بغداد اليوم _ بغداد
يبدو أن شهر رمضان لهذا العام لن يكون مثل الأعوام السابقة، وسط الأزمة التي يعيشها العالم بسبب فيروس كورونا، كما أنه لن يمحى من ذاكرة العراقيين الذين يستعدون لاستقباله وسط مخاوف من تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا.
وتستعد إدارات المحافظات في البلاد، لاستقبال الشهر الكريم، وسط جو من التوتر واستنفار الأجهزة الأمنية والصحية، خاصة مع إعلان رفع جزئي لحظر التجوال في عموم البلاد.
الديوانية تتمنى المستحيل
يقول محافظ الديوانية زهير الشعلان، إن "موضوع التخفيف في إجراءات حظر التجوال لابد ان يتم بعد دراسة مستفيضة، بالرغم من معرفتنا بمدى الضرر الذي لحق بالمواطنين وقيد حريتهم، لكن الخطر اكبر من ذلك".
وأضاف الشعلان في حديث لـ(بغداد اليوم): "نعلم ان شهر رمضان فيه العديد من النشاطات وحالات الزيارات، لكن المواطن يعلم ان اي تخفيف قد يزيد من الإصابات"، معربا عن امله بأن "ينتهي وجود فيروس كورونا قبل حلول شهر رمضان لتعود الحياة بشكل طبيعي".
بدوره، يؤكد المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة المحافظة، عامر الركابي، أن "رفع الحظر الجزئي لا يعني فتح مداخل المحافظات، وانما ستبقى الحركة داخلية فقط لتسهيل الأوضاع على المواطنين لغرض ممارسة العمل والدوام".
مخاوف في كربلاء من الحظر الجزئي والعتبة تؤكد: أبوابنا مفتوحة
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الاثنين، تسجيل ارتفاع جديد اليوم بعدد المصابين بفيروس كورونا بـ 35 حالة مقابل 26 بالامس، فيما شددت على ضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي وتقليل حركة المواطنين إلا للضرورة القصوى لاحتواء الوباء.
يقول الناطق الرسمي باسم خلية الازمة بمحافظة كربلاء، محمد الوكيل، إن "التخفيف من الحظر او فرض حظر جزئي يتبع الموقف الوبائي المحلي والعام، وحتى لو تحسن الموقف في المحافظة مع بقاء تسجيل الإصابات بالمحافظات المجاورة، فهذا يعني ان الخطر لايزال قائما".
وتؤكد صحة كربلاء ان المحافظة لم تسجل اية اصابة بكورونا لليوم الثالث على التوالي.
وأضاف الوكيل في حديث لـ(بغداد اليوم): "نعتقد أن التخفيف سيزيد من الازمة خصوصا ان ذلك يعني زيادة التجمعات في شهر رمضان، وهذا امر خطير"، مشيرا الى ان "الموضوع سيطرح على خلية الازمة، وأن أي قرار سيكون من صلاحيات رئيس خلية الازمة محافظ كربلاء حصرا".
ويقول مصدر في العتبة الحسينية، إن "العتبتين لم تغلقا أبوابهما بوجه الزائرين، إلا أن حظر التجوال هو من منع اغلب الزائرين من الوصول، لذلك فان رفع الحظر جزئي سيمكن الاخوة المواطنين من الزيارة خلال فترة رفع الحظر"، مشيرا الى ان "العتبة سبق وان اعدت خطة وقائية متكاملة".
صحة النجف تؤيد الحظر الجزئي ومحافظ ذي قار يدعو المواطنين للصبر
ومع إجماع المؤسسات الدينية والصحية على اعتبار عدم التجمع واجبا شرعيا وصحيا، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، ستتغير عدة عادات رمضانية، وستختلف العادات الأسرية، ربما يثير هذا الأمر غصة في الصدور، لكن قد تولد عادات أخرى تحمي النفس والآخرين من الإصابة بذلك الوباء.
وأكد محافظ ذي قار وكالة أباذر العمر، أن إدارته "تنتظر الموقف الوبائي وقرارات خلية الازمة المركزية، مع علمنا بان اي تجمع قد يزيد او يعيد تسجيل اصابات أكثر"، داعيا أهالي المحافظة إلى "التحلي بالصبر وتفهم الموقف".
ورحب مدير إعلام صحة النجف، سالم الحمداوي، بـ"قرار خلية الازمة فرض حظر التجوال بعد السادسة مساءً ولغاية السادسة صباحا في شهر رمضان، مشيرا الى ان "ترك الامر ورفع الحظر بعد الإفطار سيسبب كارثة، وليس من الصحة التهاون مع حظر التجوال لاي سبب".
بدوره قال محافظ ميسان، إن "خلية الازمة المحلية تلتزم بقرارات خلية الازمة المركزية، الا انها سترفع موقف للمطالبة بتخفيف الحظر في شهر رمضان، وحسب الموقف الوبائي، شرط عدم تسببه بازدياد حالات الإصابة".
ويصاحب حلول الشهر الكريم سنويا ازدحاما في الأسواق لشراء السلع والأطعمة، وقد يخف ذلك التكدس مع التزام الكثيرين بالتباعد الاجتماعي.
وربما لا يوجد طعام أو مكمل غذائي يمكن أن يمنع الإصابة بفيروس كورونا حتى اليوم، ولكن بعض الأطعمة قد تساعد في دعم الجهاز المناعي.