوائف.
ومن بين العبارات المتداولة إبان انتخابات 2006، نشر أحد المدونين: "السنة ما يصلحون للحكم جربناهم 40 سنة وفشلوا، لازم ننطي فرصة للشيعة"، مضيفاً "ورشحناه بصاية حيدر"، وهي من الهتافات المشهورة آنذاك.
تحظى مثل هذه الأفكار بالسخرية، بعد أن تم تجربتها، واثبتت فشلها، طوال 14 عاماً.
ونشر آخر: "ماكو مبروك؟ بتدلت تلفوني النوكيا 6010 واخذت سوني كركسون R800 اكسبيريا تج سكرين"، والجهازين اليوم في عداد الهواتف المنقرضة، والتي كانت مشهورة آنذاك.
ونشر أحد أعضاء المجموعة: "الحمد لله والشكر، اجه (جاء) اليوم يلي نحول بي الطائفية الي چان بسببها ينكتل ناس وخسرنا هواي، واليوم تحولت الى شقه (مزح) وضحك والى اخوه وشقه وماكو شخص يزعل من شخص والسني يتقبل السني والشيعي يتقبل الشيعي".
وكتب أحدهم: "أنا سني واخبروا أهل الـ مسيح، والصابئة والكرد، والملحدين، بان حبي لهم لا ينتهي.. عبالكم (تظنون) أقول شيعة؟ لا غلطانين".
ماذا أخذت منك السنتان؟
أحد المنشورات ’’الجادة’’ في المجموعة، طرحت سؤال "ماذا أخذت منك سنتي 2006 و 2007". ويقول صاحب المنشور، إنه فقد والده في أيامهما.
أما الإجابات، فكانت بين "أب وأخ وأم وصديق".
ويضع موقع " iraqbodycount" الخاص بإحصاء عدد القتلى العراقيين سنوياً وشهرياً، العامين المذكورين ضمن السنوات الأعلى تسجيلاً للأرقام إلى جانب سنتي 2003 التي اندلعت فيها الحرب على العراق، و2014 التي ظهر فيها تنظيم داعش بالموصل.
ويبلغ مجموع القتلى المسجلين بالموقع، في العامين توالياً؛ (26,112 و 10,286) قتيل.