بغداد اليوم _ متابعة
تحدث مدير استشاري اختصاص علم الامراض، محمد إسماعيل، عن مخاطر الحظر الجزئي في ظل وجود فيروس كورونا، وفيما أكد أن تفادي الاصابات يعتمد على الوعي المجتمعي للمواطنين، دعا إلى الاستفادة من الاخطاء التي ارتكبتها سنغافورة بمسألة الحظر الجزئي.
وقال محمد إسماعيل، في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم)، إن "الكثير من العوائل المتعففة لم تجد ما يعينها من الحكومة للبقاء ببيوتها لذلك تشجعت على كسر الحظر لان وضعها المعيشي صعب".
وأضاف إسماعيل، أنه "مع بدء تنفيذ الحظر الجزئي في العراق، يجب الالتفات الى تجربة مقلقة حدثت في سنغافورة، البلد الاسيوي نجح بتطويق كورونا بشكل كبير ولم يسجل سوى وفاة او اثنتين، ولكن بمجرد ان حدث اطمئنان وتم اعتماد الحظر الجزئي قفزت الإصابات بفيروس كورونا لمعدلات عالية".
وتابع اسماعيل، أن "العراق حالياً في وضع حرج جداً مع بدء الحظر الجزئي، والامر خاضع لتقييم خلية الازمة الحكومية، وللأسف نلاحظ في الأيام الأخيرة ان الالتزام بالحظر وقلة الحركة قليل جدا وهذا الامر قد ندفع ثمنه في المستقبل القريب وتقفز الإصابات من جديد".
وتحدث الطبيب المختص عن دور الوعي المجتمعي للمواطنين بمواجهة الفيروس وانتقاله، فيما حذر من عدم التزام المواطنين بالحظر الجزئي، لان ذلك سيجلب كارثة باعداد الاصابات، حسب قوله.
وقال إسماعيل، أن "غياب الوعي المجتمعي في مواجهة كورونا خطر كبير، وهناك أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية تسببت بمشكلة تدني الوعي في العراق، لذلك لا يمكن التعويل على وعي المواطنين بعد رفع الحظر الجزئي في مسألة عدم التجمع والاختلاط وتطبيق الإجراءات الوقائية".
وأضاف: "لاحظنا جميعاً بأيام مضت حصول كسر للحظر واختلاطا وخاصة لدى الشباب وشاهدناه باعيينا، وهذا سبب مباشر يسمح بظهور إصابات يومية وباستمراره لن تتوقف الإصابات"، مشيرا الى ان "عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية في أيام الحظر الجزئي يعني ان العراق مقبل على كارثة".
واشار الطبيب المختص إلى أن "سويسرا والسويد عولتا على وعي المواطنين، وكانت النتائج جيدة، اذ سمح للمواطنين بالخروج لأعمالهم وتم التشديد عليهم باتباع إجراءات الوقاية والا فأن كل عائلة ستواجه خطر الإصابة وربما تحصل وفيات داخلها"، ولفت الى ان "المواطن العادي لا يقدر الضغوط النفسية التي تتعرض لها الكوادر الطبية التي تواجه مصابين وبالإمكان انتقال الفيروس لهم ولعوائلهم، الالتزام بالوقاية أفضل رسالة تقدير لهذه الكوادر التي ان انهارت سينهار الوضع برمته".
وأكد أن "الاستقرار لن يتحقق في العراق مع استمرار ظهور كورونا في بقية دول العالم، لان هناك عراقيين عائدين من دول موبوءة ومن الممكن ان يكون بينهم مصابون وهذا الامر تم تسجيله بالفعل".
وبشأن علاج كورونا، قال الطبيب المختص، إن "هناك مراكز بحثية في العالم بدأت تستعجل إيجاد لقاح لكورونا دون الاخذ بالاعتبار مسألة مأمونيته، لان كل لقاح يحتاج لـ 3 مواصفات هي المأمونية والكفاءة والفاعلية، ولن يتوفر لقاح بهذه المواصفات الا بعد سنة او سنتين لأنه يحتاج لتجارب عدة فمن المحتمل تظهر اعراض على من لقحوا بعد 6 اشهر او اكثر".
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة، الثلاثاء، تسجيل 28 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و53 حالة تعافي من الفيروس وحالة وفاة واحدة اليوم، فيما حددت توزيعها الجغرافي في انخفاض جديد ومطمئن بعد يوم من تسجيل 35 اصابة بالفيروس.
وذكرت الوزارة، في بيان، ان ملاكاتها فحصت "2782 نموذجا في المختبرات المختصة في العراق كافة اليوم"، مبينة أنه "بذلك يكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية تسجيل المرض في العراق 60837".
واشارت الى أن مختبراتها "سجلت لهذا اليوم 28 إصابة في العراق"، موضحة أن الاصابات توزعت كالتالي: "بغداد/ الرصافة: 7، بغداد/ مدينة الطب: 8، البصرة: 11، المثنى: 2".
وفيما لفتت الى انها "سجلت وفاة واحدة في بغداد/ الرصافة"، نبهت على "شفاء 53 حالة، توزعت كالتالي بغداد/ الرصافة: 3، بغداد/ الكرخ: 4، النجف الأشرف: 14، السليمانية: 3، اربيل: 9، دهوك: 3، البصرة: 4، واسط: 10، بابل: 1، الديوانية: 1، ذي قار: 1".
وذكرت الوزارة، أن "مجموع الإصابات الكلي بلغ 1602ـ ومجموع الوفيات، 83، ومجموع حالات الشفاء 1096".
وشددت وزارة الصحة والبيئة مع بدء تطبيق الحظر الجزئي في بعض مناطق العراق ومن بينها العاصمة بغداد على "عدم الخروج من البيوت إلا للضرورة القصوى وعلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي وقواعد الوقاية الشخصية والمجتمعية".