بغداد اليوم - بغداد
حذر عضو خلية الازمة بدائرة صحة الرصافة د. عباس الحسيني، من دخول العراق مرحلة خطيرة للغاية في مواجهة فيروس كورونا، فيما دعا القوات الأمنية لاستخدام القوة في فض التجمعات التي توفر بيئة لانتشار الفيروس.
وقال الحسيني في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم) إنه "في أخر يومين سجل أكثر من نصف الاصابات بفيروس كورونا في بغداد لوحدها، ومدينة الصدر والمناطق المجاورة لها شهدت أعلى الاصابات على مستوى بغداد والعراق بأسره".
وبين إن "هذا الأمر يعكس عدم التزام المواطنين بالوقاية في هذه المناطق وهي إشارات سلبية ربما تدفع بالأمور نحو اتخاذ قرار حكومي بالحظر الشامل".
وشدد على إن "العراق في دائرة الخطر ولم يخرج منها، ومستوى الخطر ارتفع ووصل لمرحلة اكتشاف عدوى لعوائل كاملة ، إذ سجلنا بعمليات المسح الميداني في الرصافة إصابات لعوائل لم تظهر عليها اعراض وهذه مشكلة كبيرة وتسمح بنشر العدوى بسرعة وعلى نطاق واسع".
ولفت إلى إن "الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص ضعيفي المناعة هم الأكثر عرضة للوصول إلى مرحلة مميتة من المرض بسبب ضعف مناعتهم وينبغي مراعاة ذلك من قبل الشباب قويي المناعة لإن عدم اكتراثهم يهدد حياة هذه الشرائح ضمن عوائلهم".
وكشف عن "تقديم اقتراح لخلية الازمة بالرصافة في اجتماعها الاخير بالعودة للحظر الشامل ولمدة 3 اسابيع مستمرة حتى بداية حزيران المقبل اي لنهاية عيد الفطر بسبب تصاعد عدد الاصابات بفيروس كورونا"، موضحاً انه "من الممكن الذهاب نحو هذا الخيار حكوميا او خيار الحظر المناطقي والأمر متروك للجهات العليا".
ودعا عضو خلية الازمة في الرصافة القوات الأمنية لتشديد إجراءاتها واستخدام القوة لمنع التجمعات داخل الأحياء السكنية مبيناً إن "الوضع مرشح للتصاعد وربما يتطور لمستوى عدم قدرة المستشفيات على استيعاب المزيد من الاصابات وتعطيل العمل بأخرى تقدم خدمات طبية لعزل المصابين بالفيروس".
وختم بالقول "نعيش حاليا معركة بين الوعي والجهل، والوعي يتحقق باتخاذ الإجراءات الوقائية ووحده من يمهد لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد الانتصار على الفيروس".
وحذر وزير الصحة والبيئة حسن محمد التميمي، الاثنين (11 ايار 2020)، من استمرار ارتفاع معدلات إصابات فيروس كورونا في العراق، مؤكداً أن هناك مناطق باتت تمثل بؤراً للفيروس، فيما أشار إلى دراسة اعادة تطبيق الحظر الشامل أو الحظر الصحي المناطقي لحماية المواطنين.
وقال التميمي في بيان، تلقته (بغداد اليوم): "أحيي ملاكات وزارة الصحة والبيئة على اختلاف تخصصاتهم , لما قدمه الجيش الأبيض من بطولات عظيمة منذ أشهر وما زالوا مستمرين, في مواجهة جائحة كورونا من خلال تقديم مختلف الخدمات, التشخيصية والعلاجية والوقائية, فضلا عن واجباتهم الأخرى في تقديم الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها".
وأضاف: "قبل ثلاثة اشهر تقريبا تمكنت مؤسساتنا الصحية من اكتشاف الاصابة الاولى لوباء كورونا المستجد في العراق ، وفي يوم الحادي عشر من اذار الماضي اعلنت منظمة الصحة العالمية عن جائحة كورونا كوباء عالمي منتشر و خطير في اغلب بلدان العالم وما خلفه من تداعيات صحية خطيرة انهكت انظمة صحية عريقة و متقدمة ، ولازالت نسب الاصابة والوفيات الناتجة عن الوباء في تصاعد ، و بلغت عدد الاصابات المكتشفة لحد الان في دول العالم المختلفة اربعة ملايين اصابة ومئتين وثمانين الف وفاة".
وتابع الوزير: "لقد سعت وزارة الصحة والبيئة خلال الفترة الماضية وبشكل مبكر و استباقي ادراكا منها لخطورة تفشي الوباء في بلدنا العزيز بالتعاون مع الوزارات والجهات الرسمية والمنظمات الدولية والاقليمية و الدول الصديقة لاتخاذ اجراءات احترازية و حازمة و مؤلمة لدفع تلك المخاطر الكبيرة عن بلدنا وشعبنا، يرافقها جهود متواصلة و سعي حثيث من قبل ملاكات وزارة الصحة والبيئة لايقاف سلسلة انتقال الوباء".
وأكمل التميمي: "حرصا من وزارة الصحة والبيئة على استمرار نهج الشفافية الكاملة والتواصل المباشر مع الرأي العام في العراق كما عهدتم عنا طيلة الفترة الماضية ، لذا نؤشر بدقة و نحذر من خطورة بقاء الوضع الحالي لنسب الاصابة في عدة مناطق في العراق والتي باتت تشكل بؤر وبائية قابلة للامتداد و الانتشار الى مناطق اخرى ناتجة عن عدم التزام اغلب سكان تلك المناطق بتعليمات الحظر الجزئي والتي تمنع التجمعات كافة ، و التهاون في توفير متطلبات التعقيم ولبس الكمامات في اماكن العمل ، وتجنب مراجعة المراكز والمستشفيات عند ظهور اعراض وباء كورونا المستجد لاسباب اجتماعية ونفسية".
وأكد ان "استمرار الاصابات بالمعدلات الحالية يدفعنا الى دراسة عدة خيارات منها اعادة تطبيق الحظر الشامل أو الحظر الصحي المناطقي لحماية المواطنين من مخاطر تفشي الوباء و تقليل الاثار الكارثية على صحة و حياة اهلنا في العراق".
وأشار التميمي إلى ان "خطورة المرحلة الحالية واستمرار تصاعد معدلات الاصابة في دول الجوار يتطلب التزام المواطنين كافة بتعليمات الحظر الصحي الجزئي وخاصة لبس الكمامات بشكل دائم في الشارع واماكن العمل، والامتناع بشكل كامل عن حضور التجمعات الاجتماعية والدينية والثقافية، وعدم الخروج من المنزل الا للاحتياجات الضرورية لاهميتها في كسر سلسلة انتقال الوباء بين الافراد و تقليل نسب الاصابة في العراق وما يرافقها من تقليل الوفيات الناتجة عن الوباء".
وقال ان "وزارتنا تؤكد على اهمية استمرار التعاون و التكامل والتنسيق المستمر بينها وبين بقية الوزارات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والاتحادات والنقابات والمنظمات والمجاميع التطوعية للعمل بروح الفريق الواحد للوصول الى السيطرة الشاملة على انتشار وباء كورونا المستجد وحماية حياة المواطنين وتقديم افضل الخدمات الصحية في المؤسسات كافة".