بغداد اليوم – متابعة
ذكرت وكالة "أسوشييتدبرس"، الاثنين (04 ايار 2020)، أن تنظيم داعش تحول إلى وضع الجهوم بعد استغلاله انزلاق الحكومة العراقية في فوضى الاقتصاد وكورونا، تزامناً مع الهجمات التي يشنها التنظيم في عدد من المحافظات.
وأفادت الوكالة في تقرير لها اطلعت عليه (بغداد اليوم)، بأن "رجلاً يرتدي حزاماً ناسفاً ترجل من عجلة ومشى بهدوء نحو بوابات بناية الاستخبارات في كركوك، وبعد تجاهل صيحات الحرس بالتوقف قاموا بإطلاق النار عليه ثم فجر نفسه متسببا بجرح ثلاثة من افراد الامن في الاسبوع الاول من رمضان".
وأضافت أنه "بعد تلك الحادثة بأيام، وقعت ثلاث هجمات منسقة في محافظة صلاح الدين قتل فيها عشرة من قوات الحشد الشعبي، وهي الاعنف والاكثر تعقيدًا منذ أشهر عديدة، مبينة أن "هذه الهجمات هي الاحدث ضمن عودة هجمات داعش في شمالي العراق، الهجوم الاول كان هجوما انتحاريا لم تشهده المنطقة منذ أشهر، والثاني هو من ضمن أكثر الهجمات تعقيدا منذ هزيمة داعش في العام 2017، هجمات داعش في البلد المجاور سوريا ازدادت ايضا ضد قوات امنية وعلى حقول نفطية ومواقع مدنية".
وأوضحت الوكالة أن "عودة الخروقات الامنية هو مؤشر على ان تنظيم داعش يقوم باستغلال انشغال الحكومة بمعالجة واحتواء تفشي وباء كورونا والانزلاق بفوضى اقتصادية، في العراق، فيما يستغل المسلحون ايضا فجوات امنية واقعة في مناطق متنازع عليها وكذلك استغلاله لتقلص تواجد القوات الأميركية".
وفي سياق ذاته اكدت تقارير استخبارية الى انه "يقدر عدد مسلحي داعش في العراق ما بين 2,500 الى 3,000 مسلح".
وبينت التقارير بحسب "أسوشييتدبرس"، أنه "في سوريا شن مسلحو داعش في أواخر شهر آذار حملة هجمات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ابتداء من مركز محافظة حمص على امتداد الطريق الى دير الزور شرقا بمحاذاة الحدود العراقية، فيما أكد "مسؤولون في المخابرات العراقية قالوا ان ما يقارب من 500 مسلح، بضمنهم مسلحون هربوا من السجن، تسللوا مؤخرا عبر الحدود من سوريا الى العراق".
ولفتت الوكالة إلى أن "ثلاثة مسؤولين عسكريين عراقيين وخبراء قالوا ان داعش تحول الان من مستوى ترهيب محلي الى مستوى هجمات أكثر تعقيدا"، مشيرين الى ان "عملياته السابقة ركزت على اغتيالات لمسؤولين محليين وهجمات بسيطة".
وأفادت أنه "أما الان فان التنظيم ينفذ المزيد من هجمات العبوات الناسفة وإطلاق النار وتنفيذ كمائن لعناصر جيش وشرطة.
وفي غضون تحدث المسؤولين "للاسوشييتدبرس" دون ان يكشفوا عن أسمائهم، أن "عوامل متعددة اخرى ساعدت المسلحين على تنفيذ عمليات في المناطق المتنازع عليها. وقال المسؤولون ان عدد القوات المسلحة العراقية المتواجدة في الخدمة قلت بنسبة 50% بسبب اجراءات الوقاية من فايروس كورونا".
وأضافوا، أن "هناك مناطق متنازع عليها بين بغداد وكردستان تسببت بترك اجزاء في ثلاث محافظات بدون تواجد أمنى، وان المناطق الجبلية الوعرة من الصعب حفظها امنيا".
وأكدوا، أن "تصاعد الهجمات تزامن ايضا مع انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من قواعد في غربي العراق ومحافظتي نينوى وكركوك وفقا لتقليص تواجد قوات اتفق عليه في كانون الأول".
فيما أكد مسؤول استخباري رفيع، ورفض الكشف عن أسمه، "قبل ظهور فايروس كورونا وقبل انسحاب الأمريكان كانت هجمات داعش تافهة لا تستحق الذكر، بمعدل عملية واحدة فقط بالأسبوع، اما الان فان القوات الامنية تواجه ما معدله 20 عملية شهريا".
المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل مايلز كاجينز، قال ان "الازدياد بهجمات داعش جاء ردا على عمليات عسكرية نفذت ضد مخابئه في مناطق جبلية وريفية في شمالي وسط العراق".
فيما يعتقد مسؤولون عسكريون عراقيون، ان "الهجمات المتطورة ذات الطابع التنظيمي تخدم لترسيخ نفوذ زعيم التنظيم الجديد ابو ابراهيم الهاشمي القريشي، الذي تم تنصيبه بعد مقتل سلفه بغارة اميركية في أؤخر العام الماضي".
وقال أحد المسؤولين انه "من المتوقع حدوث المزيد من العمليات خلال شهر رمضان لإظهار قوة الزعيم الجديد في قرية، كوجالي، ذات العشب الاخضر التابعة اداريا لمحافظة نينوى هناك عدو خفي دائما ما يبقي المواطن، ناوزاد، يقظا اثناء الليل، منطقته الزراعية تقع في منطقة متنازع عليها شهدت ازديادا حادا بالهجمات، بضمنه كمين في منطقة مجاورة وقع بداية الشهر تسبب بمقتل مقاتلين اثنين من البيشمركة".
وقال ناوزاد ان "المسلحين لديهم متعاونون، يعرفون كل شيء عن كل مزرعة في كوجالي، ويعرفون كل بيت ومن يسكنه".
إلى ذلك تحدث العميد، كمال محمود، من قوات البيشمركة يقول ان "المسلحين يتلقون دعما وملاذا وطعاما ووسائل نقل من متعاطفين محليين".
وأكمل، ان |قواته متمركزة في جزء من الخطوط الامامية هناك ولكنها لا تستطيع تنفيذ عمليات في الاجزاء الاخرى التي تسيطر عليها قوات من الحكومة الاتحادية"، مشيرا الى ان "القوات المنتشرة تسيطر فقط على الطرق الرئيسة مع غياب تواجدهم في القرى والبلدات".